«أنصار الله: التأسيس ـ المسارات ـ المشروع»
صنعاء ـ البناء
بعنوان: «أنصار الله: التأسيس- المسارات- المشروع»، أقام مركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني صباح أول من أمس ندوة في قاعة فندق كمفورت بالعاصمة صنعاء، وقد تناولت الندوة كثيراً من المحاور والجوانب المتعلقة بحركة أنصار الله ونشأتها من خلال عدد من أوراق العمل التي قدمها عدد من الباحثين والسياسيين، ومنهم محمد المنصور وعبدالله الصبري وعبدالله الدهمشي وعبدالملك العجري.
وتهدف الندوة بحسب المعدين لها إلى التعريف بحركة أنصار الله ومسارها التاريخي والعوامل التي أثرت في نشأتها و تأسيسها، إضافة إلى التحولات التي مرت بها وصولاً إلى مشاركتهم في الحوار الوطني عقب ثورة التغيير عام 2011 إذ كانت الحركة من أبرز وأقوى المكونات الفاعلة فيها.
وقدم الباحث عبدالملك العجري ورقة بعنوان: «جماعة أنصار الله ظروف التكوين والمعالم الأساسية للمشروع»، طرح فيها تفصيلاً حيثيات نشأة حركة أنصار الله والظروف التي تكونت فيها، إذ تطرق إلى تاريخ تشكل المشروع واقترانه بأحداث عربية وعالمية وتأثيرها على الواقع في اليمن.
كذلك طرح الباحث العجري في ورقته أبرز معالم حركة أنصار الله الأساسية، مفصلاً أهم ملامح مشروع حركة أنصار الله وأهدافه ورؤيته للتغيير، لافتاً إلى القضايا الوطنية والأممية التي يتبناها مشروع الحركة ورؤيته الثورية والتنموية والدينية والاجتماعية، ومدى مواكبته للمتغيرات ومتطلبات الواقع.
من جهته قدم الكاتب والسياسي محمد يحيى المنصور ورقة بعنوان «أنصار الله أصالة الرؤية وحداثة المشروع»، تطرق فيها إلى مدى استطاعة الحركة أن تجتمع في مشروعها بين المحافظة على الثوابت الأصيلة والقضايا الجوهرية ومواكبة العصر والتعاطي مع متغيرات الواقع.
ولفت المنصور إلى أن انفتاح الحركة على الواقع ومتغيراته ومتطلبات العصر لم يتطلب منها أن تفرط في أسس ومبادئ وثوابت جوهرية، بل تمكنت من المواءمة بين الانفتاح على الحداثة والانطلاق من الثابت إلى المتغير بثبات.
وفي السياق ذاته، قدم الكاتب عبدالله علي صبري عضو اتحاد القوى الشعبية ورقة بعنوان «أنصارالله في قلب المشهد الثوري- الدلالات»، تناول فيها جزئية جديدة في تاريخ حركة أنصار الله وهي مشاركتها في الثورة عام 2011.
وركز صبري في ورقته في تلخيص دلالات مشاركة حركة أنصار الله في الثورة وإثباتها للجميع أنها تحمل مشروعاً مدنياً، لافتاً إلى أن الحركة استطاعت أن تقدم صورة حضارية ومدنية نجحت في طمس تلك الصورة السوداء التي كان النظام يصورها عنها طوال سنوات.
وقدم الباحث عبدالله الدهمشي ورقة بعنوان «أنصار الله والإعلام مقاربة أولية» تناول فيها علاقة أنصار الله بالواقع الإعلامي ودور الحركة الفعال في صناعة الحدث سواء كانت الحركة وأداؤها مادة إعلامية لدى إعلام الآخرين أو من خلال تعاطيها الإعلامي مع الحدث، وزخرت ورقته بالعديد من الأمثلة المثبتة والمؤرخة لتناولات العديد من وسائل الإعلام للحركة أثناء الحروب الست. وقُدّم أيضاً العديد من المداخلات حول الأوراق المقدمة وأثير كثير من المناقشات التي أثارتها مواضيع الندوة.
الندوة التي تعتبر باكورة عمل مركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني الذي تأسس قبل حوالى شهر ويترأسه الباحث عبدالملك العجري، نجحت بشكل كبير وملموس بحسب مشاركين ومتابعين وهو ما يحملها مسؤلية كبيرة في الاستمرار والعطاء.
قدم الندوة وأدار المداخلات الكاتب والسياسي علي البخيتي حيث رحب بالمشاركين والحاضرين في الندوة وتطرّق في كلمته إلى النظرة النمطية التي رسمها خصوم أنصار الله عنهم، إذ لم يتمكن «أنصار الله» من التعبير عن أنفسهم بسبب الحصار الإعلامي المطبق الذي فرضه النظام حولهم خلال الحروب الست، مضيفاً أن أغلب من كتبوا عن الحركة سواء في الداخل أو الخارج تأثروا واستندوا في معلوماتهم إلى ما كتبه إعلام السلطة والأطراف السياسية المتصارعة مع أنصار الله.
وعرج البخيتي في كلمته الافتتاحية إلى الظروف التي تأسست فيها الحركة والمواقف الشجاعة التي اتخذها مؤسس الحركة الشهيد حسين الحوثي منذ عام 1994 عندما كان عضواً في مجلس النواب حيث عارض حرب 1994 وبقوة وتعرض بسبب ذلك هو ووالده لحملة شرسة من النظام أدت إلى اعتقال أكثر من 300 شخص في مران وقصف بعض المنازل فيها.
وأضاف البخيتي أن حركة أنصار الله قدمة رؤية سياسية مدنية لا تستند إلى أي خطاب مذهبي في فريق بناء الدولة، دولة يتشارك فيها الجميع ويحق لهم الوصول إلى رأس السلطة بغض النظر عن انتمائهم المذهبي أو المناطقي.
وحضر الندوة كثير من السياسيين والباحثين والدكاترة على رأسهم الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، والدكتور حسن مجلي والدكتور عبده البحش، والعميد ركن علي ناجي عبيد رئيس المركز الاستراتيجي للبحوث العسكرية والدكتور فؤاد الصلاحي والعديد من الناشطين السياسيين.