الاتفاق تمّ «وبشِّر الصابرين»
لا كلام ولا تعليق ولا تدقيق…
انتهى زمان التعليق والتخصيب والبعثات والوفود والتهديد والوعيد، لا تعليق… لأنّ إيران انتصرت.
اليوم الذي انتظرته إيران ونظر إليها العالم وراقب أيامها ولياليها وكتب وناقش سير الأحداث فيها والسياسة التي اتبعها ديبلوماسيوها، أصبح يوماً تاريخياً غيّر مجرى العالم، وليس فقط الأحداث الإقليمية، ففي هذا اليوم أثبتت المقاومة أنها تنتصر بكلّ أشكالها وأثبتت حاضنة المقاومة والمقاومين أنها تنتصر على الظلم والعقاب الذي فرض على أهلها وشعبها من أجل دفعها إلى التراجع عن حقوقها…
لا تعليق إلا المباركة اليوم لإيران وأهلها وأهل المقاومة وأهل سورية ومقاوميها وأهل جنوب لبنان ومقاوميه وأهل غزة وأبطالها، والرئيس حسن روحاني، والقائد السيد علي خامنئي، والرئيس السابق العزيز المتواضع الحكيم أحمدي نجاد الذي صمد ووقف أمام كلّ العالم في أحلك الظروف يصرخ: «الموت لإسرائيل… وإسرائيل هذه ستزول عن الخريطة»…
من هذا اليوم يبدأ العدّ العكسي للكيان «الإسرائيلي» الذي يدرك المأساة التي حلت به، يعرف كيان الاحتلال دقة ما جرى، ويعرف جيداً أنّ إيران دولة إقليمية عظمى في وجهه في هذا «الشرق الأوسط»، ويعرف أنّ العالم قد تغيّر، ويعرف المجتمع الدولي هذا أيضاً وكلّ حليف ووكيل وأصيل في مشاريع «إسرائيل» وأميركا… ولكن هل غيّرت أميركا العالم بقرارها؟
لا… ليست أميركا ولا إدراة الرئيس أوباما من كتب هذا التاريخ، إنما صمود الإيرانيين وصبرهم، أما السياسية والاستراتيجيات التي اتبعتها واشنطن منذ أكثر من عشر سنوات تجاه إيران وحلفائها، مختبرة كلّ الأفق الممكنة من السياسة إلى الحروب العسكرية على حلفاء إيران، منذ عدوان تموز 2006 على لبنان وحتى حرب غزة لإنهاء المقاومة الفلسطينية، وحرب سورية وإرسال «داعش» و«النصرة» لتدميرها، فقد باتت جمعيها خيارات فاشلة محطمة، حطمتها إيران ومحور المقاومة بالصبر والثبات، بعدما أثبت أنه قادر على مواجهة العقوبات الاقتصادية محوّلاً إياها إلى نجاح مدوٍّ…
تموز الانتصارات هو تموز المقاومة وأهلها، توّجته إيران من أروقة فيينا المدينة التي شهدت ولادة هذا الحدث العظيم الذي رسم معه الأحداث كلها ووضع الغرب أمام الواقع الجديد «إيران دولة نووية والحسابات معها تغيّرت».
ملف واحد بعدة ملفات وقّعت عليه إيران وهي تنظر إلى العالم الحرّ رافعة الملف بيدها لتقول: «لقد انتصرنا ونصرنا هو انتصار لكم ولقضاياكم ولمطالبكم ولحقوقكم»…
الملفات المنتظرة ستتوالى على طاولة المفاوضات وأبرزها ملف سورية والعراق واليمن، كلّ شيء تغيّر اعتباراً من هذه اللحظة، وبات على خصوم إيران التسليم والاقتناع بأنّ السياسة التي انتهجوها خلال السنوات الماضية أثبتت أنها سياسة فاشلة بمجرد التوصل إلى هذا الاتفاق…
تموز 2015، العالم يتوجه نحو إيران، وإيران تغيّر المنطقة وتوازنات العالم…
ألف مبروك أيها الصابرون
«توب نيوز»