نورا رحّال: الفنّ ممثّل الناس الأوّل

محمد سمير طحّان

أطلّت الفنانة نورا رحّال في الموسم الدرامي الرمضاني على الجمهور من خلال مسلسل «حرائر» للمخرج باسل الخطيب، عبر أدائها دور «سليمة» أخت بطلة العمل «بسيمة»، التي أدّت دورها الفنانة سلاف فواخرجي. فكان حضورها لافتاً أضاف إلى العمل ككل، وأعطى صورة جميلة إضافية عن المرأة السورية المميزة بأنوثتها وحضورها.

وعن أعمالها الأخيرة تقول الفنانة رحّال: إن إطلالاتي الفنية كانت متقطعة في الفترة الماضية. مع محاولتي عدم الغياب. فشاركت السنة الماضية مع المخرج باسل الخطيب في فيلم «الأمّ»، إلى جانب مشاركتي معه في مسلسل «حرائر» هذه السنة. كما كانت لي مشاركة في العرض المسرحي الغنائي «الطريق إلى الشمس» مؤخراً على خشبة دار أوبرا دمشق.

وقالت رحّال إن إحساسها بخطورة المرحلة دفعها إلى تقديم أغنيتين وطنيتين خلال الفترة الماضية. وفي الوقت ذاته لم تك تشعر بالرغبة في تقديم أغان رومنسية جديدة.

وتابعت رحال: جاءت مشاركتي في مسلسل «حرائر» لثقتي المطلقة بالمخرج باسل الخطيب، ولعدم رغبتي في الابتعاد لفترة طويلة عن الجمهور. خصوصاً أن الدراما في هذه الفترة قادرة على الوصول إلى الناس بشكل أكبر من الغناء، من دون أن أبحث من خلال هذا الدور عن إضافة إلى مسيرتي الفنية. فأنا أساساً مغنية قبل أن أكون ممثلة. ومشاركاتي الدرامية كانت دائماً بما يخدم وجودي في مجال الغناء.

وأوضحت رحال أن مشاركتها في «حرائر» كانت مهمة بالنسبة إليها للالتقاء مجدّداً بعدد كبير من أصدقائها الفنانين المميزين. مع إتاحة الفرصة للتعرف إلى أصدقاء جدد يجمعها معهم الهمّ الواحد والقدرة على التفاهم والتفاعل وتقديم أعمال درامية ذات قيمة. فما يميّز صناع الدراما السورية القيم الانسانية والابداع والقدرة على تقديم رسائل تؤثر في المجتمع بشكل كبير.

ولدى الفنانة رحّال مجموعة من العروض لتقديم أدوار في الدراما السورية تقوم حالياً بدراستها لاختيار المناسب منها والتحضير لها بعد فترة العيد. كما تحضّر لحفل كبير سيتضمن عدّة أعمال غنائية جديدة.

وعن مسيرتها الفنية تقول صاحبة شخصية «السنيورة» في مسلسل «هوى بحري»: أشعر بالرضا لما وصلت إليه على الصعيدين الإنساني والفني من محبة الناس وتقديرهم ما أقدّمه في كل خطوة فنية أخطوها، سواء داخل الوسط الفني أو من الجمهور، ما يعطيني دافعاً كبيراً للبحث عن أعمال جديدة مختلفة عمّا قدّمته سابقاً، مع حتمية أن يكون أيّ عمل فني أقدّمه حقيقياً، ويمثلني ويمثل الناس. لافتةً إلى أنّ محبة الناس مهمة جداً للفنان، وهذا يقوده إلى تقديم أعمال بمستوى أعلى وقيمة أكبر، ليكون عند حُسن ظنّ الجمهور.

وأكدت صاحبة أغنية «خايف على بلادي» أن طموحها يتركز في الغناء الذي تجد نفسها من خلاله. كونها تستطيع التحكم بكل تفاصيل الأغنية من كلمات ولحن وطريقة تسجيل وتصوير وعرض وتسويق. فالغناء مملكتها على حدّ تعبيرها، أما في الدراما فهي تنطلق من قناعاتها الفنية في اختيار مشاركاتها الدرامية لتقديم رسالة معينة من خلال الدور الذي تقدمه لتكون مساهمتها في العمل عبر بثّ روح الانفتاح والحرية والتطوّر، التي تشعر بها دائماً والتي ترى فيها الدور الذي تقدّمه من خلال الفنّ سواء في الغناء أو في الدراما.

وعن تفاعل الغناء والتمثيل خلال مسيرتها وتأثير أحدهما على الآخر تقول صاحبة أغنية «سيد العالم حبيبي»: لا أعتقد أن الغناء والتمثيل أثّرا على بعضهما أو أخذا من بعضهما في مسيرتي الفنية. إلّا أن لكل منهما طريقة وشكلاً للوجود بين الجمهور وفي وسائل الاعلام. لافتةً إلى أن غالبية المخرجين كانوا يسندون إليها الادوار التي تتوافق مع صورتها كمغنية رومنسية. كما أنها استفادت من التمثيل في أدائها فيديو كليب أغانيها.

وترى صاحبة شخصية «وردة» في مسلسل «كوم الحجر» أنّ هناك أعمالاً درامية سورية جميلة هذه السنة، والدراما السورية قدّمت دائماً الواقع الحقيقي عبر الكتّاب المميزين والمخرجين المبدعين والمواهب المهمة في التمثيل وكل الفنيين الجيدين. ما يدعو إلى الافتخار بهذه الدراما. لافتةً إلى أنه كان لديها تخوّف من تداخل الكفاءات الدرامية السورية مع غيرها من الدرامات العربية، كي لا يهضم حقها. ولكن هذه الكفاءات أثبتت قدرتها على التميّز، وفضلها على غالبية الدراما العربية عموماً.

وتؤكد صاحبة شخصية «عطور» في مسلسل «بيت جدّي» أن ليس لديها أيّ موقف مسبق من أيّ دور أو نمط دراميّ معيّن. فهي تسعى إلى التنويع بما تقدّمه في التمثيل. وهذا يظهر من خلال الأدوار التي قدّمتها في الدراما والسينما سورياً ومصرياً. موضحة أنها تنتظر دائماً الدور المناسب والذي يضيف إلى مسيرتها الفنية، وتكون قادرة على تقديمه بما يتوافق مع قناعاتها الفنية والشكل الذي تراه مناسباً.

وحول إمكانية دخولها تجربة عقود الاحتكار في هذه الفترة، لفتت رحّال إلى أن هناك دائماً عقوداً تبرم في أيّ عمل فنيّ يقدّم، ليحفظ حقوق الاطراف المجتمعة لتقديم هذا العمل بالطريقة المناسبة والمرضية. أما موضوع عقود الاحتكار فهذا أمر لم يعد مطروحاً عندها بعد هذه المسيرة الفنية الطويلة. وهو موضوع يطرح عادة على المواهب الجديدة في بداية الطريق.

وتختم رحّال حديثها قائلةً: إن الوجع الذي نعيشه اليوم سينتهي. وعلى مرّ الزمان كانت هناك مراحل صعبة تمرّ ويتم تجاوزها. وهذا يحتاج لأن نؤمن ببعضنا أكثر كما تربّينا ونشأنا دائماً. والفن هو ممثل الناس الأول، عندما يقدّم من خلال فنانين صادقين ومحبوبين، يعطي الناس دعوة إلى التفاؤل والهِمّة في العمل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى