المرصد

هنادي عيسى

استطاع الفنان عادل إمام أن يحافظ على نجوميته الكبيرة، على خلاف أبناء جيله حسين فهمي، محمود ياسين، محمود عبد العزيز وغيرهم. فإمام حصل على لقب «الزعيم» من الشعب المصري الذي يواكبه منذ انطلاقته حتى الآن. لا شك أنه كان نجماً كوميدياً من الطراز الأول، إذ قدّم عشرات الأفلام والمسرحيات التي أضحكت كلّ الناس في العالم العربي. فمن ينسى «مدرسة المشاغبين» و«شاهد ما شفش حاجة»، إذ حفظنا الحوارات في هاتين المسرحيتين عن ظهر قلب.

ومع مرور الأيام، أصبح «الزعيم» صاحب مكانة كبيرة. خصوصاً أن علاقاته مع أهل السياسة في بلده زادت من قوته. مع مرور السنوات، وعلى رغم بروز نجوم من جيل الشباب، وتحديداً في الكوميديا، وحققوا انتشاراً واسعاً كمحمد هنيدي ومحمد سعد وهاني رمزي، إلا أنّ نجومية إمام لم تتزحزح. وبذكاء شديد، بدأ يقدّم أفلاماً تحمل مضموناً اجتماعياً أو سياسياً بقالب كوميديّ، بالتعاون مع صديقه الكاتب يوسف معاطي.

لكن، مع اندلاع الثورة في مصر قبل نحو خمس سنوات، ساءت أحوال السينما المصرية، وخفّ الإنتاج إلى أدنى مستوى بعدما تعذّر على المنتجين تقديم أفلام خوفاً من الفشل. وأمام هذا الواقع، أصيب معظم النجوم بنكسة عملية. وهنا ارتأى إمام التحول نحو تقديم مسلسلات درامية، بدأها مع «فرقة ناحي عطا الله»، ثم «العراف»، فـ«صاحب السعادة». أما هذه السنة، فقدّم «أستاذ ورئيس قسم».

بدا واضحاً من خلال هذه الأعمال أن عادل إمام تقدّم في السنّ، وإبداعه في التمثيل خَفَت، وحركاته الكوميدية هي نفسها لم تتغير، إنما ذكاؤه يكمن في اختياراته التي تناقش قضايا مصر والعالم العربي. وعبر «أستاذ ورئيس قسم»، استطاع أن ينتقد كل الثورات التي حدثت في مصر خلال السنوات الأخيرة، بدءاً من «ثورة يناير» وحكم الاخوان، وصولاً إلى «داعش» وتعرّضه للجيش المصري في سيناء. كل هذه الأعمال الدرامية جعلت من «الزعيم» الرقم الصعب في عالم الفنّ المصري من دون منازع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى