نادر: الإرهاب الذي ينشر الموت والذبح والحريق والدمار صناعة «إسرائيل» وأميركا والحلف الأطلسي
نظمت مديرية سحمر التابعة لمنفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ندوة لمناسبة الثامن من تموز، ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده، حملت عنوان «الأحداث المصيرية… قراءة على ضوء العقيدة القومية»، حاضر فيها مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر، في حضور منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم، وأعضاء هيئة المنفذية، مدير مديرية سحمر ياسر الخشن وأعضاء الهيئة، كما حضرها محمد الخشن عن حركة أمل، رجل الأعمال عادل العمّار، جمع من القوميين، فعاليات اجتماعية وتربوية ومحامون وأطباء وصيادلة وأبناء المنطقة.
افتتحت الندوة بالنشيدين اللبناني والحزبي، ثم قدّمت مذيعة المديرية سماح منعم بكلمة ردّدت فيها قول سعاده:
«أنا لا يهمّني كيف أموت بل من أجل ماذا أموت، لا أعدّ السنين التي عشتها بل الأعمال التي نفذتها. هذه الليلة سيعدمونني أما أبناء عقيدتي فسينتصرون وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي. كلنا نموت لكنّ قليلين منا من يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة. يا خجل هذه الليلة من التاريخ، من أحفادنا من مغتربينا ومن الأجانب. يبدو أنّ الاستقلال الذي سقيناه بدمائنا يوم غرسناه يستسقي عروقنا من جديد».
كلمة أراد المعلم أن يدونها للتاريخ، فدونت بحبر دمائه وسجلت بحروف مبادئه. واستمرت المسيرة… سناء وجدي ابتسام خالد وغيرهم. ما زالت أرضنا تُروى بدماء الشهداء لتنبت نصراً ليس منه مفرّ.
نادر
بدأ نادر كلامه بالحديث عن الصراع مع العدو الصهيوني فقال: إنّ كلّ الحروب التي عشناها في منطقتنا والعالم العربي هي نتيجة للمشروع الصهيوني والمشروع الاستعماري، والمرحلة الحاضرة هي من صنع المخططين الأميركيين والصهاينة وهي التي بشرتنا بها كوندوليزا رايس منذ سنوات، تحت عنوان «الفوضى الخلاقة» وبها تمّ تدمير العراق وليبيا وسورية واليمن ونشر الفوضى المدمِّرة والتي لم ولن تخلق سوى الموت والخراب، وهنا أذكِّركم بما قاله أنطون سعاده سنة 1947 إذ دعا الأمة السورية إلى دفع الهجرة اليهودية بكلّ ما أمكن من قوة، وأضاف: «لأنّ اليهود إن تمكنوا من الاستيلاء على فلسطين وإقامة دولتهم فإنها ستؤدي إلى تخريب الحياة في كلّ الهلال الخصيب وصولاً إلى أبعد قرية أو مدينة عن فلسطين»…
وتابع نادر: إنّ الإرهاب هو صناعة «إسرائيلية» وأميركية واضحة، وإنّ المنظمات الإرهابية التي تنشر الموت والذبح والحريق والدمار في كلّ وطننا وصولاً إلى ليبيا وتونس ومصر لم تطلق رصاصة واحدة على «إسرائيل» أو أميركا أو القواعد الأميركية المنتشرة في كلّ البلاد العربية وفي العراق والأردن وتركيا، بل هناك تعاون وثيق بين هذه التنظيمات وبين «إسرائيل» وتركيا وأميركا والحلف الأطلسي، والهدف هو إسقاط الدولتين السورية والعراقية ونشر الفوضى والموت المجّاني لشعبنا.
ورأى نادر أنه على ضوء العقيدة القومية الاجتماعية لن يكون لنا خلاصٌ إلا بإقامة النظام الجديد على الأساس المدني وعلى أساس العقلانية والعدلانية والعلمانية العلمية، لأنّ كلّ التقدم البشري يحصل بنتيجة العلم والعقل ولأنّ العدالة الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية هي التي تضمن الاستقرار للدول والتقدم للشعب، وهذا ما جاء به وهذا النظام الجديد الحزب السوري القومي الاجتماعي والذي يعبّر عنه في غايته عندما يقول: «إقامة نظام جديد يكفل مصالح الأمة ويرفع مستوى حياتها». وهذا النظام الجديد هو نظام ديمقراطي يكفل الحريات العامة ويقوم على دستور علمي عقلاني، ويمنع التمييز العنصري أو الديني وينهي تصنيف الناس إلى أقليات وأكثريات، كما يضمن المساواة في الحقوق والواجبات لكلّ المواطنين، ويضمن تنظيم الاقتصاد على أساس الإنتاج وتنمية الثروة العامة وتوزيعها بالعدل على المواطنين المنتجين، توزيع غنى لا توزيع فقر وتقشف، وبناء الجيش القوي الذي يحفظ البلاد وثرواتها وعمرانها وإنجازات شعبها، كما يقدم للمواطنين كلّ الضمانات الحياتية والصحية والعلمية، بما في ذلك ضمان الشيخوخة، في دولة قوية وقادرة من جميع الوجوه.
وقال نادر: إنّ الحرب ما زالت ترخي بأثقالها على لبنان والشام والعراق وتهدّد الأردن ومصر وغيرهما، لكنّ الأشهر الثلاثة الماضية حملت تطورات مهمّة تشير إلى أنّ التنظيمات الإرهابية المتعدّدة الجنسيات تتراجع، وسيزداد تراجعها وسيظهر تطور نوعي في المعارك. ورأى أنّ القتال في جبال لبنان الشرقية وفي الزبداني أبعد الخطر عن البقاع وعن الشمال وعكار، وهذا واضح في حالة القرى البقاعية والعكارية وفي طرابلس، ودعا السياسيين في لبنان إلى الابتعاد عن التجييش الإعلامي والتحريض السياسي الناتج عن ارتباطاتهم المالية والسياسية بالدول المموِّلة للإرهاب، منوِّهاً بوعي المواطنين في لبنان وتجنبهم الانزلاق إلى الفتنة، كما توقع أن تتطور الأحداث في سورية والعراق نحو الأفضل خلال سنة على أبعد تقدير، وهذا ما عبّر عنه أحد السياسين من فريق 14 آذار عندما قال: «لقد خسرنا الحرب في سورية»…
وفي الختام تحدث عن 8 تموز، فقال: إنّ قرار اغتيال سعاده جاء من دولة العدو وأبلغه موشي شاريت إلى رياض الصلح وإلى حسني الزعيم في 4 حزيران سنة 1949 وما جرى بين «الجميزة « ـ بيروت وبين دمشق، ثمّ التسليم وتنفيذ حكم الإعدام، ما هو إلا فصول مؤامرة للتخلص من الرجل الخطير ومن حزبه، لكنّ الحزب استمرّ وها هو يناضل ويقاتل في كلّ الميادين والجبهات وتنمو صفوفه ونسوره وتقدم إلى الأمة نموذجاً راقياً في البطولة والقتال النوعي والأخلاق الحربية العالية.
وختم كلمته بتحية تلاحم المقاومة والجيش السوري ونسور الزوبعة، والحشد الشعبي في العراق، كما نوّه بدور الجيش اللبناني والقوى الأمنية في تطويق الإرهاب وتعطيل أعماله وضمان أمن المواطنين في كلّ المناطق.