نفاد مخازن السعودية من قنابل طائرات الحزم
يوسف المصري
دخلت المملكة السعودية مرحلة جديدة وأكثر حراجة في حربها ضد اليمن. هذا ما تؤكده مصادر عسكرية غربية لديها دراية كاملة بتفاصيل الجهد العسكري السعودي في اليمن وبما وصل إليه في هذه اللحظة.
وكشفت المصادر عينها لـ«البناء» عما اعتبرته أخطر تطور عسكري بدأت تواجهه الرياض في حربها اليمنية، ويتمثل بأن كل مخزونها من القنابل التي تستخدمها طائراتها لتنفيذ عاصفة الحزم الجوية ضد اليمن، قد نفد قبل أيام بالكامل. وأصبحت السعودية مضطرة لكي تنفذ أية غارات جوية أن تستورد مخزون القنابل التي تحتاجها هذه الغارات من المخازن الأميركية. بمعنى آخر فإن تزويد طائرات السعودية بالقنابل أصبح يتم بأسلوب يومي، عن طريق طلبات شبه يومية من قيادة الجيش الأميركي.
والواقع أن قضية نفاد مخزونات السعودية من القنابل التي تستخدمها طائراتها بالغارات على اليمن، تعبر عن بعدين اثنين مهمين، أولهما عسكري وثانيهما سياسي.
الأول يتمثل بأنه بعد كل هذه الأشهر من القصف اليومي من الجو والبحر والبر ضمن إطار فعاليات عاصفة الحزم، ومن ثم عاصفة الأمل، فان النتيجة التي حصلتها السعودية اليوم ليس فقط صفر على مستوى الأهداف التي حققتها في اليمن، بل أيضاً ناقص صفر على مستوى إظهار قدرتها العسكرية على ضرب البنية العسكرية الاستراتيجية الخاصة بقوى الجيش والمقاومة في اليمن. فما حصل هو أن السعودية هي التي تتعرض الآن لتضرر مخزونها الاستراتيجي التسليحي من خلال نفاد مخزون قنابل طائراتها، بينما المقاومة والجيش اليمني بدآ الآن – بعد أشهر من الحرب – يوجهان صواريخهما الاستراتيجية إلى الداخل السعودي في رسالة للرياض بأن ترسانتهما الاستراتيجية لا تزال بخير، ويجب احتساب تأثيراتهما في المرحلة المقبلة من المعركة.
المعنى السياسي
كما أن نفاد مخزون السعودية من القنابل الخاصة بطائراتها التي يعتمد عليها في تنفيذ الغارات الجوية على اليمن، يعني من الجانب السياسي أن الحل العسكري في اليمن وصل إلى خط أنه استنفد كل مخزون المملكة الداخلي وذلك على المستوى السياسي والعسكري وحتى الاجتماعي. والسؤال الآن هو عما إذا كانت الرياض بعد تجربتها العسكرية المريرة المستمرة في اليمن منذ أشهر، وبعد تطورات المنطقة وفي مقدمها اتفاق فيينا النووي الإيراني، قد اقتربت من مرحلة البحث عن مخرج سلمي لحرب نشأت بفعل خطأ في تقدير الرياض بخصوص صلابة البيئة التي تشتبك معها في اليمن أو التي تحيط بها.
وفي كواليس سياسية ليست بعيدة عن الرياض يتم الآن طرح قضية اليمن انطلاقاً من أنها أزمة باتت تنتمي للمرحلة السابقة، على اعتبار أن اتفاق فيينا طوى حساباتها وفتح مرحلة جديدة لا يمكن للاعبين الكبار عدم مراعاة توازناتها وحساباتها والاعتراف لوقائعها. ويتردد في هذه الكواليس أيضاً أن الرياض حينما خرجت لأول مرة للحرب في شكل مباشر وليس بالواسطة كانت تريد إثبات شيء معين للغرب ولدول المنطقة والخليج، وذلك عشية اقتراب الغرب من التوقيع على الإنفاق النووي مع إيران. ولكن اليوم وبعد اتفاق فيينا يسود سؤال عن السبب الذي سيدعو الرياض للاستمرار في الحرب، إذ هل لا تزال تريد إثبات أمر معين… ولمن ولأية جهة؟؟!