ميلان يسعى للهروب من دائرة الأزمات في الموسم المقبل

لم يكن يتخيل أكثر مشجعي ميلان تشاؤماً أن يأتي يوماً يصبح التأهل للدوري الأوروبي هو أقصى آمال الفريق، وأن يصبح ناديهم العريق طارداً حتى لأنصاف النجوم في فترات الانتقالات، وتكون أندية وسط الجدول في إيطاليا وباقي الدول الأوروبية لها أولوية لدى اللاعبين وقت التفاوض، وهو النادي الإيطالي الأكثر تتويجاً بالبطولة الأوروبية الكبرى برصيد 7 ألقاب خلفاً لريال مدريد صاحب الكؤوس العشر.

الأزمة بدأت تظهر معالمها بوضوح صيف عام 2012 عندما قرر مالك النادي سيلفيو بيرلوسكوني بيع نجوم الفريق أمثال السويدي ابراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا والاكتفاء بضم بعض الأسماء العادية لتعويضهم والتركيز على اللاعبين أصحاب الرواتب المنخفضة إمّا على سبيل الإعارة أو المنتهية عقودهم، لكن المدرب آليغري نجح وبشكلٍ إعجازي في قيادة الفريق في النهاية للمركز الثالث بعد منافسة شرسة مع فيورنتينا ليحفظ للفريق ماء وجهه بالتأهل لدوري أبطال أوروبا، وينتظر الفريق ماذا ستصنع الإدارة خلال فترة الانتقالات بعد التذبذب الواضح في المستوى، بيد أن الأمور ازدادت سوءاً.

فواصلت الإدارة إهمالها التام لكل نجوم الميركاتو واكتفت بعقد صفقات ضعيفه كان أبرزها استعادة كاكا من ريال مدريد بعد أن أصبح في حالة فنية وبدنية سيئة للغاية، مع التخلص من عدد كبير من اللاعبين كان أبرزها الغاني بواتينغ الذي رحل إلى شالكه على رغم كونه أحد أهم لاعبي الوسط في الفريق.

ومع التدهور المتوقع للنتائج واشتعال الأزمات الإدارية بين أدريانو جالياني المدير العام لميلان وباربرا بيرلوسكوني ابنه مالك النادي وعضو مجلس الإدارة، قررت الإدارة إقالة المدرب آليغري بعد خسارة تاريخيه أمام ساسولو، الذي كان يلعب للمرة الأولى في تاريخه بدوري الدرجة الأولى بنتيجة 4-3، وتم اتخاذ قرار غريب بالتفاوض مع سيدورف، الذي كان لا يزال لاعباً في صفوف بوتوفاغو البرازيلي لخلافته، وبالفعل أعلن الهولندي اعتزاله كرة القدم وسافر مباشرةً إلى ميلانو لخلافة مدربه السابق لينتهي الموسم باحتلال ميلان العريق للمركز الثامن، وهو ما يعني فشله في التأهل للبطولات الأوروبية للمرة الأولى منذ عام 1998.

وبانتهاء الموسم قررت الإدارة إقالة الهولندي سيدورف على خلفية بعض الخلافات بين المدرب والإدارة، بسبب تدخلها في الشؤون الفنية وذلك بعد مرور 6 أشهر فقط على التعاقد معه وقبل عامين من نهاية عقده ليقرر سيدورف عدم التنازل عن راتب الفترة المتبقية في عقده بحسب ما ينصّ الشرط الجزائي، لكن ذلك لم يُثنِ الإدارة عن التراجع ليتم تعيين إنزاغي مدرب فريق الشباب مدرباً للفريق الأول في أولى تجاربه التدريبية بالكالشيو.

كان تعيين إنزاغي مصحوباً باستمرار سياسة الإدارة بضم فقط اللاعبين أصحاب العقود المنتهية توفيراً للنفقات، وكان كل ذلك كافياً خاصةً مع كثرة الإصابات لاحتلال الفريق المركز العاشر وفشله مجدداً وللمرة الثانية على التوالي في الوصول للبطولات الأوروبية ليحقق الفريق عدة أرقام سلبية خلال الموسم، لم تحقق منذ ما يزيد عن 50 سنة.

وقررت الإدارة الاستغناء عن إنزاغي، الذي يسير هو الآخر على خطى زميله الهولندي ويتمسك بالحصول على راتبه خلال العام المقبل كاملاً لتقوم الإدارة بتعيين ميهاليوفتيش مدرب سامبدوريا بدلاً منه في خطوة أثارت الكثير من الجدل، بسبب الخلفية التاريخيه للمدرب الصربي مع الجار اللدود إنتر ميلان كلاعب ومدرب مساعد للمدرب الحالي مانشيني في ولايته الأولى في الإنتر قبل سنوات عدة.

الجماهير دشنت حملة كبيرة خلال النصف الثاني من الموسم المنقضي طالبت فيه بيرلوسكوني ببيع النادي بعدما فقدت آمالها أن ترى رئيس وزراء إيطاليا الأسبق يعود للصرف على النادي من جديد وهاجمته كثيراً خلال لقاءات الفريق ما جعل بيرلوسكوني يستجيب لهم جزئياً، حيث قرر بيع نسبة للملياردير التايلاندي بي تايتشابول، لكنه رفض أن يتخلى عن النسبة الأكبر ليظل محتفظاً بحق الإدارة.

ميلان وعلى رغم البداية السيئة للغاية في الميركاتو وفشل النادي في إقناع أنشيلوتي المدرب السابق لريال مدريد في العودة مجدداً لقلعة سان سيرو ما أجبرها على التوجه لخيار ميهايلوفيتش وخطف إنتر ميلان الفرنسي كوندوبيا الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام لميلان، ورفض عدد آخر من اللاعبين الانضمام للفريق، إلا أن جالياني نجح أخيراً في دعم الفريق بعدد من اللاعبين أبرزهم لويز أدريانو نجم شاختار والكولومبي باكا نجم إشبيلية، ليبدأ جمهور ميلان يشعر بأن الأمور قد تتحسن مع نهاية فترة الميركاتو.

هل سيكون ذلك كافياً حتى يعود ميلان إلى سابق عهده بعد سنوات عدة من التخبط على جميع الأصعدة؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى