صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
الاتفاق النووي الإيراني يمهّد للحرب المقبلة
ذكرت القناة الثانية في التلفزيون العبري أنّ البروفسور آلكسندر بليه، مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة «آرئيل»، قال إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين مجموعة الدول الست وإيران، يشبه اتفاق ميونخ عام 1938 واتفاق اوسلو عام 1994، ويخلق مقدمات الحرب المقبلة ولا يحلّ الصراعات.
وأضاف ان إيران تعرف ماذا تخبّئ أميركا من نوايا، فيما يعرف الغرب ماذا تخبئ إيران من نوايا. ويجب مراقبة التراجيديا القادمة بعيون مفتوحة.
مسؤول «إسرائيلي» سابق يحذّر من مخاطر الاتفاق
ذكرت القناة السابعة في التلفزيون العبري أنّ رئيس مجلس الأمن القومي السابق، الجنرال احتياط يعقوف عميدرور، حذّر من النتائج الخطيرة المترتبة على الاتفاق بين الدول العظمى وإيران، قائلاً ان الموضوع المبدئي اهم من تفاصيل الاتفاق. وأضاف: «سنشهد بعد 10 -15 سنة إيران قوية اكثر من أي وقت آخر، وسيكون لديها القدرة على المضي مواصلة طريقها نحو القنبلة الذرية، من دون ان يتمكن احد من وقفها».
ودعا عميدرور «إسرائيل» إلى العمل بإصرار اكبر ضد الاتفاق في الكونغرس، قائلاً ان ذلك يعد امراً مشروعاً في العلاقات بين الدول، ومن حق «إسرائيل» محاولة التأثير على الكونغرس طالماً ان الأمر يتعلق بوجودها.
الاتفاق يدفع المنطقة إلى سباق تسلّح خطير
قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية إن الولايات المتحدة حاولت طوال الأشهر الأخيرة، وكلما اقتربت المفاوضات مع إيران من نهايتها، جاهدة اقناع «إسرائيل» والدول العربية بأن الاتفاق أفضل من الخيار العسكري. واضافت ان المفاوضات التي أجرتها الدول العظمى مع إيران تشير إلى ضعف الغرب، وتعزز بشكل غير مسبوق، مكانة إيران في نظر العالم، وتمنح الشرعية لنظامها الاسلامي المتزمت.
ورأت الصحيفة ان إيران ستستخدم الاموال التي سيتم الافراج عنها لتصدير الثورة بروح نظرية آية الله الخميني من خلال تعميق التأثير الشيعي والتآمر على انظمة الدول السنية في الخليج الفارسي ودعم التنظيمات الارهابية.
وكشفت الصحيفة ان دولاً سنّية مثل السعودية ومصر، كانت شريكاً سرّياً لـ«إسرائيل» التي قادت علانية حملة معارضة الاتفاق مع إيران، إذ لم تُخفِ السعودية استياءها من الاتفاق المتبلور، وألمحت في الماضي إلى نيتها دفع برنامجاً نووياً خاصاً بها، ورفضت طلب الولايات المتحدة ان يكون البرنامج للأغراض المدنية فقط، ومثلها مصر، ما يعني ان المنطقة مقبلة على سباق تسلح خطير، اضافة إلى خطر آخر يتعلق بقلق الدول السنّية المعتدلة في اعقاب الاتفاق مع إيران، من ضعف الغرب بشكل عام، وتراجع مكانة الولايات المتحدة في المنطقة بشكل خاص.
وختمت الصحيفة قائلة ان الاتفاق لن يعزز فقط التحالف المعادي للغرب بدعم إيراني ـ روسي، إنما سيدفع دول عربية تشعر أن الغرب والولايات المتحدة قد تخلّيا عنها، للانضمام إلى هذا المعسكر، لضمان مستقبلها والاستفادة من الدعم الاستراتيجي الروسي بدل الاميركي، الذي لم يثبت نفسه في الشرق الاوسط منذ «الربيع العربي».
على «إسرائيل» إعطاء فرصة للاتفاق
قالت صحيفة «هاآرتس» العبرية إن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، يعتبر إنجازاً دبلوماسياً ضخماً ومفترقاً تاريخياً في العلاقات بين الغرب وإيران منذ الثورة الاسلامية عام 1979، خصوصاً انه يزيل، موقتاً على الأقل، واحداً من أكبر الأخطار التي تهدد منطقة الشرق الأوسط عموماً، و«إسرائيل» على وجه الخصوص. وعلى رغم انه ليس مثالياً، لكنه أفضل ما يمكن تحقيقه.
وأضافت الصحيفة، ان بإمكان «إسرائيل» التي تعتبر نفسها، وبحق، هدفاً رئيساً للتهديد الإيراني، ان تتعامل مع الاتفاق بشك وعدم ثقة، ويجب عليها ان تتعقب بمنتهى اليقظة، سلوك إيران والتحذير من أي انتهاك للاتفاق. وهي، أي «إسرائيل»، وعلى رغم أنها لم تكن شريكاً في المفاوضات، فإنها غير معفية من دور كلب الحراسة الذي اخذته على عاتقها، ولكن في الوقت ذاته عليها إعطاء فرصة عادلة لاختبار نية إيران والقوى العالمية، في تدشين طريق جديدة للعلاقة بينهما.
وختمت الصحيفة بالقول ان المطلوب من «إسرائيل» الآن الانضمام إلى المجتمع الدولي، وان تكون شريكاً في مخاوفه، من دون ان تتجاهل الأمل الكامن في الاتفاقن مع الاخذ بالاعتبار ان الدول التي وقّعت على الاتفاق تشكل، ايضاً حزام الأمان الذي يمكنه ضمان سلامة «إسرائيل» وأمنها.
فرصة للتعاون بين «إسرائيل» والسعودية
رأى البروفسور أميتسا برعام، الخبير في شؤون الشرق الاوسط ورئيس هيئة أبحاث العراق في جامعة «حيفا»، ان الخوف من إيران يمكن ان يشكل فرصة للتعاون بين «إسرائيل» والسعودية. وأضاف، انه في الوقت الذي يحتفل فيه تحالف إيران والاسد وحزب الله، بالاتفاق، فإنّ بعض إمارات الخليج الخليج التي أعلنت معارضتها له، بدأت تسكب مزيداً من الدفء إلى علاقاتها مع طهران، وهذا فرصة لـ«إسرائيل».
وقال برعام، في حديث نقلته صحيفة «معاريف» العبرية، إن العالم العربي انقسم إلى ثلاثة معسكرات في كل ما يتعلق بالموقف من إيران: المسرورون، والخائفون ومن ينتظرون. وبالنسبة إلى المعسكر الأول، هناك العراق وسورية وحزب الله، وهي الاطراف المتحالفة مع إيران. ومن الناحية العملية، سيكون لدى إيران الكثير من الاموال لدعم سياستها الخارجية، المؤيدة لنظام الاسد في سورية، وحزب الله في لبنان. مع ذلك يجب الاشارة إلى ان التزام إيران بنظام الاسد اكبر من التزامها به شخصياً. بمعنى انه حتى لو قامت بزيادة مساعداتها للنظام السوري، ليس هناك ما يضمن ان يواصل الإيرانيون تأييدهم للاسد، بكل ثمن.
المعسكر الثاني، يضم الدول العربية المعادية لإيران، والتي تخاف منها، مثل السعودية بشكل خاص، وامارات الخليج ومصر بصورة عامة. فهذه الدول ليست راضية عن الاتفاق، الذي سيعزز مكانة إيران.
في المعسكر الثالث، هناك المغرب والجزائر وتونس والسودان، وهي ليست معادية لإيران، لكنها ليست حليفة لها. هذه الدول السنيّة، خلافا لإيران الشيعية، ليست راضية هي الأخرى من الاتفاق، خصوصاً بسبب محاولات الإيرانيين تغيير ديانة هذه الدول، من سنية إلى شيعية. ومع ذلك، فان هذه الدول لن تنتقد الاتفاق علنا، بل ستعلن عن تأييدها له، بطريقة مدروسة بهدف الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران والولايات المتحدة.