تشييع جورج الريف في الأشرفية في مأتم غاضب و مطالبة بإعدام القاتل في ساحة عامة
شيع الناشط في التيار الوطني الحر جورج الريف الذي قتل بطعنات الموقوف طارق يتيم في كنيسة مار متر في الاشرفية يوم الجمعة الماضي وسط أجواء من الحزن والغضب.
وتجمع عدد كبير من ابناء المنطقة حول زوجته وأولاده الأربعة، في مأتم شارك فيه عدد من النواب، فيما صدرت مواقف نددت بالجريمة المروّعة مطالبة بإعدام القاتل.
في الأثناء أوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة، أنه على اثر وقوع الجريمة «تداولت بعض وسائل الاعلام ولاسيما مواقع التواصل الاجتماعي، أخباراً غير دقيقة تمحورت حول عدم رد عناصر غرفة عمليات شرطة بيروت على اتصال زوجة المغدور لدى اتصالها برقم النجدة 112، أو ان العنصر أجابها بانه لا يوجد دوريات متوفرة قريبة»، لكن المديرية أوضحت انه «نتيجة للتحقيق والاستماع إلى التسجيلات الالكترونية المجهزة بها غرفة العمليات في وحدة شرطة بيروت تبين ما يلي:
– الساعة 19.02 من تاريخ 15/7/2015 ورد اتصال من زوجة الضحية حيث أبلغت العنصر متلقي الاتصال بأن زوجها يقوم بمتابعة سيارة كانت قد صدمت سيارته على طريق المطار وهما في محلة الباشورة ومتوجهين نحو التباريس، وقد تولى العنصر تحديد مكان إقامة مالكة السيارة الصادمة وإفادة الزوجة وطلب منها الاحتفاظ بهذه المعلومات بغية الادعاء عليها في ما بعد، وفي الوقت عينه جرى إبلاغ دوريتين في محيط المكان لتوقيف السيارة.
حوالي الساعة 19.06 قالت بالحرف الواحد : «نحنا اصبحنا بالقرب من مار مارون – باتجاه الصيفي»، وبعدها سمع صراخ من السيدة المتصلة وفقد الاتصال معها على الرغم من محاولة الاتصال بها 3 مرات.
وعند الساعة 19.09 ورد اتصال من مواطن يفيد عن وجود تضارب وشخص ينزف أرضاً على طريق متفرعة من شارع جورج حداد بالقرب من فندق Saifi Suites، حيث جرى بصورة فورية توجيه هذه الدوريات بالاضافة إلى تكليف دراج من مفرزة استقصاء بيروت بغية الوصول إلى المكان بأقصى سرعة وعناصر من فصيلة الجميزة بالذهاب سيرا على الأقدام وبوشرت التحقيقات اللازمة.
ثانيا، إن مدة الاتصال بين السيدة المتصلة وغرفة العمليات هي 3 دقائق و12 ثانية، كانت خلالها الدوريات المكلّفة من قبل غرفة العمليات تعمل بشكل حثيث للتوصل لمعرفة مكان تواجد السيارتين، غير أن عملية المطاردة بينهما ووحشية المعتدي سرّعت مجريات الأحداث وحصلت هذه الجريمة المأساوية.
ثالثا، تهيب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وجوب توخي الدقة وعدم التسرع في تداول أية معلومة تتعلق بقطعاتها وتتمنى استقاء المعلومات الصحيحة من شعبة العلاقات العامة».
ردود فعل
وفي ردود الفعل على الجريمة، أكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أن «هناك أجهزة» تقف وراء قاتل الريف. وقال: «القاتل محترف بالجريمة، وهو محمي من أشخاص معروفين، ولا نريد أن نستبق التحقيق ونذكر الأسماء، ولكن يعرف الجميع لمن ينتمي هذا القاتل». وأمل من الدولة «ولو لمرة واحدة، أن تقتص من المجرم رافضة الوساطات والتدخلات التي من الممكن أن تعمل للدفاع عنه، لعلها تخلق بذلك نوعاً من الردع للمجرمين».
وتوجهت هيئة بيروت في «التيار الوطني الحر» بالتعزية من عائلة الريف واصدقائه ومعارفه، آملة أن يكون الريف «قد افتدى بدمائه العدل والاستقرار، وأن يكون آخر الأبرياء العزل الذين يسقطون في «جمهورية القبضنات والنفوذ».
واستغرب وزير الطاقة والمياه ارتيور نظريان، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي، زج إسمه عبر بعض وسائل الإعلام في جريمة مقتل الريف «لمجرد وجود منزله في الشارع الذي وقع فيه الإعتداء الذي تحول جريمة مرفوضة بكل المقاييس الأمنية والأخلاقية والإنسانية».
وأكد نظريان «أن منزله يقع بالفعل في مكان قريب من الجريمة، لكن الإشارة إلى أن مرافقيه لم يتدخلوا لمنع وقوعها فيه الكثير من الظلم والتجني وعدم المعرفة بحقيقة الوضع. فهو كان في منزله ساعة ارتكاب الجريمة ولم يكن مرافقوه من أمن الدولة موجودين أثناء وقوع الجريمة».
وأكد وزير السياحة ميشال فرعون، بعد تقديمه واجب العزاء لعائلة الريف، «أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها حتى النهاية في هذه الجريمة البشعة التي هزتنا جميعاً»، متمنيا عدم تسييسها وترك أمر بتها بها للقضاء.
وعبّر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح، عن صدمته أمام «هول الجريمة المروعة التي إرتكبها طارق تميم على مرأى الناس وفي وضح النهار»، وطالب «بتعليق المشانق لردع هذه الموجة الإرهابية والآخذة في التمدد على الساحة الداخلية».
وأضاف: «لقد إهتزت مشاعر اللبنانيين لفظاعة الحد الذي بلغه إستسهال القتل في وضح النهار، وكأن البلد والدولة لا وجود لهما في حساب الفلتان الأمني المستشري والموازي لما جرى في مدينة بعلبك تزامنا».
وأسف «لأن يكون «سفاح الأشرفية» قد سجل سلسلة جرائم بشعة ودنيئة في المنطقة عينها وأخلي سبيله بسحر ساحر واستفاد من الحرية ليسرح ويمرح ولا من رقيب أو حسيب».
وتوجه مجلس محافظة بيروت في حركة «الناصريين المستقلين – المرابطون»، في بيان، بالتعازي إلى عائلة الريف وطالب بـ»إجراء محاكمة سريعة وعادلة للمدعو طارق يتيم قاتل الضحية »، لافتاً إلى أن «من الطبيعي أن حجم وحشيته واللا إنسانيته في ارتكاب جريمته، يفرض الحكم العادل وهو الإعدام في إحدى ساحات بيروت العامة، حتى يكون عبرة لمن اعتبر».