الانتخابات الرئاسية السورية صفعة قوية للغرب ونصر جديد لقيادتها

حسن سلامه

تتّجه الأنظار إلى سورية اليوم، حيث تُجرى الانتخابات الرئاسية في سورية، على وقع السعي الغربي المحموم ومعه المجموعات المسلحة بمختلف تلاوينها الإرهابية، للتأثير في مجرى الانتخابات والحد قدر الإمكان من مشاركة الناخب السوري فيها بعدما تيقن الحلف المتآمر ومعه عصابات المسلحين من أن سائر رهاناتهم على ضرب الدولة السورية والتأثير في قيادتها سقطت كاملة، لا بل تمكنت سورية دولة وجيشاً وشعباً من إجهاض سيناريوات التآمر والإرهاب ضدها.

إذا كان محسوماً أن الرئيس بشار الأسد سيعاد انتخابه لولاية جديدة، إلا أن مصادر دبلوماسية مطلعة تتوقف عند مجموعة حقائق لا يستطيع أحد في الغرب ومعه جميع حلفائه في الخليج وإدارته في الائتلاف المعارض القفز فوقها والمتمثلة في الآتي:

ـ الحقيقة الأولى، تأكد قبل الانتخابات من خلال المشاركة الواسعة للناخب السوري في انتخابات الخارج، ومن خلال إصرار المواطن السوري في الداخل على أوسع تحضيرات في معظم المدن والأرياف الواقعة تحت سيطرة الدولة، أن الشعب السوري يقف وراء قيادته وجيشه، بل إن هذين التأييد والدعم في تزايد مستمر. علماً أن أكثر من 80 في المئة من الناخبين السوريين الموجودين في الداخل السوري يقيمون في مناطق سيطرة الدولة. فهناك 19.5 مليون مواطن يقيمون في هذه المناطق بينهم تقريباً ما يزيد على 12 مليون ناخب.

ـ الحقيقة الثانية، أن جميع محاولات الغرب وأدواته للحد من مشاركة الناخب السوري فشلت ولم تحقق أهدافها. رغم أبشع الممارسات والأساليب الإرهابية التي مورست في الداخل السوري من خلال دفع العصابات المسلحة إلى مختلف أنواع القتل والإجرام والتخويف وقطع الطرقات في بعض المناطق أو السيطرة على بعض الآخر. كما مارس الغرب الابتزاز والضغط لمنع الناخب السوري في الخارج من المشاركة في الانتخابات، وهذا ما ظهر جلياً في منع الجاليات السورية من المشاركة في معظم الدول الغربية والعربية، فالغرب الذي يدعي ممارسة الديمقراطية يعطي الحق لنفسه بمنع مواطنين سوريين يقيمون في هذه الدول من المشاركة في الانتخابات! سلوك قمعي وإرهابي يسقط الزيف الغربي وادعاءاته حول ممارسة الديمقراطية مهما حاولوا إعطاء تبريرات كاذبة.

ـ الحقيقة الثالثة، لم يكن ممكناً تنظيم الانتخابات ولا إصرار معظم السوريين على المشاركة فيها يتوقع أن ينتخب الرئيس الأسد بشبه إجماع لولا صمود سورية طوال أكثر من ثلاث سنوات في مواجهة أعتى حرب كونية، ولولا التفاف الشعب حول قيادته وجيشه، وبالتالي حصول تغيير جذري في المزاج السوري تجاوز 80 في المئة أدى إلى انكشاف اللعبة الأميركية الغربية ضد هذا البلد العربي، وإلى انكشاف نموذج الحكم الذي يعده الغرب لسورية على شاكلة «داعش» و»النصرة» وأخواتهما.

ـ الحقيقة الرابعة، أن حصول الانتخابات والمشاركة الواسعة المتوقعة فيها يشكلان صفعة قوية لمحاولات الغرب تصوير الوضع على غير حقيقته، والرد سيظهر واضحاً اليوم في النسبة العالية التي ستصوّت في الانتخابات وتحديداً بـ «نعم للرئيس الأسد».

في الأحوال كلها، تقول المصادر الدبلوماسية إن نجاح الانتخابات أولاً وإعادة التجديد للرئيس الأسد ثانياً سيفضيان إلى تغييرات أساسية، ليس على مستوى الداخل السوري فحسب بل أيضاً على مستوى التعامل الدولي مع الأزمة السورية انطلاقاً من الآتي:

1 ـ إن الانتخابات ستعطي دفعاً كبيراً لمزيد من الإنجازات في الواقع الميداني من حيث الإنجازات التي يحققها الجيش السوري، ومن حيث إتمام المصالحات في أكثر من منطقة سورية، من خلال انضمام المزيد من المجموعات المسلحة من التابعية السورية إلى المصالحات.

2 ـ ستؤدي حكماً إلى تفاقم أزمة الائتلاف المعارض في ظل الانقسامات الحادة التي تعصف بأعضائه وتوجه بعضهم إلى إيجاد أرضية صالحة للحوار مع الدولة بعد سقوط الرهانات على الغرب وتدخله في سورية.

3 ـ ستفضي إلى إحداث مزيد من التغييرات لدى مواقع أساسية في الغرب، بما في ذلك في الولايات المتحدة، من الأزمة السورية، وتحديداً ما يتعلق بفتح قنوات التواصل مع الدولة السورية في موازاة القلق الغربي من انتقال عمل المجموعات المتطرفة إلى داخل تلك الدول.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى