النروج تحيي ذكرى ضحايا هجومي أوسلو
أحيت النروج أمس الذكرى الرابعة للهجومين اللذين ارتكبهما اليميني المتطرف أندرس بريفيك وسط أوسلو وفي جزيرة أوتويا القريبة من العاصمة عام 2011.
وبدأت مراسم الحداد في الحي الحكومي بالعاصمة، حيث فجر بريفيك سيارة مفخخة، وقامت رئيسة الوزراء النروجية إرنا سولبرغ بوضع إكليل من الزهور عند النصب التذكاري المقام في مكان الهجوم، وذلك بحضور جميع أعضاء الحكومة. وأكدت سولبرغ أن 22 تموز سيبقى يوم حداد في النروج إلى الأبد.
وشملت مراسم إحياء ذكرى الضحايا الذين بلغ عددهم 77، قداساً في كاتدرائية أوسلو، ووضع الزهور في جزيرة أوتويا، حيث وقعت المذبحة، وافتتاح مركز إعلامي في وسط العاصمة يعرض وثائق وأدلة جمعها التحقيق في الجريمتين.
وأسفر الهجوم الأول الذي نفذه بريفيك بواسطة سيارة مفخخة انفجرت قرب مجمع المكاتب الحكومية في وسط أوسلو، عن مقتل 8 أشخاص، قبل أن يتسلل الإرهابي إلى جزيرة أوتويا تبعد 30 كيلومتراً عن أوسلو التي يملكها الجناح الشبابي لحزب العمال النروجي، حيث هاجم المخيم الصيفي السنوي لشباب الحزب.
وكان بريفيك يطلق الرصاص على ضحاياه في منتهى البرودة واللامبالاة، وبعدها يطلق الرصاص على رؤوسهم ليتأكد من مقتلهم، واستمرت المذبحة ساعة ونصف، سقط إثرها 69 قتيلاً.
وأثار تأخر الأمن والقوات الخاصة في الوصول إلى مكان الجريمة، استغراب الإرهابي نفسه الذي اتصل بالشرطة وأنذرها بما يحدث في الجزيرة، واستسلم بريفيك فور وصول القوات الخاصة، وأقر بارتكابه الهجومين.
وفي الـ24 آب عام 2012 دانت محكمة في أوسلو بريفيك بتهمة قتل 77 شخصاً وأصدرت عليه الحكم الأكثر قسوة في البلاد وهو السجن لمدة 21 سنة، وبعد انتهاء محكومية السجين، يمكن للقضاء تمديدها لـ5 سنوات مرة تلو الأخرى.
وبعد يومين من ارتكاب الهجومين أجرت الشرطة النروجية عملية خاصة أوقفت خلالها 6 أشخاصاً للاشتباه بضلوعهم في تدبير الجريمتين، لكنها اضطرت للإفراج عن جميع الموقوفين لاحقاً بسبب نقص الأدلة.
أما محامي بريفيك فأعلن أن موكله كان يتصرف بمفرده، وهو ما أكده بريفيك نفسه في كلمته الأخيرة أمام المحكمة، عندما أقر بذنبه وادعى بأنه كان يسعى للدفاع عن مصالح النروجيين الأصليين من التعددية الثقافية والإسلام.
وكان بريفيك قد بدأ التحضير لمخططه عام 2006، عندما انعزل عن أفراد أسرته وأصدقائه، وانضم إلى نادي الرماية، لكي يحصل على حق شراء أسلحة خفيفة والتدريب على الرمي، كما كان بريفيك يلعب يومياً لعبة «World of Warcraft» على حاسوبه، ما ساعده في وضع استراتيجية وتكتيك الهجوم على جزيرة أوتويا.
وكانت جامعة أوسلو قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها سمحت بالتحاق ريفيك ببرنامج للعلوم السياسية، مشيرة إلى أن المتطرف البالغ من العمر 36 سنة سيبقى في زنزانته للدراسة.
وقال رئيس الجامعة أولي بيتر أوترسن الجمعة إن «لجميع نزلاء السجون النروجية الحق في التعليم العالي في النروج إذا استوفوا شروط القبول».
وكان طلب بريفيك قد رفض قبل عامين بعد أن قالت الجامعة إن مؤهلاته غير كافية، ولم يتضح سبب تراجعها عن القرار.
وأثار طلب التحاق ريفيك بالجامعة جدلاً في النروج بشأن ما إذا كان ينبغي حتى دراسة مسألة التحاق المدان في مثل هذه الجريمة بالتعليم العالي.