داتسيش: نرفض استخدام الإرهاب كوسيلة لتحقيق الغايات السياسية
أكد وزير خارجية صربيا إيفيتسا داتسيش رفض بلاده استخدام الإرهاب «كوسيلة لتحقيق الغايات السياسية أو العرقية أو أي غايات أخرى»، مشدّداً على أنّ بلاده ستواصل حربها ضده.
وفي إطار جولته على المسؤولين، زار داتسيش رئيس الحكومة تمام سلام وعرض معه التطورات والعلاقات الثنائية. ثم انتقل إلى قصر بسترس حيث التقى نظيره جبران باسيل.
وعقد الجانبان اجتماعاً وقّعا بعده اتفاقية لإنهاء تأشيرات الدخول بين البلدين لحاملي جوازات السفر الديبلوماسية والخاصة والخدمة، ثم عقدا مؤتمراً صحافياً استهله باسيل بالقول: «كان اللقاء مناسبة لمراجعة سياستنا الثنائية الجيدة ولنعرب لصربيا عن شكرنا لها لمشاركتها في قوات يونيفيل الحافظة للأمن والاستقرار في جنوب لبنان. ونحن نؤكد موقف لبنان الثابت من السعي إلى سلام عادل وشامل بموجب المبادرة العربية في بيروت عام 2002، وحقّ العودة للفلسطينيين إلى بلدهم».
وأضاف: «لدى صربيا اليوم نحو 30 ألف نازح سوري، وهي بهذا العدد القليل الذي يطال صربيا وبقية أوروبا تفهم العواقب الوخيمة نتيجة أزمات نزوح جماعية على هذا المنوال. كذلك في موضوع الإرهاب الذي نبهنا مراراً إلى ضرورة اقتلاعه بالكامل وأهمية تجفيف منابعه الفكرية والمادية، وأنّ هذا الخطر يتمدّد إلى أوروبا وباقي العالم، ولقد لاحظنا من خلال الأخبار التي وردتنا أخيراً، أنّ هناك مخيمات تدريب لداعش قرب الحدود الصربية، وهذا يأتي ضمن إطار عولمة الإرهاب».
ولفت إلى «أنّ سعينا المشترك نحن في لبنان وفي جمهورية صربيا، هو للحفاظ على هذا التنوع، وجزء منه يكون بقيام الدول على المفاهيم الديمقراطية وبممارسة هذه الأقليات لأدوارها الكاملة في السياسة وكلّ المجالات كي تستطيع المحافظة على هذا التنوع وهذه المفاهيم».
وقال تاديتش، من جهته: «نتابع بقلق كبير العمليات الإرهابية التي تتم على لبنان والضحايا والخسائر الكبيرة التي يتكبدها، ونرفض كلياً الإرهاب كوسيلة لتحقيق الغايات السياسية أو العرقية أو أي غايات اخرى، وندين أشدّ الإدانة المنظمات الإرهابية ونحارب ونناضل ضدها، ومن بينها النصرة والدولة الإسلامية. ونحن في هذا الصدد نودّ توقيع بروتوكول ومذكرة تعاون في التصدي للإرهاب ومحاربته».
وشدّد على أنّ بلاده «ستواصل حربها ضدّ الإرهاب، وهناك مسألة أخرى متصلة بالإرهاب هي الهجرة الشرعية وغير الشرعية والعدد الكبير من اللاجئين والمهاجرين والمنتشرين في بقع العالم، وهم يصلون عادة إلى بلادنا في طريقهم إلى الغرب. وبعض الدول الغربية تبني الجدران والحواجز لكي لا تعبر إليها، ولكن ليس هذا الجواب الصحيح لأوروبا الديمقراطية. نحن طبعاً نفصل كلياً بين مسألة الإرهاب ومسألة اللاجئين، وصربيا والشعب الصربي عبر التاريخ تعرضا كثيراً لعمليات إرهابية، وكان هناك عدد كبير من اللاجئين، ونحن نعرف هذه المشكلة جيداً».
وشكر الوزير الصربي لبنان «على موقفه المبدئي من مسألة تتعلق بوحدة الأراضي الصربية»، وقال: «إنها قضية كوسوفو التي هي جزء من صربيا، وبكلّ بساطة أعلنوها دولة مستقلة عنها، من دون موافقتنا ومن دون الاتفاق معنا، وهناك عدد من الدول الغربية التي اعترفت بإعلان استقلال كوسوفو، وبهذه الخطوة فتحت مجالاً لعدم التقيد بأي معايير دولية لحدود الدول، وأصبح المعيار الوحيد إذا كنت تعجب الدول العظمى أم لا تعجبها. إنّ صربيا هي مع الاتفاق والمبدأ، ونحن اليوم نجري محادثات في بروكسل مع ممثلين عن كوسوفو».