حمدان: السعودية ستكون الإسفنجة التي تمتص الإرهابيين الذين أرسلتهم إلى سورية
حاورته روزانا رمّال
استغرب أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين المرابطون» العميد مصطفى حمدان استقبال السعودية لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، واعتبر ذلك إهانة للقيادة السعودية التي أثبتت انها ليست حريصة على شعور أهل السنّة في لبنان، وتساءل: «كيف يستقبلون قاتل رئيس وزراء سنّي ويستقبله الملك السعودي أيضاً؟».
وإذ أشار حمدان الى أن جعجع ذهب إلى السعودية لقبض الأموال، اعتبر أن انتخاب جعجع رئيساً للجمهورية غير وارد والأفضل له أن يعود إلى الزنزانة على أن يأتي رئيساً، وسأل: «كيف يطالبون بالحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ويستقبلون قاتل رشيد كرامي؟».
وفي حوار مشترك مع صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، كشف حمدان أن جعجع أرسل ثلاثة مستشارين من «القوات» من بينهم أحد العسكريين للتواصل مع تنظيمي «القاعدة» و«النصرة» في سورية بقرار أميركي لتنظيم «جيش الفتح» وإقامة حكومة موقتة في أدلب.
وأكد حمدان أن القيادة السعودية الجديدة لا تتمتع بالحكمة وتتصرف كثور هائج وأول بوادر الخطأ هو ما ارتكبته من عدوان إجرامي على اليمن.
ورأى حمدان «أن السعودية ستكون الإسفنجة التي تمتص الإرهابيين الذين أرسلتهم إلى سورية والعمليات الانتحارية في جدة والرياض تؤشر إلى ذلك»، مشيراً الى أنه خلال المداهمات التي حصلت في الرياض وجدة تم اعتقال 430 داعشياً وإرهابياً نتيجة اعترافات المجموعة التي فجّرت جامع الصادق في الكويت.
وجزم حمدان بأن «السعودية في مأزق أساسي وستكون هدفاً للإرهابيين للعودة إليها»، متوقعاً مزيداً من التأزم والتفجيرات في السعودية وفي الدول التي تورطت استخباراتها بإرسال الإرهابيين إلى سورية.
وفي الموضوع النووي الإيراني، لفت حمدان الى «أن ايران أصبحت داخل المجتمع الدولي ومعترفاً بها على الصعيدين العالمي والإقليمي وقادرة على أن تكون جزءاً من منظومة اقتصادية عالمية وبالتالي حالة جذب إقتصادي»، موضحاً أن المتضرر الأكبر هو «اسرائيل» التي تعيش حالة ارتباك بسبب سقوط مقولة الأمن «الإسرائيلي» في الشرق الاوسط فوق كل اعتبار.
وشدد حمدان على أن «الاتفاق النووي أعطى إيران زخماً دولياً جديداً وامتلاك بعض مفاتيح الملفات على الصعيد الإقليمي التي تؤثر فيها إيران والتي سيبدأ البحث فيها بالتفاصيل مع توقيع الاتفاق».
وفي ما يلي نص الحوار كاملاً:
هل تعتقد أن السعودية هي إحدى الدول المتضررة من الاتفاق النووي الايراني؟
التفاهم النووي الذي وقع بين إيران والدول الست ننظر إليه من موضوعين أساسيين: الأول هو التوقيع الرسمي لهذه الدول الغربية وروسيا والصين وألمانيا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالتالي أصبحت إيران داخل المجتمع الدولي ومعترفاً بها على الصعيدين العالمي والإقليمي. الصين منذ قيام ثورتها في العام 1948 حتى العام 1972 لم يكن هناك اعتراف دولي بها ولم تدخل الأمم المتحدة، بطبيعة الحال، الصين لا تزال اليوم حالة ثورية متقدمة ولا يزال الحزب الشيوعي الصيني يمارس دوره الثوري على الصعيد الدولي. اليوم يحاول أعداء إيران الإيحاء وكأن الفكر الثوري الإسلامي الشيعي في إيران قد وصل إلى حده النهائي وخصوصاً «إسرائيل»، إيران اليوم أخذت الاعتراف الدولي ككيان أساسي ولا تزال تتمسك بالحالة الثورية التي يجب نحن كوطنيين وكقوميين عرب أن ننظر إليها بأنها حالة ثورية متقدمة في العالم العربي، وهناك توقيع يؤكد دخول إيران المجتمع الدولي.
الموضوع الثاني، هو أن إيران أصبحت قادرة على أن تكون جزءاً من منظومة اقتصادية عالمية سواء كان داخل «البريكس» أو خارجه وبالتالي أصبحت حالة جذب إقتصادي قبل أن يتم التوقيع النهائي للاتفاق، رأينا كيف أن وزراء خارجية أوروبا يتنافسون على من يسبق إلى إيران، طهران ستكون حالة اقتصادية أساسية على الصعيد العالمي، أما في ما يتعلق بالمتضررين فواضح أن هناك إحباطاً «إسرائيلياً» في الداخل «الإسرائيلي» وصراعاً عنيفاً يؤثر حتى في تفاصيل تأليف وزارة جديدة وعن سقوط الديبلوماسية «الإسرائيلية» في العالم، ونقاشاً داخل الجيش بأنه سيعيد رسم سيناريوات جديدة للتعاطي مع إيران النووية، لذلك واضح أن المتضرر الأكبر هو «إسرائيل»، لأننا على صعيد الشرق الأوسط الأمن القومي «الإسرائيلي» هو فوق كل اعتبار، وبتوقيع هذا الإتفاق النووي أصبح الأمن القومي «الإسرائيلي» ليس فوق كل اعتبار، بل المصالح الأميركية والأوروبية مع إيران أعلى من كل الاعتبارات. الإرباك «الإسرائيلي» هو بسبب سقوط مقولة الأمن «الإسرائيلي» في الشرق الأوسط فوق كل اعتبار، نرى أيضاً في «إسرائيل» القلق الوجودي، حتى اللحظة الأخيرة لتوقيع الاتفاق كان رئيس وزراء العدو بنيامين نتياهو يفاوض مع أميركا لأخذ ضمانة سحب ما تقوله القيادة الإيرانية «إزالة الكيان الصهيوني من الوجود» لكن بعد التوقيع قال الإمام علي الخامنئي أنه «لا بد من إزالة إسرائيل من الوجود».
إذاً ماذا تفعل الولايات المتحدة؟ هل تضرب المصالح «الإسرائيلية» في حين أن «إسرائيل» محمية للمصالح الأميركية في المنطقة؟
مصالح اميركا لم تكن خلال العقود الأخيرة ترتكز على «إسرائيل» التي لم يعد لها الدور الأساسي في حماية المصالح الأميركية، الولايات المتحدة تراهن على الزمن، إنه إذا أعطينا إيران هذا الواقع النووي السلمي وقيدناها في بعض الأماكن ووقف برنامج التطوير العسكري ومنظومات الصواريخ لمدة ثماني سنوات بعد اقناع الصين وروسيا إيران بوقف هذا البرنامج، اليوم أميركا تعتقد أن إيران النووية ملجومة بتعاطيها على الصعيد الإقليمي وتحافظ على الشرعية بالدخول إلى المجتمع الدولي وتكبيل هذا المشروع النووي، نحن مقبلون على عملية ترضية أميركية لـ«اسرائيل» من خلال بعض عقود التسليح ومنظومات تسليح متطورة ستأخذها «إسرائيل» بالابتزاز من أميركا، الاتفاق النووي أعطى إيران زخماً دولياً جديداً وامتلاك بعض مفاتيح الملفات على الصعيد الإقليمي التي تؤثر فيها إيران والتي سيبدأ البحث في تفاصيلها مع توقيع الاتفاق.
ماذا عن الواقع السعودي المتضرر الذي لم يقتنع بعد بتوقيع الاتفاق النووي؟
نتمنى أن تدرك السعودية أنها ليست متضررة من هذا الاتفاق، ولكن اذا اعتبرت نفسها متضررة فهذه طامة كبرى، عوضاً عن أن تكون لديها حكمة وروية مع هذا الاتفاق في شكلٍ يمنع الضرر عن الواقع الاسلامي والعربي، لكن للأسف اليوم لا توجد قيادة سعودية تتمتع بالحكمة، وأولاد الملك عبدالعزيز لديهم بعض الحكمة وبعض القيود في العمل الإسلامي المشترك والعمل العربي المشترك، اليوم القيادة السعودية الجديدة لا تتمتع بالحكمة وتتصرف كثور هائج وأول بوادر الخطأ هو ما ارتكبته من عدوان إجرامي على اليمن. محمد بن سلمان اليوم في الحكم، وهناك مشكلة كبيرة داخل العائلة المالكة السعودية، هناك أمراء لم يبايعوا وأمراء أعلنوا العداء مع العائلة الحاكمة، محمد بن سلمان في مأزق نتيجة حرب اليمن كما كان بندر بن سلطان في مأزق في حرب اليمن الأولى، حرب اليمن الثانية تذكرنا بمعادلة السديري الشمري، عندما تبدأ ارتدادات ما جرى في اليمن أكثر على الداخل السعودي سيبرز محمد بن نايف وإعادة الدور إلى متعب بن عبدالله الملك السابق كحالة شمرية بالتركيبة السعودية. أما الأمر المهم على صعيد المنطقة فهو نجاح مبادرة الرئيس الروسي فلادمير بوتين في إنشاء القوة العسكرية الموحدة والتنسيق بين القوى التي تحارب الإرهاب لمكافحته، عندها يظهر موقف أميركا من هذه القوة في ظل حرب استخباراتية بين أميركا وإيران على صعيد المنطقة.
هل تعتقد أن الاتفاق النووي سيخلق مشاكل أمنية لإيران لأنها فتحت الأبواب للشركات ورجال الأعمال ويمكن أن يدخل البعض منهم ولاءهم للوبي الصهيوني؟
هذا يتعلق بكيفية تعاطي إيران مع هذا الكم من الانفتاح، لكن المؤسسات الإيرانية قادرة على تطوير نفسها إذا تعاملت مع الموضوع تدريجياً كما تصرفت الصين. نتوقع بعض الاضطرابات لكن الواقع الإيراني قادر على استيعاب الموضوع بالتدريج لكي لا يؤثر فيها.
الرئيس الأميركي باراك أوباما خاطب دول الخليج بأن المشكلة في أنظمتكم وليس مع إيران، لكن لا يفعل شيئاً لإصلاح تلك الأنظمة؟
السعودية اليوم نتيجة كلام أوباما أشبه بالاسفنجة التي عصرتها الولايات المتحدة واليوم عندما فشلت المشاريع الأميركية «الإسرائيلية» في الشرق الأوسط التي استخدمت الإرهاب، ستكون السعودية الإسفنجة التي تمتص هؤلاء الإرهابيين وقد بدأت بعض العمليات الانتحارية في جدة والرياض والمداهمات التي حصلت في الرياض وفي جدة تم اعتقال 430 داعشياً وارهابياً نتيجة اعترافات المجموعة التي فجّرت جامع الصادق في الكويت، عملية كشف التفجير بهذه السرعة تمت من طريق إمرأة كانت تجلس في منزلها شاهدت سيارة نيسان وقفت بسرعة وترجل منها رجل وعندما دوّى الانفجار أخذت رقم السيارة وأعطته للشرطة التي كشفت بواسطة دائرة الميكانيك هوية صاحب السيارة وألقي القبض على 39 إرهابياً أفصحوا عن الذي يشغلهم في السعودية، هذا مؤشر على أن من يستخدم الإرهاب يسقط ضحيته، لقد أفلتت الأمور من أميركا والنظام السعودي، وبعد أن سقطت الأهداف في سورية والواقع التركي الجديد المستجد بالتضييق على الدعم اللوجستي للإرهابيين في سورية سنرى هجرة معاكسة للإرهابيين، المجموعة التي كانت تدير السعودية والفكر الإرهابي والمنظر الأساسي لاستخدام الارهاب في المنطقة العربية هو بندر بن سلطان، السعودية في مأزق أساسي، لأن الإرهابيين سيتسللون إليها، القصور الفارغة والإمكانات المادية والثروة الموجودة في السعودية ستكون هدفاً للإرهابيين للعودة اليها، لذا نتوقع المزيد من التأزم والتفجيرات في السعودية وفي الدول التي تورطت استخباراتها بإرسال بعض الإرهابيين مثل بريطانيا وفرنسا وبعض دول أوروبا الشرقية.
السعودية تدرك هذا الأمر، فلماذا لا تقدم شيئاً لمكافحة الإرهاب؟
هناك بوادر شعور بالرعب داخل السعودية تدفعهم إلى بعض المواقف السياسية، وزيارة وزير الدفاع محمد بن سلمان إلى روسيا دليل على ذلك، القضاء على الإرهاب يبدأ بوقف الدعم السعودي له وسقوط النظام القطري لأنه النظام الإجرامي الأساسي والجزع الأساسي للإرهاب في الأمة هم «الإخوان المسلمون» وأساس الفتنة المذهبية السنّية – الشيعية، ما حدث في تركيا يؤشر بالخير لمكافحة الإرهاب، لن يكون هناك مشروع ناجح لمكافحة الإرهاب إذا لم تستطع مصر أن تقضي على الإرهابيين داخلها والدخول في المشروع الذي طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسي لتقوية القوات المسلحة.
كيف ستواجه مصر «الإخوان» والسعودية تستقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل؟
وضع حماس مع مصر تحسن، جاء وفد من حماس من المقاتلين المناضلين ضد «إسرائيل» إلى القاهرة وأبرم اتفاقاً جدياً مع مدير الاستخبارات المصرية في ما يتعلق بالواقع في غزة ومصر، القيادة المصرية لن تهادن مع «الإخوان المسلمين»، وقال الرئيس جمال عبد الناصر إن هناك خطرين على الأمة: الاخوان المسلمون والرجعية العربية والمحميات والمشيخات الأميركية في الخليج، وتدرك القيادة المصرية هذين الخطرين، لذلك لم تدخل القيادة المصرية إلى اليمن وحتى لم تشارك في القصف الذي قام به التحالف السعودي على اليمن.
يقال إن السعودية استدعت مشعل وجعجع لمشروع جديد في المنطقة، ما رأيك؟
الرجلان عميلان ويذهبان لقبض الأموال من السعودية ووثائق «ويكيليكس» أكدت أن جعجع يقبض من السعودية، استقبال السعودية لجعجع إهانة للقيادة السعودية التي اثبتت أنها بلا عقل، حتى الحرص على شعور أهل السنّة في لبنان لا يعنيهم، كيف يستقبلون قاتل رئيس وزراء سنّي ويستقبله الملك السعودي وأين مشاعر آل كرامي؟ جعجع في الحد الأقصى يقيم كانتوناً مسيحياً لكن ليس وارداً الآن، ولا أحد يسمح له بذلك، حتى خلال الدعم «الإسرائيلي» له، وأن يكون رئيس جمهورية غير وارد فهو يعود إلى الزنزانة ولا يأتي رئيس جمهورية، وهو سيعود إلى الزنزانة والنظام السعودي لا يستطيع أن يحمي نفسه. ونسأل كيف تطالبون بالحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتستقبلون قاتل رشيد كرامي؟
هل صحيح أن شعبية تيار المستقبل تراجعت في عكار وطرابلس؟
لا إدارة مركزية لـ«المستقبل» وكل طرف يستنسب، والحريري خارج لبنان يتنقل بين العواصم، «المستقبل» في ظل لعبة الطوائف والمذاهب في لبنان، يمثل الواقع السنّي.
هل تتخوف في الأيام المقبلة أن تتطور الأزمة الحكومية ولا تتحقق مطالب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ويتفاعل الموضوع في الشارع؟
هناك قرار كبير بعدم تفجير كبير في لبنان، ولكن هناك بعض الضوابط تقلصت ونشهد تكرار الأحداث، والواقع الذي نراه هو إضعاف رئيس الوزراء والكلام الطائفي المذهبي حول حقوق المسيحيين وكأن النظام الطائفي المذهبي يتلاشى ويتفجّر من الداخل، لكن القرار الكبير بعدم التفجير لا يزال قائماً ولست متفائلاً في الايام المقبلة بقوة الضبط، لا سيما في زمن الجنون السعودي الذي يمكن أن يترجم في لبنان ويكون أحد الساحات المفتوحة للتصعيد، خصوصاً أننا نشهد في سورية عملية تركيز الدولة ليتحقق النصر على الإرهاب من خلال ترسيخ الأماكن الموجودة فيها الحكومة ودفع الإرهابيين لجعلهم بؤراً غير قادرة على التغيير، وحتى الرأي العام السوري تغيّر ليقف إلى جانب الدولة، ومشروع حكومة موقتة في إدلب وتجميل «جبهة النصرة» سقط، جعجع أرسل ثلاثة مستشارين من القوات من بينهم أحد العسكريين للتواصل مع «القاعدة» و«النصرة» المتواجدين في سورية وذلك بقرار أميركي لتنظيم «جيش الفتح» لكن المشروع سقط وإدلب انتهت والجيش السوري حقق إنجازات كبيرة في الميدان.
يُبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه عند الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز» تردّد 12034.