الغرب مقتنع بفوز الرئيس الأسد
جهاد أيوب
يشير دبلوماسي غربيّ يعمل في منطقة الخليج إلى أن الانتخابات السورية التي حصلت في لبنان، شكلت صدمة قاسية ومؤلمة لكل من يقف مع التيارات المعترضة في سورية، ولجمت بعض الألسن في وزارات خارجية دول عربية وغربية وإسلامية متورطة في الحرب الدائرة هناك. وأن هذا الإقبال المخيف قلب الموازين، وحمّس الشارع السوري الداخلي، لا بل حفّزه للنزول إلى المقرات الانتخابية والإدلاء بصوته، هذه الكثافة خلقت معادلة جديدة في سورية ستظهر قريباً جداً، ولن تقتصر على الانتخابات فقط، بل ستتعداها إلى الوضع الميداني ككل، وأهمها أنها أعطت الرئيس السوري بشار الأسد الإشارة النهائية للحسم العسكري والسياسي بعد الانتخابات.
ويضيف المصدر في ردّه عن نظرة بلاده إلى نتائج الانتخابات السورية الجارية اليوم الثلاثاء، أن الغلبة ستكون بفوز كاسح للرئيس بشار الأسد، وسيحدث ذلك بعيداً عن إعجاب الناس به أو حبهم له، لأن البديل لن يكون بقدر طموح الناس، ولأن الجرائم التي ارتكبها المسلحون بحجة «الثورة» كانت مخيفة، أربكت الشارع الغربي قبل السوري، بينما لم تحرك غالبية الشارع العربي، لأن الإعلام الرسمي الموجه من دولة خليجية كبيرة، لا يزال مسيطراً، ويلعب على الوتر الطائفي، لذلك يعيش بعض العرب ممن يقفون مع جبهة النصرة أو داعش أو ما تبقى من الجيش الحر، خارج زمن الأحداث، ويتحدثون عن تمنيات وأمنيات لا عن وقائع.
وختم المصدر قائلاً: «الرئيس بشار الأسد اليوم قوة واثقة، ودراية تفهم مجريات الأحداث، وهو اليوم أكثر تمكناً في حكمه عمّا كان عليه حين تسلمه، ومهما اختلفنا معه إلا أن ما حصل في سورية شتت من كان يتآمر على الأسد».
يذكر أن عدداً من الطائرات المدنية يصل صباح اليوم إلى مطار دمشق الدولي، وعلى متنها مئات المواطنين السوريين الذين لم تسمح لهم بعض الدول العربية والغربية بالإدلاء بأصواتهم هناك، ومن بينهم 200 سوريّ قادمون من الكويت، و150 من فرنسا، وسينتخبون فور وصولهم في المطار مباشرة، وقد أُمّنت لهم الترتيبات والآليات اللازمة، وهذا دليل جديد على أن المواطن السوري قد استوعب دوره في إزاحة الخطر الواقع على بلاده، وأن التغيير لا يكمن في هدم سورية بل بالانفتاح والتطوير والمشاركة، ومن تكون يده في النار ليس كمن يتسكّع في النوادي الليلية والقصور، والمطاعم الفاخرة، ومشاهدة الحفلات الصاخبة.
اليوم، للمواطن السوري مشاركته الفعالة وبصمته، وغداً لسورية كلمتها، وما بين اليوم والغد… وقفة عزّ.