موسكو تنفي الأنباء عن لقاء بين بوتين ومبعوثين سوريين وسعوديين

نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف الأنباء التي أوردتها بعض الصحف اللبنانية عن إجراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالات مع ممثلين عن الرئيس بشار الأسد والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز بغرض تقريب المواقف بين دمشق والرياض في مجال مكافحة الإرهاب.

وقال بيسكوف في تصريح للصحافيين أمس إن «موضوع مكافحة الإرهاب والتعاون مع جميع البلدان المهتمة في هذا المجال موجود دائماً على جدول الأعمال أما التفاصيل الأخرى فلا تتوافق تماماً مع الواقع»، مضيفاً «إن الأنباء عن حصول لقاءات مع ممثلين سوريين أو سعوديين خاطئة وغير صحيحة».

وكانت بعض الصحف اللبنانية زعمت أن الكرملين «يبذل جهوداً لتقريب المواقف بين سورية والسعودية في مجال مكافحة الإرهاب وأن بوتين خطط للقاء أو ربما قد التقى بالفعل مع ممثلين عن الرئيس الأسد والملك السعودي».

جاء ذلك في وقت قدم المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لوزير الخارجية السوري وليد المعلم عرضاً عن آخر تطورات الوضع في ما يتعلق بمتابعة المشاورات قبل تقريره إلى مجلس الأمن أواخر الشهر الجاري.

وأبلغ دي ميستورا الذي وصل دمشق أمس عن اللقاءات التي أجراها في دول عدة في شأن إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.

واستعرض الوزير المعلم من جانبه، تطورات الأوضاع في البلاد وجدد دعم جهود المبعوث الخاص نحو التوجه إلى حل سياسي، مبيناً أن سورية لا تزال تعتبر إنهاء الإرهاب وتجفيف مصادره وتمويله ودعمه هي الأولوية الأساسية سيما أن سورية تدعم المبادرة التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتتمثل بقيام جهد إقليمي للقضاء على الإرهاب في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، مؤكداً استمرار صمود الشعب والجيش في سورية دفاعاً عن أمنها واستقرارها والمنطقة.

وكانت وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ» نقلت أمس عن مصادر سياسية سورية «حكومية ومعارضة» أنه من المرجح أن يسمع دي ميستورا «كلاماً جديداً في دمشق يتعلق بالمستجدات، لكنه أيضاًَ سيكرر طلبه بوقف إطلاق النار عموماً وفي المناطق الساخنة خصوصاً».

وأوضحت المصادر أن دي ميستورا سيلتقي بعد زيارته دمشق قيادات سياسية في المعارضة السورية في الخارج بينها قيادات بعض المجموعات المسلحة في تركيا.

الى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفقا على العمل معاً لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتأمين حدود تركيا مع سورية، وناقشا في اتصال هاتفي تعميق تعاونهما في القتال ضد تنظيم «داعش».

وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج بدوره، إن مجلس الوزراء ناقش إنشاء نظام أمني متكامل لحماية الحدود مع سورية، وأوضح أن «النظام الأمني يهدف إلى منع تسلل عناصر تنظيم «داعش» ورفْع التدابير الأمنية على الحدود، ولا سيما بمحاذاة المناطق السورية التي يسيطر عليها التنظيم»، مشيراً إلى أن ذلك «لن يؤثر على تسهيل الحركة على المعابر الحدودية للدواعي الإنسانية».

ميدانياً، أفشل الجيش السوري أمس هجوماً جديداً للمسلحين على مدينة درعا، حيث شارك في الهجوم 18 فصيلاً وأكثر من 1200 مسلح، دارت خلاله اشتباكات عنيفة تركزت على أربعة محاور هي، النعيمة ـ اليادودة وتل زعتر ومحوري المدينة.

واستهدف سلاح الصواريخ والمدفعية في الجيش تحركات المسلحين ما أسفر عن تدمير أربع دبابات وإعطاب اثنتين، اضافة الى تدمير آلية رباعية الدفع تحمل رشاشاً ثقيلاً، وقاعدة «تاو»، وقتل خمسة من قادة الكتائب والمجموعات المسلحة فضلاً عن عدد آخر من المسلحين، وأعداد كبيرة من الجرحى.

كما استهدف الطيران الحربي السوري مقرات للمسلحين ومخازن ذخيرة في أحياء درعا البلد وفي اليادودة وصيدا والنعيمة وتل شهاب وأم ولد وبصرى الشام.

هذا وقد أصدر ما يسمى «المجلس العسكري في القنيطرة والجولان» بياناً أعلن فيه بدء معركة «عاصفة الجنوب» بمشاركة لواءين من ألويته هما «لواء السبطين» و «لواء العمرين».

وفي الزبداني، دارت اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش السوري والمسلحين على محور الشلاح من الجهة الشمالية الشرقية للمدينة، في حين فجرت وحدات الهندسة في الجيش نفقين يتفرعان من النفق الذي تم تفجيره قبل ايام يمتد من سهل الزبداني باتجاه مضايا.

وفي السياق، سيطرت وحدات من الجيش السوري على منطقة المقبرة وعلى عدد من كتل الأبنية المحيطة بها على اطراف حي غويران شرق الحسكة.

كما واصلت وحدات حماية الشعب الكردي في حي النشوة الغربية تقدمها بعد سيطرتها على دوار النشوة الغربية حيث أكدت المصادر الميدانية «وقوع اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش» في المنطقة بعد محاصرتهم وفرار أغلبيتهم باتجاه حيي النشوة الشريعة والفيلات بحثاً عن طرق للفرار من المدينة بعد ان قطعت كل طرق الامداد عنهم».

بموازاة الجهود الديبلوماسية وبرعاية الرئيس الاسد يعقد بدمشق المؤتمر الاعلامي الدولي لمواجهة الارهاب، حيث دعت وزراة الاعلام السورية لمشاركة عشرات المحطات الفضائية الاقليمية والعالمية في هذه الفعالية التي سيحضرها خبراء واعلاميون وباحثون عرب وأجانب مختصون بالشؤون الاعلامية.

كما سيُقدم ضمن المؤتمر مداخلات سياسية لوزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة الاعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، وسيختتم المؤتمر بإعلان دمشق والذي يحوي بحسب مسؤولين عن المؤتمر وثيقة اعلامية لمواجهة التطرف والتكفير من خلال الإعلام، كما سيستضيف المؤتمر في جلساته شخصات سياسية وسفراء الدول الأجنبية المتواجدين في دمشق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى