تقرير
تطرّقت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية إلى سير الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، وبروز شخصية فيها غريبة الأطوار تنافس على منصب الرئاسة.
وجاء في المقال: تكتسب حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي ستُجرى في خريف السنة المقبلة، زخماً جديداً. أبطال هذه الحملة في المرحلة الحالية هم الملياردير دونالد ترامب ومنافساه الجمهوري جيب بوش، وهيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي.
يتركز اهتمام المواطنين في الولايات المتحدة في هذه الأيام نحو دونالد ترامب، فمنهم من معجب به، ومنهم من يشعر بالازدراء منه، أي ليس هناك لا مبالين.
الملياردير ترامب غريب الأطوار، ومع ذلك فهو حالياً صانع الأخبار الرئيس في الحملة الانتخابية. فبعدما أعلن عن نيّته خوض منافسات الانتخابات الرئاسية 2016 ، لم يبخل بإطلاق تصريحات شديدة غير موزونة. الملياردير يوجه انتقادات قاسية يومياً، تخرج عن الحدود المتعارف عليها، إلى منافسيه في الحملة الانتخابية. وهذا يشمل أيضاً مرشح الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب، وحتى أحياناً اكثر من مرشح الحزب الديمقراطي.
فمثلاً، هاجم بشدة وانتقد السيناتور الجمهوري جون ماكين، معبّراً عن شكوكه بمآثره الحربية خلال حرب فييتنام، موضحاً أن البطل لا يمكن أن يقع في الأسر.
لم يعتذر الملياردير عن تصريحه هذا، بل أضاف اليه اتهامه السيناتور ماكين بأنه السبب في عدد من الأخطاء الشنيعة. وخلال لقائه الناخبين في جنوب كارولينا، اتهمه بالتساهل في مسألة الهجرة غير الشرعية.
هذا الهجوم المستمر على رفاقه في الحزب الجمهوري، لم يرق لعددٍ من قادة الحزب. الهدف من هذه الانتقادات كسب اهتمام الناخبين بشخصه، ويبدو انه بلغ هذا الهدف، إذ تمكن من ازاحة المرشح الجمهوري الرئيسي جيب بوش، ومع ذلك لا ينوي التوقف عند هذا الحد. فمثلاً يوم 21 من الشهر الجاري، وصف خلال تصريحات تلفزيونية، السيناتور ليندسي غراهام بأنه احمق. وكان السيناتور قبل ذلك بساعات وصف الملياردير ترامب في اجتماع عام بـ«الحمار».
لم يكتف الملياردير بهذا، بل كشف رقم الهاتف الشخصي للسيناتور للجميع، ما اضطر الأخير إلى تبديل رقم هاتفه المحمول نتيجة العدد الهائل من الاتصالات التي وصلته بعد ذلك.
بغضّ النظر عن كون شعبية ترامب حالياً في المقدمة، إلا أنه ليس هناك من يعتبره مرشحاً جدّياً لمنصب الرئيس عن الحزب الجمهوري. ولكن من جانب آخر يزداد عدد مؤازريه الذين يعارضون هيمنة سياسي واشنطن. فمثلاً أظهر استطلاع للرأي جرى بولاية آيوا في نهاية أيار الماضي، أن 4 في المئة فقط من المشتركين في الاستطلاع سيصوّتون لمصلحة ترامب، في حين ارتفعت هذه النسبة حالياً إلى 47 في المئة. وعلى مستوى الولايات المتحدة يحتل ترامب المرتبة الأولى بنسبة 18 في المئة.
وعلى خلفية الفضائح المتعدّدة المتعلقة بشخصية ترامب، تجري المنافسات داخل الحزب الديمقراطي بصورة هادئة. وكما هو معلوم فإن المرشح الرئيسي للديمقراطيين هي هيلاري كلينتون التي شغلت منصب وزير خارجية الولايات المتحدة خلال ولاية أوباما الأولى.
ينافس كلينتون في الحملة الانتخابية داخل الحزب الديمقراطي محافظ ولاية ميرلاند السابق مارتن أو مالي، والسيناتور بيرني سانديرز، ولكنهما يتخلفان عنها كثيراً بموجب استطلاعات الرأي. كلينتون تنتهج الاسلوب التقليدي في حملتها الانتخابية، حيث توجه انتقاداتها إلى منافسيها من الحزب الجمهوري فقط.
خلال ثلاثة أشهر بعد بداية الحملة الانتخابية انفقت كلينتون 18 مليون دولار، حيث تستخدم حوالى 350 شخصاً، وانها جمعت حتى الآن 46 مليون دولار لتغطية نفقات حملتها الانتخابية، وهي بذلك تتقدم على جميع المرشحين.