صحافة عبرية

ترجمة: غسان محمد

التهديد الوجوديّ الإيراني حاضرٌ في النقاش حول موازنة الجيش الإسرائيليّ

انتقد وزير الجيش «الإسرائيلي» موشيه يعالون، بشدّة تقرير لجنة «لوكر» الحكومية، برئاسة الجنرال، يوحنان لوكر، السكرتير السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، والتي أوصت بتقليص معاشات التقاعد للجنود النظاميين، وبتقليل مدّة الخدمة الإلزامية، وبموازنة أقل ممّا تطالب به المؤسسة العسكرية.

وصف يعلون التقرير بأنّه سطحي وغير موزون ومنفصل كلياً عن الواقع الذي يحيط بدولة إسرائيل، وعن داخلها أيضاً.

وحذّر يعالون في حديث تناقلته صحف عبرية عدّة، من أنّ تطبيق هذه التوصيات يعني المقامرة بأمن مواطني «إسرائيل»، وهو لن يُمكِّن الجيش والمؤسسة الأمنية من مواجهة التهديدات التي تواجهها دولة «إسرائيل» ومواطنيها وسيمس قدرتنا على توفير الأمن لمواطني «إسرائيل».

وتابع قائلاً إنّ مَنْ يُريد خوض مواجهة ناجحة كما نحن نعمل حتى الآن ضد المنظمات التي وصفها بالإرهابية المسلحة بأسلحة متطورة لا يستطيع أنْ يسمح لنفسه ببناء جيش متوسط ومع عناصر بمستوى متوسط.

أمّا رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، الذي أمر بتعيين اللجنة المذكورة، فقد شكر «لجنة لوكر» على جهودها لإيجاد توازن بين قضيتين كبيرتين، حاجات المؤسسة الأمنية والحاجات الاقتصادية والاجتماعية لدولة «إسرائيل»، حسبما قال في بيانٍ رسمي عمّمه على وسائل الإعلام العبرية.

من ناحيته، استبق رئيس هيئة الأركان العامّة للجيش «الإسرائيلي»، الجنرال غادي آيزنكوت نشر «لجنة لوكِر» توصياتها حول موازنة الأمن بإعلان خطة غدعون الرامية إلى منع تقليص كبير في الموازنة.

وجاء في خطة غدعون، التي أعدّها الجيش، كما قالت صبيحة أمس صحيفة «هاآرتس» العبرية، أنّه سيتّم تقليص عدد ضباط القوات والوحدات. وأوضحت وسائل الإعلام نقلاً عن ضابط «إسرائيلي» كبير قوله: إنّ خطة غدعون تشمل تسريح قرابة 100 ألف جندي من قوات الاحتياط، خلال السنوات المقبلة، فيما كل من يبقى في الخدمة الاحتياطية سيتلقى تدريبات أكثر وسيتم استخدامهم لفترة أطول.

والجدير ذكره في هذا السياق، أنّ نسبة الجنود الذين يمتثلون لخدمة الاحتياط ويشاركون في التدريبات العسكرية ليست مرتفعة ولا تتجاوز الـ50 في المئة. علاوة على ذلك، تشمل خطة غدعون إغلاق ألوية مدرعات وكتائب مدفعية، في مقابل استمرار الاتجاه نحو تعزيز قوة الاستخبارات وحرب السايبر الحرب الالكترونية وسلاح الجو، من خلال إضافة طائرات من دون طيار، حيث سيجري الجيش بموجب هذه الخطة تغييرات في نوع الأسلحة والقذائف، بحيث سيتم استبدال القذائف القديمة بصواريخ ذكية.

كذلك سيُقلّص عديد القوى البشرية في سلاح التربية والتعليم. إلى ذلك سيجري تسريح 2500 ضابط في الخدمة الدائمة الآن وفي السنوات المقبلة، إضافة إلى جعل الجيش شاباً أكثر، بمعنى أنه سيكون سن الضباط الذين سيقودون الكتائب والألوية أقل بالمقارنة مع سن الضباط الحاليين. ويزعم الجيش أنّ الخطة تهدف إلى جعل الجيش مستعداً لمواجهة كافة السيناريوات التي تمثل تهديداً على «إسرائيل» والدفاع عن حدودها، في وقت تبقى إيران بالنسبة إلى الدولة العبرية الخطر الرئيس والمهدد الأول حالياً، على رغم أنه لا يوجد ما يشير إلى احتمال نشوء حرب بين إيران و«إسرائيل».

واللافت في أحد الأقوال التي نقلتها وسائل الإعلام عن الضابط «الإسرائيلي» الكبير هو أن خطة غدعون ستُقصّر بشكل كبير مدّة الاستعداد للحرب، ما يعني إذا كان الجيش في السابق يحتاج إلى فترة تمتد من أيام إلى أسابيع للاستعداد فإنه سيقلص الفترة إلى ساعات معدودة تمتد على الأكثر ليوم واحد.

«إسرائيل» تردّ على نصر الله

ردّت «إسرائيل» متأخرةً حوالى أسبوعين، على كلمة أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، وتأكيده أنّ «إسرائيل» تقوم بتقديم كافة أشكال الدعم لــ«جبهة النصرة»، المُصنفّة مع تنظيم «القاعدة»، معلنةً أنّها قررت وقف تقديم العلاج الطبي لعناصر التنظيم، والامتناع عن نقل الجرحى إلى المستشفيات «الإسرائيلية».

التعليق الإسرائيلي المتأخر، ورد على لسان ضابط رفيع في الأركان العامة في الجيش «الإسرائيلي»، تحدّث إلى موقع «واللا» الإخباري العبري لينفي اتهامات نصر الله، وليؤكّد عدم صحة اتهاماته.

وقال الضابط للموقع «الإسرائيلي»: من المهم بالنسبة إليّ أنْ أشدد هنا على أنّ العلاج الطبي لمقاتلين من «جبهة النصرة» قد توقف في الشهر الماضي، وأنّ هناك إجراءات تحقق تجري على الحدود، لمنع نقلهم إلى المستشفيات «الإسرائيلية»، على حدّ تعبيره.

وشرح الضابط «الإسرائيلي» سياسة المساعدة الطبية الجديدة للجرحى من سورية، لافتاً إلى أنّ الجيش «الإسرائيلي» يسمح فقط بنقل الجرحى المدنيين إلى المستشفيات «الإسرائيلية»، وذلك بعد التحقق من هوية الجريح، على حدّ زعمه.

وتابع المسؤول العسكري «الإسرائيلي» قائلاً للموقع العبري إنّه إذا وصل إلى الحدود جرحى ليسوا بمدنيين، فسيُعالجون على الحدود من دون نقلهم إلى المستشفيات، لافتاً إلى أنّ «إسرائيل» لم ولن تقدم أي مساعدة عسكرية لهؤلاء، ومن أي نوع كانت، حسبما أكّد في حديثه. وكررت مصادر عسكرية «إسرائيلية» ما ورد على لسان الضابط في الأركان العامة في حديث للإذاعة العبرية أمس، مشيرةً إلى أنّ المؤسسة الأمنية غيّرت سياستها المتبعّة تجاه تقديم العلاج الطبي للجرحى من التنظيمات المسلحة، مع إدراكها أن عدداً كبيراً من مسلحي تنظيم «القاعدة» عولجوا في المستشفيات «الإسرائيلية» في الماضي.

وبحسب المصادر، كما أفاد الموقع «الإسرائيلي»، فقد تقرّر في الجيش وقف هذه السياسة، تجاه تنظيم «القاعدة» تحديداً، ومنع معالجة الجرحى من هذا التنظيم. وبحسب المصادر عينها، فإنّ القرار «الإسرائيلي» الجديد، ينصّ على منع إدخال أي جريح من المسلحين إلا بعد التأكّد من هويته ومن هوية التنظيم الذي ينتمي إليه، وفي ضوء نتيجة التحقيقات التي ستجرى على الحدود، يتقرر منعه ورده إلى الأراضي السورية، أو نقله إلى المستشفيات «الإسرائيلية».

ولفت موقع «واللا» إلى أنّ الأيام الأخيرة شهدت زيادة في حدة المعارك والهجمات المتبادلة في الجنوب السوري، وتحديداً قرب مدينة القنيطرة وبلدتَي حضر وخان أرنبة، مشيراً إلى أنّ الوحدات الطبية التابعة للجيش في قيادة المنطقة الشمالية، واصلت تقديم المساعدة الطبية للجرحى الذين يصلون إلى الحدود، وعدد من الجرحى نقلوا إلى المستشفيات «الإسرائيلية» لتلقّي العلاج.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى