صمت!

قالت له: مرَّ بي كغريبٍ لا يعرفني. وأطِل النظر إليّ. هل أبدو فعلاً لبوءة بأنيابٍ ومخالب قوية؟ جلدها قاسٍ لا تمزّقه آلام الحياة اليومية؟ عيناها جامدتان ودمعتها عند المصائب عصيّة؟ تتحدث عن صمتها، سكونها وآثار الزمن على يديها. وتمجّدها كمحاربة من عهد آلهة الحروب الإغريقية. زوجتي قويّة، وفيّة. أحقاً أنا هي؟ آه يا حياتي. مجدّداً دقق النظر فيّ. ما زالت تحت أقنعة الصمود ضفائر شعري الحريريّ طويلة. تحملها طفلة تطارد الفراشة في ظلّ شجرةٍ، وتقطف لك أزهاراً نديّة. تكتب قصائد عشق لحبيب يعود إليها وحدها يومياً. خلف كلّ الصفات الأبيّة. ما زلتُ أنثى تسعى إلى لمسة سحرية، كلمة هنيّة، نظرة ترسم على الشفاه بسمة شقيّة. أسمِعْني كلمات هنيّة. في البال، قضيّة. ليست النيران وحدها هي التي تحرق…. إنما أيضاً الكلمات!

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى