زايد في اليوم الوطني المصري: لرفض التدخلات الخارجية التي تعبث بمصالح شعوبنا
شدّد السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد على أنّ العلاقات المصرية ـ اللبنانية «انطلقت منذ نشأتها على أسس فريدة، وهي التفاعلات الشعبية العميقة، وهي أقوى وأكثر مظاهر العلاقات ديمومة».
وفي كلمة ألقاها خلال حفل استقبال في دار السكن – دوحة الحص، بمناسبة اليوم الوطني المصري، لفت زايد إلى أنّ هذه التفاعلات الشعبية «تميزت منذ بداياتها بأنها شملت كلّ الطوائف اللبنانية من دون استثناء فاستضافت مصر أعداداً كبيرة من المفكرين والكتاب والتجار اللبنانيين الذين شاركوا في النهضة العربية الحديثة التي قادتها مصر، واستمرت هذه الخصوصية حتى يومنا هذا بتواجد عشرات الفنانين اللبنانيين في الحياة الثقافية المصرية، والمئات من رجال الأعمال اللبنانيين في وطنهم الثاني مصر، باستثمارات تزيد على 4 مليارات دولار، ومرشحة دوماً للزيادة».
وقال: «على الرغم من تذبذب حركة السياحة بين البلدين صعوداً وهبوطاً، إلا أنّ طبيعة البلدين والشعبين تجعل من هذا البعد حاضراً دوماً في العلاقات الاقتصادية والشعبية ودوماً قابلاً للزيادة، هذا فضلاً عن سجل ضخم من المصاهرات والروابط العائلية بين الشعب المصري وكلّ الطوائف اللبنانية».
ولفت إلى أنّ «الحرص المصري على مصلحة لبنان وأمنه دفع الرئيس السيسي منذ توليه لمسؤولية الحكم، وخلال لقاءاته العديدة بالقيادات والرموز اللبنانية، إلى إبداء قدر كبير من عدم الارتياح لاستمرار الشغور الرئاسي اللبناني، وحرص كبير على تجنيب لبنان لمخاطر الصراع الإقليمي الجاري، وحمايته من الإرهاب والمخاطر الخارجية».
وقال: «فيما نستعيد دلالة ثورة 23 يوليو، ونحن نواجه حرباً عاتية، يستخدم فيها الإرهاب الأسود، وقوى الظلام الباغية، من أجل تفتيت المنطقة وإعادة ترتيبها، ولو على حساب الإسلام الحقيقي، السمح الوسطى، فإنه علينا أن نتذكر أنّ الضمانة الحقيقة لاستعادة أنفسنا وهويتنا كعرب هي السعى إلى طرح عربي جديد حداثي مدني، يرفض تدخلات الأطراف الدولية والإقليمية التي تعبث بمصالح شعوبنا العربية».
وختم زايد مشدّداً على أنّ «مصر سوف تواصل رسالتها، وتحدي الإرهاب الأسود، ونثق في قدرة شعبنا وجيشنا العظيم، وسوف تنتصر مصر في هذه المعركة، ولن تتوقف رسالتها ودورها الدولي والإقليمي، بل نؤكد لكم أنّ هذا الدور سيتعزّز أكثر في المستقبل القريب وسيؤكد مجدّداً على أنه الدور الحتمي لاستعادة الاستقرار والتوزان للعالم العربي».
وكان السفير المصري زار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وعرض معه العلاقات الثنائية والتطورات.
وردّاً على سؤال حول الاتفاق النووي بين إيران والغرب، أجاب زايد: «نحن في مصر لدينا موقف ثابت، نحن ضدّ الانتشار النووي وضدّ سباق التسلح في المنطقة، ومصر تدعو بشكل دائم إلى إخلاء المنطقة من السلاح النووي، وبالتالي أي ترتيبات أو أي اتفاق يؤدي إلى تقليص القدرات النووية الإيرانية أو الإسرائيلية مصر تؤيده بقوة وتتبنى هي قضية إخلاء المنطقة من السلاح النووي. أما بالنسبة إلى البرامج النووية السلمية فنحن نشجع عليها».