الانتخابات السورية رسالة سياسية ضد الإرهاب… ووجود الأسد يفشل المخططات التي راهنت على الفراغ الرئاسي زيارة أمير الكويت إلى طهران نقطة تحول… وسياسة الحرد السعودية لتجنّب ظهورها بصورة المهزومة

تصدّر موضوع الانتخابات الرئاسية السورية وتطوراتها محور البرامج السياسية على القنوات الفضائية، فبعد ما شهدته السفارة السورية في بيروت من توافد سوري كثيف يحاول البعض الطعن به على رغم أن هذه الانتخابات أجريت بكل شفافية وصدق. فيما احتلت زيارة أمير الكويت صباح الجابر الصباح إلى إيران أولى اهتمامات المحللين السياسيين والإعلاميين.

إن تسمية «سورية الأسد» تسمية شعبية لا حكومية، تنبع من محبة الشعب السوري للرئيس بشار الأسد وتأييداً لدوره وسياسته التي يتبعها في حماية شعبه والحفاظ على البلاد من الإرهاب. في ظل ذلك، تأتي الانتخابات اليوم تعبيراً صادقاً عن رغبة الشعب في اختيار الرئيس الذي يمثله ويصون البلاد، فمهما حاول الغرب تعطيل هذا الاستحقاق الرئاسي فإن الوحدة التي يشهدها السوريون اليوم تفشل هذه المحاولات وتضعها خارج النطاق السوري، وللنزاهة والديمقراطية دوران كبيران في الانتخابات. فثمة فرص متساوية بين جميع المرشحين أكان لجهة الحملات الإعلانية أو الحصول على فسحة إعلامية، في حين سورية تريد أن تكون الانتخابات رسالة سياسية تقول لا للإرهاب لا للعنف نعم للمصالحة وبناء الدولة، على رغم كل التشكيك الذي يدعيه البعض حول ما جرى في محيط السفارة السورية في لبنان، فهذه الانتخابات تشكّل تحدياً للسوريين الذين أثبتوا قوة إرادتهم لبناء الدولة والسعي لإنهاء الأزمة.

وتجدر الإشارة إلى أن الأمور في سورية ليست لمصلحة السعودية لا من الناحية الميدانية ولا العسكرية ولا حتى من الناحية السياسية على مستوى العالم، فالاهتمام الآن بسورية على المستوى الدولي أكبر بكثير من العام الفائت، فالمملكة السعودية أحرقت كل أوراق الضغط، والسياسة التي تتبعها حالياً بالتعامل مع إيران تدعى سياسة الحرد حتى لا تظهر بصورة المهزوم.

على صعيد آخر، جاءت زيارة أمير الكويت إلى إيران في ظل مرحلة انتقالية صعبة، فالانفتاح الذي تشهده العلاقات الإيرانية الخليجية يشكل نقطة تحول مهمة، في حين تكمن أهداف هذه الزيارة في ترتيب العلاقات الثنائية على أمل أن يصار، أولاً، إلى بناء علاقات نموذجية بين إيران والدول الخليجية الأخرى، وثانياً، تشكيل نقطة البداية في مسار التفاوض بين إيران والخليجيين بشكل عام انطلاقاً من الكويت لتصل إلى جميع الملفات خارج العلاقات الثنائية مثل الأزمة السورية والبحرين وملفات أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى