موسكو: المواجهة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا تضرّ بتعاونهما ضد الإرهاب الدولي

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف أن المواجهة الحالية بين روسيا والدول الغربية على خلفية الأزمة الأوكرانيا تؤثر سلباً في تعاون الطرفين في مجال مكافحة الإرهاب الدولي.

وأشار سيرومولوتوف إلى أن الخلافات الروسية الغربية بسبب أوكرانيا أدت إلى تجميد عدد من أوجه التعامل في مجال محاربة الإرهاب، منها النشاطات في إطار «مجموعة الثماني»، ومجلس «روسيا – الناتو»، وآليات ثنائية، إضافة إلى تجميد مشاورات منتظمة حول قضايا مكافحة الإرهاب بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

وبحسب الدبلوماسي الروسي، فإن إقدام الغرب على طي التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب يدل على استعداد «بعض الدول الغربية» لتحقيق مهماتها الجيوسياسية على حساب الأهداف المشتركة، وذلك من خلال تطبيق «المعايير المزدوجة» على هذا المجال.

وفي رده على سؤال عن إمكان التقارب بين موسكو وواشنطن أمام التهديدات من قبل مجموعات إسلامية متطرفة، شدد سيرومولوتوف على أن مكافحة الإرهاب الدولي يجب أن تخاض بجهود مشتركة، بعيداً عن أي تسييس و«معايير مزدوجة».

وذكر الدبلوماسي بهذا الصدد أن سعي الغرب إلى الإطاحة بأنظمة لم ترضه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو الذي أدى إلى تدمير آليات ضمان أمن عدد من دول المنطقة، الأمر الذي أسفر عن تنامي المجموعات الإرهابية، بما فيها تنظيم «داعش».

وقال سيرومولوتوف مجيباً عن سؤال حول الصيغ الموجودة بين روسيا والولايات المتحدة لمحاربة التطرف الراديكالي إنه «إلى حد ما، وحتى في الظروف الحالية، هناك تعاون ثنائي في الحرب ضد الإرهاب، يتضمن تحييد خطر داعش مع وجود اختلاف واضح في التقديرات حول منشأ التنظيم وكيفية محاربته».

كما أكد أوليغ سيرومولوتوف أن روسيا والدول الغربية أثبتت أنها قادرة على العمل مع بعضها لحل المشاكل الدولية الصعبة بغض النظر عن الخلاف القائم.

وأضاف أن الاختراق الذي حصل في برنامج إيران النووي مثال للتعاون الفعال، حيث استمرت المفاوضات 13 سنة تم التوصل بعدها إلى خطة إجراءات مشتركة، وقال إن هذا مثال لكيفية وجوب العمل.

إلى ذلك، تعهد ألكسندر هوغ، نائب رئيس بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في شرق أوكرانيا بالتحري في حادث تعرض مراقبيها للقصف في منطقة دونباس.

وأكد هوغ أن البعثة ستعمل على كشف تفاصيل الحادث، وذلك عبر اتصالاتها مع طرفي النزاع، مذكراً أن عملية القصف بدأت مفاجأة بالنسبة لمجموعة من المراقبين أثناء قيامهم برحلة عمل، على رغم أنه تم إشعار طرفي النزاع مسبقاً بعمل البعثة في هذه المنطقة.

وأشار هوغ إلى أن القصف بدأ بعد ظهر يوم الأحد، عندما كانت سيارتان تابعتان لـ«الأمن والتعاون» بصدد عبور جسر على خط التماس بين الطرفين للوصول إلى مدينة ستشاستيه. وأوضح المسؤول أن الحادث وقع بالقرب من مركز تفتيش، وأن عملية القصف استغرقت حوالى 90 دقيقة اضطر المراقبون الخمسة خلالها للاختباء في مخبأ وأخاديد، مشيراً إلى أنه لم يتضرر أحدهم من القصف.

كما لفت إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أعضاء البعثة للقصف أثناء قيامهم بمهماتهم في منطقة النزاع جنوب شرقي أوكرانيا.

وفي وقت سابق، قالت البعثة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنها تدين هذا الفعل، مؤكدة حاجتها إلى عبور آمن وغير مقيد حتى تستطيع أداء مهمتها.

وكانت وسائل إعلام أفادت بأن مجموعة من مراقبي البعثة وعلى رأسها توني فريش، منسق اللجنة الفرعية المعنية بالشؤون الإنسانية لدى مجموعة الاتصال حول أوكرانيا، تعرضت لقصف بقذائف هاون من جهة القوات الأوكرانية.

وقال فلاديسلاف دينيغو، مفوض جمهورية لوغانسك الشعبية في مجموعة الاتصال في وقت لاحق إن «بعثة المراقبين اتخذت إجراءات مخططاً لها ومن ثم كان يجب عليهم الانتقال إلى المنطقة في الطرف المقابل لزيارة عدد من المواقع التي تقع تحت سيطرة الجانب الأوكراني».

وأكد دينيغو أن الطرف الأوكراني كان على علم بخطط بعثة المراقبة التي تم إقرارها في 21 تموز في مينسك. وقال إن لوغانسك حصلت على إشعار بذلك وأن الطرف الأوكراني كان يجب أن يحصل أيضاً على إشعار خطط تحرك البعثة.

في المقابل، نشرت القوات الأوكرانية المشاركة في النزاع شرق البلاد على صفحتها الرسمية على موقع «فايسبوك» بياناً قالت فيه إن أوكرانيا تعتبر الأحداث التي تم تسجيلها من قبل ممثلي بعثة المراقبة أثناء وجودهم في تلك المنطقة استفزازاً واضحاً موجهاً لتشويه صورة القوات الأوكرانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى