أوباما وكوموروفسكي يدعوان إلى إقامة علاقات جيدة مع روسيا
أوضح استطلاع للرأي أجرته قناة «أي بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» الأميركيتين أن 50 في المئة من الأميركيين غير راضين عن السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما، حيث أشار الخبراء إلى أن هذه النسبة هي الأعلى منذ تولي أوباما منصب الرئاسة.
وبحسب نتائج الاستطلاع فإن 41 في المئة ممن استطلعت آراؤهم أعربوا عن تأييدهم للسياسة الخارجية للبيت الأبيض، في حين أبدى 58 في المئة من الأميركيين عدم رضاهم عن إخفاء الإدارة الأميركية حقيقة هجوم المتطرفين على السفارة الأميركية في بنغازي في أيلول 2012 والذي أدى حينها إلى مقتل السفير، فيما أيد 77 في المئة من الأميركيين إعلان أوباما الأسبوع الماضي قرار سحب القوات الأميركية من أفغانستان مع نهاية عام 2016.
وفي ما يخص السياسة الداخلية لأوباما فإن 53 في المئة غير راضين عن كيفية التعامل مع المسائل الاقتصادية، و56 في المئة غير راضين عن الإصلاحات في مجال الصحة. وفي شكل عام فقد تبين من النتائج أن 46 في المئة يؤيدون عمل أوباما في منصب الرئاسة في مقابل 51 في المئة غير راضين عن ذلك.
الى ذلك، أعلن أوباما ونظيره البولندي برونيسلاف كوموروفسكي أن بلديهما يدعوان إلى إقامة علاقات جيدة مع روسيا شرط مراعاة موسكو لقواعد القانون الدولي.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي عقد في وارسو يوم أمس، إنه من المهم أن تلعب روسيا دوراً كبيراً على الساحتين الدولية والإقليمية، إلا أنه أكد أن «قواعد وحدة الأراضي والسيادة والحرية وإمكانية اختيار مستقبل البلاد هي حجر أساس للأمن والسلام».
وأكد الرئيس الأميركي أن حلف الناتو سيتعاون مع روسيا في حال التزامها بالقواعد الدولية وسيدافع عن هذه القواعد إذا خالفتها موسكو. وأعرب عن أمله في إقامة علاقات جيدة بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد الرئيس البولندي أن بلاده إلى جانب العالم الغربي كله معنية بإقامة علاقات جيدة مع روسيا على رغم وجود وقائع مؤلمة في تاريخ العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى ضرورة تخلي روسيا عن استخدام القوة في التعامل مع الجيران من أجل إقامة تعاون بولندي روسي فعال.
الى ذلك، أكد أوباما أن روسيا يجب أن تستخدم نفوذها من أجل بسط الاستقرار في أوكرانيا. وقال: «لا نريد أن نهدد روسيا. نرى أن لروسيا الحق في مصالح خاصة بها في ظل ما يحدث شرق أوكرانيا، إلا أنه يجب احترام وحدة أراضي هذا البلد».
ومع ذلك أكد أوباما «نيته إبقاء العقوبات المفروضة على روسيا بسبب انضمام شبه جزيرة القرم»، معرباً عن استعداده للقيام بمزيد من الخطوات في حال «زعزعة الوضع شرق أوكرانيا».
وكان أوباما قد أكد لدى وصوله أمس إلى العاصمة البولندية وارسو، أن الالتزام الأميركي بضمان أمن أوروبا الشرقية القلقة من الأزمة الأوكرانية أمر ثابت لا يتغيّر. وقال بعد لقائه طيارين عسكريين بولنديين وأميركيين في مطار وارسو «التزامنا بأمن بولندا وأمن حلفائنا في أوروبا الوسطى والشرقية يشكل حجر زاوية لأمننا، وهو ثابت ولا يتغيّر».
وأكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة والناتو «قاما بتعزيز التزامهما بضمان أمن بولندا خلال الأزمة الأوكرانية»، مضيفاً أنه سيعلن في وقت لاحق من الثلاثاء «عن مساعدات جديدة تخص الأمن في أوروبا الشرقية». كذلك أكد نية بلاده «توسيع التعاون مع أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا».
وكان أوباما قد وصل إلى بولندا المحطة الأولى في جولته الأوروبية التي تشمل اجتماعاً لـ»مجموعة السبع» في بروكسيل والاحتفالات بالذكرى السبعين لإنزال الحلفاء في النورماندي.
الى ذلك، جرت أمس الثلاثاء رسمياً مراسم إغلاق القاعدة العسكرية الأميركية في بشكيك عاصمة قيرغيزيا، حيث كانت واشنطن تستخدم هذه القاعدة لدعم عملياتها العسكرية في أفغانستان.
وأعلنت السفيرة الأميركية في قيرغيزيا باميلا سبراتلين أن جميع العسكريين الأميركيين سيغادرون القاعدة في غضون أسبوع، بينما قال زامير سويركولوف نائب وزير الدفاع القيرغيزي: «إن عناصر الحرس الوطني القيرغيزي سيقومون خلال الأيام المقبلة بدوريات مشتركة مع العسكريين الأميركيين في القاعدة».
كما أعلن المسؤولون خلال مراسم إغلاق القاعدة أن العسكريين الأميركيين يتركون ممتلكات وبنية تحتية بقيمة 30 مليار دولار، ومن هذه الممتلكات أجهزة مختلفة، بما فيها أجهزة طبية.
وكانت القاعدة الأميركية في مطار ماناس افتتحت في كانون الأول عام 2001، وكانت تستضيف في البداية آليات عسكرية لعدد من الدول المشاركة في العملية العسكرية الدولية في أفغانستان. لكن العسكريين الأميركيين شكلوا الجزء الأساسي من كوادر القاعدة خلال السنوات الماضية.
وفي العام الماضي، قررت قيادة قيرغيزيا إغلاق القاعدة، وطلبت من العسكريين الأميركيين مغادرة ماناس بحلول 11 تموز عام 2014. وطوال الحرب في أفغانستان شكلت قاعدة ماناس نقطة ترانزيت مهمة لدعم «قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان»، إذ استخدمت لنقل أكثر من 5 ملايين عسكري من قوات الائتلاف الدولي من والى أفغانستان.