مصر تحتفي بالعقاد في الذكرى الخمسين لغيابه
اجتمع د. محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري، بأعضاء لجنة الاحتفال بمرور خمسين عاماً على وفاة عباس محمود العقاد، وهم د. سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ود. أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والشاعر أحمد عبد المعطى حجازي، ود. عبدالناصر حسن رئيس دار الكتب والوثائق القومية ، والشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ولمناقشة برنامج احتفال وزارة الثقافة بمرور 125 عاما على ميلاد العقاد وخمسين عاماً على غيابه، تحت عنوان «العقاد اليوم» وفي قاعة المؤتمرات في المجلس الأعلى للثقافة في 15 و16 حزيران الجاري. وتم الإتفاق خلال الإجتماع على أن تتضمن الاحتفالية مؤتمراً يشتمل على ستة محاور هي: «العقاد السياسي، العقاد كاتب السيرة، العقاد الصحافي، العقاد واللغة، العقاد الفيلسوف، العقاد الشاعر.
يشارك في الاحتفالية كل من: د. جابر عصفور، د. حسين حموده، د. صلاح فضل، حلمي النمنم، رشاد كامل، عبد السلام المسدي، أحمد كشك، محمد العبد، وفيق سيلطين، أنور مغيث، فاطمة الصعيدي، محمد عفيفي، عبدالمنعم سعيد، الحساني حسن، فرانشيكاكراو، مراد وهبة، محمود نسيم. فضلاً عن أمسيات شعرية أو «قراءات شعرية للعقاد» يشارك فيها أحمد عبدالمعطي حجازي، حسن طلب، سميحة أيوب، محمود حميدة، دعاء زياده، شريف منجود، شيرين العدوي، محمد منصور، محمود عبدالرازق، مع فواصل موسيقية، وكلمات لكل من وزير الثقافة والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ود. فرانشيكاكراو ومن أسرة المكرّم عبدالعزيز العقاد. ويقام معرض للكتاب في بهو المجلس الأعلى للثقافة تشارك فيه الهيئة المصرية العامة للكتاب والمجلس الأعلى للثقافة ودار الكتب والهيئة العامة لقصور الثقافة. كما تم الإتفاق على أن تطبع هيئة الكتاب عددا من الأعمال هي: مختارات من شعر العقاد، عبقرية العقاد، سعد زغلول سيرة وتحية. على أن يطبع المجلس الأعلى للثقافة كتب «التفكير فريضة إسلامية»، «خلاصة اليومية»، «أثر العرب فى الحضارة الأوروبية»، «الإسلام في القرن العشرين»، وأن تطبع دار الكتب «السيرة الذاتية: أنا»، و«حياة ألم»، و«عالم السرور»، و«ببلوغرافيا العقاد».
الجدير ذكره أن مؤلف «العبقريات» عباس محمود العقاد كان أديباً ومفكراً وصحافياً وشاعراً مصرياً وعضواً سابقاً في مجلس النواب المصري. ولد في أسوان في 28 حزيران 1889، لأم من أصول كردية، واقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية فحسب لعدم توافر المدارس الحديثة في محافظة أسوان حيث ولد ونشأ. كما أن موارد أسرته المحدودة لم تتمكن من إرساله إلى القاهرة مثلما يفعل الأعيان. واعتمد العقاد على ذكائه الحاد وصبره على التعلم والمعرفة حتى أصبح ذا ثقافة موسوعية لا تضاهى، وأتقن اللغة الإنكليزية من مخالطته السياح المتوافدين على محافظتي الأقصر وأسوان، ما مكنه من القراءة والإطلاع على الثقافات الأجنبية. ثم انتقل إلى القاهرة وعمل في الصحافة وأسس بالتعاون مع الكاتب إبراهيم المازني والشاعر عبد الرحمن شكري «مدرسة الديوان» وكانت هذه المدرسة مناصرة للتجديد في الشعر والخروج به على القالب التقليدي العتيق.
عمل في وظائف كثيرة، لكنه كان يمل العمل الروتيني، ولم يتوقف في إنتاجه الأدبي البتة، رغم ما مر به من ظروف قاسية إذ كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة «فصول»، وكان يترجم لها بعض المواضيع. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب، غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة.
اشتهر العقاد بمعاركه الأدبية والفكرية مع الشاعر أحمد شوقي والدكتور طه حسين والدكتور زكي مبارك والأديب مصطفى صادق الرافعي والدكتور مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ ، كما اختلف مع زميل مدرسته الشعرية الشاعر عبدالرحمن شكري وأصدر كتاباً من تأليفه مع المازني عنوانه «الديوان» هاجم فيه أمير الشعراء أحمد شوقي. وله الكثير من المؤلفات ودواوين الشعر.