تركيا تفشل في سياستها إزاء سورية… وتستنجد بالناتو!
لا يزال موضوع الحرب التركية المستجدّة ضدّ «داعش» والأكراد في سورية والعراق، محطّ اهتمام كبريات الصحف الغربية. إذ خصّصت هذه الصحف حيّزاً واسعاً لهذا الموضوع، وتناولته من جوانب عدّة، بين ترحيب وانتقاد، وتفسيرات وتحليلات.
صحيفة «كوميرسانت» الروسية تطرّقت إلى الهجمات التي تنفّذها الطائرات التركية ضد «داعش» والأكراد، وطلبها عقد اجتماع طارئ لأعضاء الناتو لدراسة الأوضاع في المنطقة. قائلةً إنّ أنقرة تأمل في توريط حلف الناتو في نزاعها مع الأكراد وسورية. وأضافت الصحيفة أنّ حلف شمال الأطلسي الناتو عقد أمس اجتماعاً طارئاً بطلب من تركيا التي بدأت تحارب على جبهتين في سورية وشمال العراق، ضد «داعش» والأكراد حزب العمال الكردستاني . وتشكل مشاركة تركيا بهذه الكثافة والنشاط في العمليات العسكرية مفاجأة لحلفائها. فالغرب سيساند عملياتها ضد «داعش»، ولكن هجماتها ضد الأكراد الذين يقاتلون ضدّ «داعش» في العراق وسورية كانت موضع انتقاد شديد من جانب حلفاء تركيا. وهنا يطرح السؤال نفسه: هل تنوي تركيا توريط الناتو في نزاعها مع الأكراد؟
أما صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية فقالت على لسان الكاتب ديفيد غاردنر، إنّ سياسة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم تغيرت، وإنّ تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان انتقلا إلى سياسة الهجوم، وإنّ أردوغان يسعى إلى كسب أصوات القوميين ويحاول وصم التحالف المؤيد للأكراد بالإرهابي، بسبب إحباطه خططه في الحصول على غالبية ساحقة لتحصين الرئاسة بصلاحيات مهيمنة.
وانتقد غاردنر موقف الحكومة التركية على أنها بذلك تنظر إلى الأمر وكأن هناك «داعش» سيئاً وآخر جيداً، أو على الأقل هناك تنظيم مفيد يمنع حزب الاتحاد الديمقراطي من عبور الفرات والالتحام بالمناطق الكردية داخل سورية، ونبه إلى أن تركيا ـ شاءت أم أبت ـ متجهة نحو حرب شاملة.
«كوميرسانت»: تركيا تدعو الناتو إلى الدخول في حرب
تطرّقت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى الهجمات التي تنفّذها الطائرات التركية ضد «داعش» والأكراد، وطلبها عقد اجتماع طارئ لأعضاء الناتو لدراسة الأوضاع في المنطقة.
وجاء في المقال أن أنقرة تأمل في توريط حلف الناتو في نزاعها مع الأكراد وسورية.
عقد حلف شمال الأطلسي الناتو أمس اجتماعاً طارئاً بطلب من تركيا التي بدأت تحارب على جبهتين في سورية وشمال العراق، ضد «داعش» والأكراد حزب العمال الكردستاني . وتشكل مشاركة تركيا بهذه الكثافة والنشاط في العمليات العسكرية مفاجأة لحلفائها. فالغرب سيساند عملياتها ضد «داعش»، ولكن هجماتها ضد الأكراد الذين يقاتلون ضدّ «داعش» في العراق وسورية كانت موضع انتقاد شديد من جانب حلفاء تركيا. وهنا يطرح السؤال نفسه: هل تنوي تركيا توريط الناتو في نزاعها مع الأكراد؟
بدأت العمليات العسكرية التركية ضد «داعش» عقب العملية الإرهابية التي نفذت في مدينة سروج الواقعة قرب من الحدود السورية، أي كانت هذه العملية نقطة التحول في الاستراتيجية التركية، لأنه ـ أولاً، بدأت تركيا في تنفيذ رغبات واشنطن في توسيع مساهمتها في التحالف الدولي ضدّ «داعش». وثانياً، إذا كانت أنقرة تتهم دائماً النظام السوري في المشاكل الحدودية سابقاً، فإنها حالياً تحمّل الإسلاميين مسؤولية هذه المشاكل.
الهجمات الجوية التركية ضد مواقع «داعش» لن يكون لها تأثير كبير في مجريات الحرب، لأن مسلحيها يملكون خبرة كبيرة في مواجهة مثل هذه الهجمات، أي لن تكون الهجمات الجوية التركية أكثر من وخزة دبوس.
أما العمليات العسكرية البرّية، فالأمر مختلف، لأن الجيش التركي يملك قدرات عسكرية كبيرة، وفي حالة دخوله الحرب البرية سيغيّر حتماً ميزان القوى على جبهات القتال، ويضعف «داعش». ولكن رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو أعلن من جديد أنّ هذا الاحتمال غير وارد.
من جانب آخر، فإن الخبراء لا يعتقدون أبداً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يهدف بصورة جدية إلى تقويض مواقع «داعش». لأنه حتى وقت قريب كانوا في أنقرة يعتبرون نظام الأسد يشكل الخطر الأكبر على تركيا، وكانوا يعتبرون معارضيه حلفاء تكتيكيين.
قال أوغلو ردّاً على سؤال لوسائل الاعلام المحلية، إن ما تقوم به أنقرة لم يسبب ردود فعل سلبية من جانب داعمي النظام السوري ـ روسيا وإيران.
كان أوغلو قد أعلن عند تعيينه رئيساً لوزراء تركيا قبل سنة، عقيدته المعروفة بـ«لا مشاكل مع الجيران»، التي يكمن جوهرها في تحسين علاقات حسن الجوار مع جميع البلدان المجاورة لتركيا. ولكن الساسة الأتراك اعترفوا منذ وقت مضى بفشل هذه العقيدة، وها هو منظّرها يعترف بذلك شخصياً بقوله إن التغيرات الكبيرة في ميزان القوى في المنطقة، نتجت عن الهجمات الجوية التركية على مواقع حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية، في شمال العراق.
إن فتح الجبهة الكردية سبقته عمليات ضد قوات الشرطة والجيش التركي، والتي أعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عنها. هذه العمليات اعتبرتها السلطات التركية كبرهان على أنه لا يمكن استمرار الحوار مع الأكراد، الذي بدأ عام 2013. أي انه من حق الجيش التركي القيام بعمليات عسكرية ضدهم حتى ضد مواقعهم داخل العراق.
ماذا في شأن الاجراءات المستقبلية لقوات التحالف؟ هذه الاجراءات ستناقش خلال الاجتماع الطارئ للناتو الذي سيعقد في بروكسل. وقد حذّر سكرتير عام الحلف ينس شتولتنبرغ في تصريحات له، السلطات التركية من التصعيد وقال: من المهم ألا تؤدّي الاجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب، إلى تصعيد النزاع من دون الحاجة إلى ذلك. كما دعت آنجيلا ميركل خلال اتصال هاتفي برئيس وزراء تركيا إلى عدم وقف عملية السلام مع الأكراد.
«فايننشال تايمز»: فشل السياسة التركية إزاء سورية
تناول الكاتب ديفيد غاردنر التحوّل في السياسة التركية إزاء تنظيم «داعش» بعد التفجير الانتحاري الذي نفّذه الأسبوع الماضي وراح ضحيته 32 من النشطاء في مركز ثقافي قرب الحدود السورية. وأشار في ذلك إلى قبول تركيا طلب واشنطن لفتح قاعدة إنجرليك للمقاتلات الأميركية لشنّ غارات على التنظيم.
وأشار الكاتب ـ في مقال نشره في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية ـ إلى أن سياسة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم تغيرت بالتأكيد، وانتقلت تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان إلى سياسة الهجوم، وأن أردوغان يسعى إلى كسب أصوات القوميين ويحاول وصم التحالف المؤيد للأكراد بالإرهابي، بسبب إحباطه خططه في الحصول على غالبية ساحقة لتحصين الرئاسة بصلاحيات مهيمنة.
وأضاف أن سياسة تركيا إزاء سورية واستراتيجيتها تجاه الأكراد قد تفككتا، وأن هذا يبدو واضحاً في المكان الذي تقصفه تركيا، إذ إنها تضرب في شمال غرب سورية الذي يوجد فيه أنبوب المساعدات الحدودي لجماعة أحرار الشام وليس أبعد إلى الشرق حيث يقاتل تنظيم «داعش» مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي مقاتلو الأكراد السوريون الذين يقاومون التنظيم .
وانتقد غاردنر موقف الحكومة التركية على أنها بذلك تنظر إلى الأمر وكأن هناك «داعش» سيئاً وآخر جيداً، أو على الأقل هناك تنظيم مفيد يمنع حزب الاتحاد الديمقراطي من عبور الفرات والالتحام بالمناطق الكردية داخل سورية، ونبه إلى أن تركيا ـ شاءت أم أبت ـ متجهة نحو حرب شاملة.
وفي السياق، نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن المسؤولين الأميركيين أكدوا موافقة الإدارة الأميركية على المطالب التركية لإقامة منطقة آمنة محمية من قبل التحالف في شمالي سورية مقابل السماح للمقاتلات الأميركية باستخدام قواعد تركيا العسكرية لمهاجمة تنظيم «داعش».
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة أردوغان كانت تضغط منذ فترة طويلة من أجل منطقة عازلة أو منطقة حظر طيران داخل سورية، جزئياً لإقامة ملاذ آمن للاجئين السوريين، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك حتى الآن خشية أن يثير ذلك صدامات مع القوات الموالية للرئيس الأسد وإغضاب حلفائه الإيرانيين والروس.
وقالت الصحيفة إن الاتفاق الأميركي ـ التركي في شأن منطقة آمنة سيزيد الضغط على البرلمان والحكومة البريطانيين للسماح للمقاتلات البريطانية بالتحليق فوق سورية إلى جانب الولايات المتحدة، كما الحال في العراق، وسيثير تساؤلات عن عملية السلام الكردية.
«تايمز»: الحرب ضدّ «داعش» خارج العراق وسورية لا تزال ضعيفة ومتردّدة
نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً تقول فيه إن الحرب ضد تنظيم «داعش» خارج العراق وسورية لا تزال ضعيفة ومترددة. ولكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هدّد بشن عمليات عسكرية ضد معسكرات تدريب التنظيم في ليبيا إذا مثلت خطراً كبيراً على بريطانيا.
وتقول الصحيفة إن الأجهزة الأمنية خلصت إلى أن الهجوم على منتجع سوسة التونسي الذي راح ضحيته 38 سائحاً، من بينهم 30 بريطانياً، نفّذه مهاجم تلقى تدريبه في ليبيا. وترى الصحيفة أن تفكك الدولة الليبية سمح لتنظيم «داعش» أن ينتشر في المناطق التي ينعدم فيها القانون، وأن يجد لنفسه موطئ قدم في شمال أفريقيا، وأن يبدأ في نشر الفوضى في تونس.
وتقول الصحيفة إن استهداف قواعد تنظيم «داعش» في ليبيا تخيّم عليه ذكرى التدخل العسكري في ليبيا عام 2011. إذ يعتقد البعض أن الهجمات الجوية التي شنتها بريطانيا وفرنسا بدعم أميركي هي سبب الفوضى الحالية في ليبيا.
وترى الصحيفة إن الحكومة البريطانية يجب أن تتخذ اجراء ضد تنظيم «داعش»، ولكن إي اجراء عسكري، بحسب الصحيفة، لن يكون مجدياً إلا اذا كان ضمن استراتيجية أوسع، فالغارات الجوية بمفردها لن تنجح في التصدي للمشاكل التي جعلت من ليبيا بيئة جاذبة للمتطرّفين.
«إندبندنت»: الحرب في اليمن دفعت ستة ملايين شخص إلى حافة المجاعة
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في عددها الصادر أمس الثلاثاء مقالاً لأليستار داوبر يقول فيه إن تقريراً نشرته منظمة «أوكسفام» يشير إلى أن الحرب المستمرة في اليمن منذ أربعة أشهر دفعت أكثر من ستة ملايين شخص إلى حافة المجاعة.
وأضاف أن أبعاد الأزمة الإنسانية في اليمن اتضحت بعدما سمحت هدنة مدتها خمسة أيام بين الأطراف المتناحرة بوصول عمال الإغاثة إلى بعض أكثر المناطق تضرّراً.
ويقول أن الصورة الصادمة للنقص الفادح في الغذاء أوضحتها «أوكسفام»، التي تقول إنه منذ بدء الغارات الجوية بزعامة السعودية في آذار الماضي يصبح 25 ألف شخص إضافيين كل يوم من دون غذاء أو إمدادات أساسية، ويواجه 13 مليون شخص، نصف عدد سكان اليمن، نقصاً في الغذاء.
وتقول «أوكسفام» إن القتال في اليمن أدّى إلى كارثة إنسانية تنذر بأكبر عدد مسجل على الإطلاق لمن يعانون الجوع ويعيشون في مجاعة.
ويضيف داوبر أنه حتى قبل اندلاع الحرب، كان اليمن من أفقر الدول في الشرق الأوسط وكانت فيه ثاني أعلى نسبة لسوء التغذية في العالم. والآن في محافظة صعدة في شمال اليمن تحذر «أوكسفام» أن 80 في المئة من السكان ـ نحو 670 ألف شخص ـ يعانون الجوع، و50 في المئة منهم يعانون الجوع بصورة حرجة.