المعلّم: سورية تبدأ اليوم مسار الحل السياسي
أشار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحافي مع نظيره وزير خارجية لوكسمبورغ جین سلبورن إلى «أن ايران كانت ولا تزال مستعدة للمساعدة في حل الأزمة السورية».
وقال ظريف: «إن على من يرى الحل في سورية عسكرياً ويدعم المجموعات الارهابية التي تحول دون تحقيق الشعب السوري تطلعاته ان ينظر الى الحضور الواسع للسوريين المهجرين في الانتخابات بخاصة في لبنان الاسبوع الماضي».
وخاطب وزير الخارجية الإيراني من يدعم الحل العسكري في سورية قائلاً: «لماذا تحولون دون تقرير الشعب السوري مصيره؟ ولماذا تحكمون على مستقبل سورية سلفاً؟ لماذا لا تسمحون للشعب ان يحسم خياره؟». وأوضح: «أننا قلنا مراراً ان الحل للازمة الانسانية والاقليمية في سورية يكون بفسح المجال امام السوريين لتقرير مصيرهم بانفسهم وصناديق الاقتراع هي افضل الطرق لذلك»، معتبراً انه «يجب ان تتاح الامكانية لاقتلاع التطرف والعنف والطائفية وإشراك كل السوريين في إعادة اعمار بلادهم واعادة الظروف العادية الى البلد».
وقال رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي خلال مشاركته في مراقبة الانتخابات السورية أمس «إننا كما كنا في الصعاب الى جانبكم جئنا نشارككم في الافراح، جئنا من إيران لنؤكد اننا الى جانب سورية والى جانب المحور الرئيس للمقاومة».
واعتبر بروجردي: «أن الشعب السوري رد في شكل قوي على جرائم اميركا وحلفائها على مدى 3 سنوات، وما نشاهده في العملية الانتخابية تطوراً سياسياً مهماً في الساحة السورية»، موضحاً انه قال للرئيس السوري بشار الأسد «أنه جاء الى سورية تحدياً لأميركا».
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم «أن السوريين يسجلون اليوم إرادتهم الحرة في انتخابات ديمقراطية شفافة تعددية ويختارون من سيقودهم في المستقبل كما يسطرون مستقبلهم بكل حرية ونزاهة»، مؤكداً: «أن لا أحد مهماً سوى الشعب السوري ولا أحد يمنح الشرعية إلا الشعب السوري»، وقال أن حلف العدوان على سورية «سيرى أنه باء بالفشل وأن الطريق أمامه بات مسدوداً».
وأكد الوزير المعلم أن إرادة الشعب السوري التي ستنعكس في صناديق الاقتراع «ستفرض واقعاً جديداً لا يستطيع أن يتجاوزه أحد» مشدداً على أن «إرادة السوريين فوق كل الإرادات ومعظمهم يريد عودة الأمن والأمان ومكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وهذه هي شعارات المرحلة المقبلة».
وأشار المعلّم إلى أن «هذا الإقبال مؤشر على أن الشعب السوري يعي تماماً معنى الديمقراطية وكيف يمارسها وهو اليوم يعبر عن إرادته ويعطي شرعيته لمن سيقوده في المرحلة المقبلة ولمستقبله».
وعن إمكانية تغير المواقف الدولية تجاه سورية بعد الانتخابات رأى المعلم «أن أقل وصف يمكن أن نطلقه على الدول التي تآمرت على سورية إذا لم تعِد النظر في حساباتها بأنها دول مكابرة»، مبيناً أن «المؤامرة وصلت إلى حائط مسدود فهل هناك من يرغب بنطح الحائط» وقال: «أعيدوا النظر في مواقفكم وسياساتكم إذا كنتم فعلاً تحترمون إرادة الشعب السوري وإذا كنتم فعلاً أصدقاء للشعب السوري فأعيدوا النظر في مواقفكم وإلا فإن ما يصيب سورية اليوم سيرتد ويصيبكم غداً».
وأكد الوزير السوري أن دمشق «لم تلمس من الأمم المتحدة ومنظماتها احترام قرارات مجلس الأمن الداعية لمكافحة الإرهاب مع إن هذا واجب»، وأضاف أن «ما يقال لنا فردياً من بعض الدول الأوروبية أنهم يريدون تعاوناً امنياً لمكافحة الإرهاب ونحن نقول بمعزل عن الموقف السياسي إن الابتعاد عن المؤامرة في الأزمة والاعتراف بشرعية الشعب السوري وإرادته هو المدخل لأي تعاون في المستقبل».
الى ذلك، أكد المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية ماهر حجار أن الانتخابات رسالة «لكل من يريد سفك الدم السوري وتخريب وتدمير سورية ولكل هؤلاء الذين كانوا يتحدثون باسم الشعب بأننا أصحاب الصوت الحقيقي ومن يريد أن يتحدث باسمنا فلن نسمح له ولا نريد لأحد أن يكون وصياً علينا».
وأكد حجار أن ما يجري في سورية «هو استفتاء ثانٍ على الدستور وعلى ثوابت الشعب السوري الوطنية وعلى وحدة أراضي الجمهورية وسيادة الدولة على جميع أراضيها» مشيراً إلى أن «الانتخابات صفعة قوية ومهينة لكل الدول التي تآمرت على الشعب السوري وأرسلت الإرهابيين لسفك دمائه فها هو اليوم يؤكد أنه صاحب القرار والسيادة».
وأشار المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية الدكتور حسان النوري إلى أننا نشهد اليوم «انتصاراً وطنياً كبيراً وبعداً جديداً لسورية لأنها ستكون بعد الانتخابات سورية الجديدة والتعددية السياسية والديمقراطية التي تقبل الرأي والرأي الآخر وجميع الألوان».
ولفت النوري إلى أن الإقبال الجماهيري والشعبي الهائل على الانتخابات دليل على أن الشعب اتخذ قراره، متوقعاً أن «يحتاج هذا الإقبال إلى التمديد ليوم آخر نتيجة الضغط الكبير». وأضاف إن «الرئيس بشار الأسد لديه شعبية كبيرة ولديه منافسون أقوياء وأعد السوريين إن أصبحت رئيساً للبلاد بأن أسير في مشروع المصالحة الوطنية ومشروع الحوار السليم السوري- السوري ومحاربة الإرهاب للوصول إلى السلام والأمن والبدء بمشروع إصلاح وطني حقيقي اقتصادي وإداري واجتماعي نحن بأمس الحاجة إليه».
واعتبر النوري نفسه «ممثلاً للمعارضة الوطنية الداخلية التي تقدم لوناً مختلفاً وطنياً بامتياز وتساهم في بناء الوطن الذي يحتاج لكل أبناء شعبه»، مبيناً أنه «لا يوجد تنسيق مباشر بينه وبين المعارضين في الخارج وأنه يدعم الشكل الجديد لبعض المعارضين في الخارج وكل مواطن شريف يحاول أن يعود عن الخطأ ويمارس دوره الوطني من أجل انتصار سورية».
ميدانياً، تمكنت وحدات الجيش السوري في حلب من استعادة السيطرة على ثلاث قرى في الريف الجنوبي الشرقي للمدينة هي عزان الصفارية وقيقان وتل شهيد وكتيبة الدفاع الجوي المشرفة على الأتوستراد الدولي الواصل بين حلب ودمشق.
وتمكن الجيش من تعزيز خطوط الإمداد العسكري له، كما استطاع تأمين المساعدات لأحياء حلب الغربية، بعد أن فتح الطريق قبل أشهر من السفيرة الى خناصر ومن ثم إلى حماة.
وعمل الجيش السوري على حماية وتأمين الطريق الدولي من أي استهداف برمايات المسلحين أو قطعه، لأن المعركة في حلب تركز في أولوياتها على قطع طرق الإمداد عن الجيش، حيث تجلى هذا في محاولة الهجوم على الراموسة قبل أشهر لسد منفذ المدينة الوحيد من جهة الجنوب، لكن الجيش استطاع صد هذا الهجوم بعد أسبوعين واستعادة أجزاء واسعة من المنطقة وفتح طريق الإمداد مجدداً.
وتسعى القوات السورية في عمليتها هذه إلى توسيع تمددها بالمناطق المحيطة بطرق الإمداد وحمايتها، مع استعادة عشر قرى أخرى وبعض المزارع والمرتفعات المحيطة بها قبل يومين في استكمال لعملياته العسكرية في ريف حلب وفي المدينة أيضاً.
وفي دمشق، كثف الجيش عملياته في محيط العاصمة، واستهدفت وحداته تجمعات المسلحين في محيط المليحة وجوبر وداريا ومناطق جسرين وعربين وزبدين ودير العصافير وسقبا وحمورية، فيما نفذت وحدات اخرى عمليات في مناطق زملكا وحرستا وعدرا ودوما.
وفي حمص، استهدف الجيش مسلحين في تلدو وعقرب بالحولة وفي كيسين وأم شرشوح ومحيط جبورين بالرستن وفي تل السلاسل ودير فول بتلبيسة وفي خربة التحتا وأم صهريج والبرغوثية وسلام غربي بريف حمص الشرقي وفي وادي الميرة ووادي العقيبة بريف القصير والشنداخية وعرشونة بريف حمص الشرقي وطلف وعين حسين وعز الدين وتلبيسة والسعن.