مرشح من 14 لا يرفضه حزب الله… أو قهوجي
يوسف المصري ـ خاص
كانت «البناء» أكدت قبل أيام نقلاً عن مصادر مطلعة أنّ زيارة السفير الأميركي ديفيد هِلْ الشهر الماضي إلى السعودية أنتجت رؤية أولية حول مواصفات الرئيس العتيد، ومفادها رئيس من 14 آذار لا يستفز الحدّ الأدنى من الاستقرار في البلد، ويحظى بالتالي بموافقة حزب الله عليه.
والسؤال الذي ساد أمس أوساط سفارات غربية وعربية مهتمة بعد تبلغها خبر اعتزام وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة بيروت، تركّز حول ما إذا كان كيري يحمل معه كلمة السرّ الأميركية حول اسم الرئيس العتيد، أو أقله مواصفاته، وذلك على نحو يطابق الرؤية التي وضعها هِلْ مع الرياض؟
والواقع أنه استناداً إلى ما تسرّب من إجابات عن هذا السؤال داخل أروقة سفارات معنية بهذا الملف، فإنه يمكن تسجيل المعطيات التالية التي طرحت كتفسير لأسباب زيارة كيري لبيروت:
أول هذه المعطيات أفاد بأنّ هذه الزيارة يقف وراءها في الشكل سببان اثنان أولاً استجابة أميركية لطلب تقدم به البابا من الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء زيارة الأخير لروما، ومفاده إبداء اهتمام أميركي بالاستحقاق الرئاسي اللبناني، والثاني محاولة أميركية للردّ على سيل التكهنات الإعلامية والديبلوماسية التي سادت أخيراً حول أنّ واشنطن لا تضع لبنان في هذه المرحلة ضمن أولوياتها.
والواقع أنّ مجرّد التوقف عند توقيت هذه الزيارة يؤكد المعنيين الآنفين، حيث أنّ كيري يقتطع وقتاً ثميناً من أجندة مواعيده المكتظة في هذه الفترة ليخصّصه لزيارة بيروت. فكيري مرتبط خلال الأيام القليلة المقبلة بمواعيد مهمة في فرنسا، وأيضاً برفقة زيارات خارجية مهمة سيقوم بها الرئيس الأميركي.
أما ثاني هذه المعطيات، فقد أفاد بأنّ الهدف الضمني الأساس لزيارة كيري يتمثل باعتزامه تقديم الدعم الأميركي للرئيس تمام سلام في نسخته الجديدة كرئيس لحكومة تصريف أعمال رئيس الجمهورية في مرحلة الفراغ، بالإضافة إلى كونه رئيساً لحكومة «المصلحة الوطنية».
وتتوقع المصادر عينها أن يعلن كيري أمام الصحافيين اهتمام واشنطن بالاستحقاق الرئاسي، ولكن ضمن جلساته المغلقة سيؤكد رضا أميركا على أداء الحكومة السلامية وحرصها على تعزيز تجربتها في فترة الفراغ الرئاسي.
وتجزم هذه المصادر بأنه من وجهة نظر الخارجية الأميركية فإن حكومة سلام هي الأفضل من حيث إنجازاتها على مستوى صيانة الاستقرار في لبنان المطلوب دولياً، قياساً بكل الحكومات اللبنانية منذ العام 2005 حتى الآن.
وبحسب هذه المصادر فإنّ هدف زيارة كيري لبيروت في هذا التوقيت الذي يسود فيه الجدال عن موقع حكومة سلام في مرحلة الفراغ الرئاسي، يشبه إلى حدّ بعيد لجهة مقدار الدعم الذي تقدمه لسلام، حملة الدعم الدولي التي قادتها واشنطن لدعم بقاء حكومة ميقاتي اثر اغتيال اللواء وسام الحسن، وذلك تحت عنوان أنه «الأفضل» لصيانة الاستقرار في لبنان آنذاك.
ثالث المعطيات الكامنة وراء الزيارة ودائماً من وجهة نظر معلومات تسرّبت أمس من كواليس سفارات غربية وعربية في بيروت، لا تستبعد أن يبلغ ناظر الخارجية الأميركية جهات معنية في لبنان بالمواصفات التي وضعها هِلْ مع الرياض حول هوية الرئيس العتيد، وهو واحد من اثنين: رئيس من 14 آذار غير مستفزّ ولا يعارضه حزب الله، وهنا يتمّ طرح روبير غانم كنموذج وليس بالضرورة كمرشح بذاته، أو العودة إلى معادلة اليرزة بعبدا، أي جان قهوجي أو شخصية تشبهه يسمّيها الفاتيكان، أي أعلى مستوى مسيحي في العالم.
ولكن هذه المصادر تؤكد أنه على رغم إمكانية أن يطرح كيري مواصفات رئيس الرؤية الأميركية/ السعودية المشتركة، إلا أنّ أساس رؤية واشنطن للبنان في هذه المرحلة لا تعطي الاستحقاق الرئاسي اللبناني أولوية بقدر اهتمامها بتعزيز تجربة الحكومة السلامية بانتظار نضوج الوقت الإقليمي والدولي لانتخاب فخامة الرئيس العتيد.