خامنئي: إيران انتصرت بجميع المواجهات مع أميركا
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن الولايات المتحدة قامت بكل المؤامرات لإسقاط إيران وواجهت الفشل وانتصر الشعب بوعيه. وأشار في خطاب وجهه أمس لمناسبة الذكرى الـ 25 لرحيل الإمام الخميني إلى أن مساعي أعداء الإسلام لن تنجح في اقتلاع الصحوات الإسلامية، مبيناً أن العدو الحقيقي هو من يدعم حركات الإرهاب والتكفير ويثير الحساسيات بين المسلمين. وأضاف: «إن الغرب نفذ كل ما كان يستطيع أن يفعله في عدائه لإيران، وعلى الأعداء أن يدركوا أن من أخطائهم الاستراتيجية العمل على توجيه ضربة للصحوة الإسلامية في منطقتنا»، معتبراً أن هذه الضربات قد تنجح في بعض المناطق لكنها تبقى بتراء.
وأكد الخامنئي أن إيران استطاعت بملايينها الـ 75 أن تقف في مواجهة الكيان الصهيوني والدفاع عن المظلومين بكل قوة، وأن التجربة التي حققها الشعب الإيراني خلال العقود الماضية ستوصله إلى القمة، مشدداً على حق الشعب في النهوض والشموخ. وأضاف إن من التحديات التي تواجهها ايران هي العراقيل التي يضعها الاستكبار أمامها، وإن أميركا تدرك أنها لا تستطيع اعتراضنا، وعلينا التعرف على الموانع التي تعترض مسيرة النهوض من أجل تجاوزها.
ولفت الخامنئي إلى وجود دول مستبدة ورجعية تدفع أتاوات لأميركا فتدافع عنها الأخيرة لأنها دول خانعة، مشيراً إلى وجود صنف ثان من الدول التي وضعت نفسها في موضع تنفيذ الإرادة الأميركية، معتبراً أن الدول الاوروبية تواكب الإرادة الأميركية وترضخ لها، لكن أميركا تقوم بالتجسس عليها ولا تقدم لها اعتذاراً.
وأكد أن الهجوم العسكري لم يعد أولوية لدى الإدارة الأميركية لأنها أدركت أنه يرتد عليها، موضحاً أن أميركا اعتمدت أسلوباً آخر في الهجوم على البلدان من خلال العمل من داخل تلك البلدان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تقوم الآن بدعم الانقلابات العسكرية أو تحريك فئات من الشعوب فيما يسمى الثورات الملونة، وأن أميركا تسعى إلى إثارة الخلافات في البلدان التي تعارضها.
وتابع الخامنئي: «أميركا تشكل المجاميع الإرهابية كما في العراق وأفغانستان وأرادت أن تفعلها في إيران، وهذه المجاميع الارهابية كالمنافقين تعيش في أحضان أميركا، وهي قامت باغتيال علماء الدين والعلماء النوويين في إيران».
وفي السياق، رفضت إيران تصريحات وزارة الخارجية الأميركية حول موضوع حقوق الإنسان فيها، معربة عن أسفها من استمرار النظرة السياسية والانتقائية لهذا الموضوع بهدف تحقيق أهداف ومصالح خاصة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إن واشنطن اتخذت موقفها من قضية الإعدام بإيران بالاستناد إلى شخص محدد أدين بمشاركته في عمليات إرهابية وقتل.
وأكدت أفخم أن الانتهاكات الأميركية لحقوق الإنسان في سجني أبوغريب وبغرام وفرض الحظر وإثارة الحروب ومقتل الأبرياء بواسطة الطائرات الاميركية من دون طيار، لن تبقي مجالاً لأميركا لإبداء آرائها حول وضع حقوق الإنسان في الدول الأخرى.
واعترفت الولايات المتحدة أمس بالتقدم الذي أحرزته إيران حول تقديم معلومات واضحة تتعلق ببرنامجها النووي الذي تجري في شأنه مفاوضات كثيفة منذ بداية السنة. وقال جوزف مكمانوس السفير الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على هامش اجتماع في فيينا، «لا يمكن أن نلاحظ وجود تدابير ونقول إن ذلك لا يكفي. أنها تدابير جيدة».
وتجري إيران مفاوضات مع مجموعة «5+1» حول اتفاق نووي، على أن تستأنف المفاوضات في 16 حزيران في فيينا من أجل إبرام اتفاق نهائي قبل 20 تموز، كما كرر الدبلوماسي الأميركي القول.
واعتبر مكمانوس، في خطاب أمام الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن التدابير التي قبلتها إيران في إطار هذه الجولة الثانية من المفاوضات هي خطوة أولى ويجب تسريع العملية.
وانطلقت أمس في العاصمة النمساوية فيينا محادثات نووية على مستوى الخبراء بين إيران والدول الست وتستمر يومين، وتهدف هذه الجولة إلى معالجة القضايا الفنية المختلف عليها وصولاً إلى الاتفاق على نقاط ذات صلة يفترض أنها ستدرج في مسودة الاتفاق النهائي بين إيران و5+1، حيث تتزامن المحادثات مع اجتماع لجنة حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.