الجيش السوري… روح تصنعها القيادة
ناديا شحادة
عندما تحلّ ذكرى عيد الجيش العربي السوري في ظروف تاريخية كالتي تمر بها سورية، ويسجل فيها هذا الجيش بعد خمس سنوات من معركته المظفرة العديد من الانتصارات والصمود، فلا بد من أن يكون لوقفة الاستذكار بتاريخ هذا الجيش وقع خاص في النفس وبالعودة لمسيرته الطويلة التي بدأت بزمن الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أعاد الثقة للجندي وللضباط بعد حرب 1967، وكانت البداية عام 1970 التي تعتبر نقطة تحول في الصراع العربي ـ «الاسرائيلي»، وذلك بعد قيام الحركة التصحيحية التي قادها في 16 تشرين الثاني، تلك الحركة التي جاءت من أجل بدء مرحلة من التطور والتقدم والازدهار، وبعد انتخابه في 12 آذار عام 1971 كرئيس للجمهورية السورية، وبما أنه كان مهتما في أن يجعل سورية دولة لها وزنها ووجودها وثقلها على الساحة الإقليمية، أعلن في 6 تشرين الأول من عام 1973 القرار التاريخي بخوض حرب تشرين التحريرية التي تعتبر نقطة التحول الأبرز في تاريخ الصراع العربي ـ «الإسرائيلي»، وأعادت الثقة للجندي العربي، حيث استطاع انتزاع زمام المبادرة والتخلص وإلى الأبد من عقدة الخوف والهزيمة، فللجيش العربي السوري روح وعزيمة صنعهما قادته، والبداية كانت من قائد التصحيح في حرب تشرين بتاريخ 6 تشرين الثاني عام 1973 عندما قال أخاطب فيكم اليوم الروح العربية الأصيلة روح الشجاعة والبطولة روح البذل والتضحية روح الفداء والعطاء، وفي اليوم العاشر من المعارك الطاحنة التي خاضتها الجيش السوري ألقى الرئيس حافظ الأسد خطاباً موجهاً للقوات المسلحة قال فيه: «الموت الزؤام ينتظر كل من يحاول أن يذل شعبنا أو يدنس أي شبر من أرضنا»، مضيفا صححنا مفاهيم وأفكاراً كثيرة خاطئة كادت أن تترسخ في العالم الخارجي عن أمتنا، وأعدنا إلى الإنسان العربي ثقته بنفسه بعد إن ضمدنا جراح كرامته المطعونة.
فاستطاع الرئيس الراحل بذكائه أن يرفع مكانة الجندي السوري ويمضي قدماً في تجسيد مواقفه التي جعلت من سورية دولة محورية، فكان بناء الجيش العقائدي من خلال ولادة مؤسسات داعمة للجيش منها الإسكان العسكري ومعامل الدفاع ومؤسسات اجتماعية خاصة بأسر الشهداء، فللرئيس حافظ الأسد رؤية واحدة وحقيقية تنطلق من رؤى استراتيجية قرأت الواقع وحللته ورأى بعينه ما هو آت وما يمكن أن يكون ان لم نحسن التصرف والعمل، واستطاع أن يجتاز كل الصعاب منتصراً وجاء الرئيس بشار الأسد ليتابع المسيرة وعمل على مسيرة بناء الجيش وعمل على إعادة الهيكلة والبناءة العصرية للجيش السوري من خلال الصفقات العسكرية المتطورة التي قام بها مع روسيا بموجب عقود موقعة بين الطرفين، وأكد ذلك الرئيس الأسد في مقابلة اجرتها قناة «روسيا اليوم» في 30 حزيران من العام الحالي، عندما قال إن روسيا تمدّ سورية بالسلاح بموجب عقود موقعة بين الطرفين، فالرئيس بشار الأسد استعد لأي غزو صهيوأميركي محتمل بتحالفه وتنسيقه مع إيران والمقاومة اللبنانية، واستطاع حلف المقاومة من خلال الاتصالات على أعلى المستويات التي جرت وتجري بين المسؤولين السوريين والإيرانيين وقياديي حزب الله أن يحققوا المزيد من الانتصارات منذ بداية الحرب على سورية عام 2011.
فانتصارات الجيش السوري التي حققها منذ حرب تشرين التحريرية عام 1973 إلى انتصاراتها على الإرهابيين في عام 2015 عززت ثقته بنفسه هذه الثقة التي أوجدها الرئيس الراحل حافظ الأسد وسارعلى النهج نفسه الرئيس بشار الأسد، فما قام به من زيارات للتواصل مع الجنود والضباط على جبهات القتال يؤكد دعمه للقوات المسلحة، فزيارته في 31 كانون الأول عام 2014 التي كانت لافتة بدلالاتها وتوقيتها إلى حي جوبر شرق دمشق، حيث تفقد الجنود هناك وـكد لهم أنه إذا كانت هناك مساحة من الفرح في سورية فهي بفضل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري. بالإضافة الى رعايته وزيارته أسر أبناء الشهداء، حيث يشعر بسعادة غامرة عندما يكون مع أبناء وبنات الشهداء، فهذه المناسبة غالية عليه لأنها تحمل معاني كثيرة رمزية وحقيقة وهذا ما أكده خلال الزيارة التي قام بها للقاء أبناء شهداء الحرب على سوريا في 6 أيار من العام الحالي تكريماً لذكرى آبائهم في عيد الشهداء.
الجيش السوري امتلك القوة الروحية وحبه للوطن والتضحية لأجله التي زرع بذورها الأولى الرئيس حافظ الأسد ونماها الرئيس بشار الأسد.