صقر: خطيئة أميركا وحلفائها باستخدام الإرهاب لإسقاط سورية سترتدّ عليهم
لبّى عميد الخارجية في الحزب السوري القومي الاجتماعي حسان صقر دعوة «دار النظرية والتطبيق» في ألمانيا، لإلقاء محاضرة في مدينة هامبورغ حول سورية، حضرها عدد من مجموعات العمل من النمسا وسويسرا وألمانيا، إضافة إلى هيئة الدار ومهتمين وفاعليات، بينهم رئيس الجالية الفلسطينية نادر السقا. وقدّم المحاضرة الدكتور أكرم خلي، الأستاذ المحاضر في جامعة هامبورغ.
تناول صقر في محاضرته عدداً من العناوين، استهلها بالإضاءة على طبيعة الاستهداف الذي تتعرّض له سورية، وقال: «إنّ الولايات المتحدة الأميركية التي تضع في قاطرتها مجموعةً من الدول الغربية والإقليمية والعربية، هي التي شنّت الحرب على سورية، في سياق مخطّط يرمي إلى تشكيل «شرق أوسط جديد» خاضع للمشيئة الغربية وخالٍ من كلّ أشكال الرفض والمقاومة للاحتلال الصهيوني».
وأضاف: «هذه السياسة الأميركية الغربية ليست جديدة، بل هي من ضمن التفكير الاستراتيجي الغربي الذي هو في الأصل، مسؤول عن قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين».
ورأى صقر أنّ الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» أدركتا استحالة الوصول إلى مرحلة يُسلَّم فيها باحتلال «إسرائيل» أرض فلسطين، خصوصاً أنّ سورية تدعم المقاومة في فلسطين ولبنان، فكان القرار بإسقاط الدولة السورية بمساعدة بعض العرب وتركيا الذين لا تقع فلسطين في أولوياتهم، إذا لم نقل إنّ بعض العرب بات شريكاً في قرار تصفية المسألة الفلسطينية.
وتابع: «إنّ أميركا والغرب ارتكبا خطأً جسيماً باللجوء إلى القوى الإرهابية والتكفيرية المتطرّفة واستخدامها كأداة لإسقاط سورية، وهذا الخطأ سيرتدّ حكماً على الغرب، لأنّ أيّ قوة في العالم لا تستطيع ضبط إيقاع قوى الإرهاب والتطرّف، التي تتوسل القتل والعنف كسبب وجوديّ بالنسبة إليها. وأميركا تدرك هذا الأمر، فهي استخدمت «القاعدة» ضدّ الاتحاد السوفياتي سابقاً في أفغانستان، وجاءها الردّ في 11 أيلول/سبتمبر 2001 من الجهة نفسها التي دعمتها في أفغانستان».
ولفت صقر إلى أنّ كلّ ما سوّقه الغرب ووسائل إعلامه وأدواته من العرب وتركيا عن مطالب السوريين بالحرية والديمقراطية في سورية، ليس صحيحاً، فالغرب يستخدم هذه الشعارات من أجل تدمير سورية لأنها تتبنّى خيار الصمود والمقاومة في مواجهة الاحتلال «الإسرائيلي».
وقال: «إن ما شهدناه خلال السنوات الثلاث المنصرمة من جرائم فظيعة ارتكبتها المجموعات الإرهابية ضدّ السوريين، يؤكد أنّ ما حصل ليس ثورة شعب، بل إرهاب متطرّف يسعى إلى تقويض دولة مدنية تشكل نموذجاً لوحدة الشرائح الاجتماعية».
وأشار صقر إلى أنّ أخطر مشهد من مشاهد هذه الحرب على سورية على المستويات: القيَمي والأخلاقي والسياسي، يتمثل في قرار أميركا والغرب بمنع السوريين من المشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية، فأمام صمود سورية واكتشاف أنّ السوريين بغالبيتهم مع دولتهم، دمّر الغرب القيم الديمقراطية التي يتغنّى بها، إذ ليس هناك ما يفسّر دعوات الغرب إلى الديمقراطية في حين يمنعها عن السوريين، فقط لأنه اكتشف أنّ السوريين ليسوا في ضفته، باستثناء الإرهابيين منهم.
وختم صقر مشدّداً على أنّ الاستحقاق الانتخابي السوري كشف للملأ أنّ كلّ ما حدث لسورية، حرب كونية تشكّل اعتداءً على دولة ذات سيادة.
وفي اليوم الثاني، شارك صقر في ورشة عمل مع قادة مجموعات العمل تحت عنوان كيفية الوصول إلى الرأي العام من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لإيصال حقيقة ما يجري في سورية.
وأكّد صقر أنّ هذا الأمر يتطلّب إرادة لدى المؤمنين بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، من أجل التصدّي لكلّ محاولات التعمية وغسل الأدمغة.
وشارك صقر خلال وجوده في هامبورغ في تظاهرة دعت إليها مجموعات يسارية تنديداً بموقف الحكومة الألمانية إزاء سورية، ونقيضه حيال أوكرانيا.