أسد الأمة كيري يستنجد بحزب الله بري وعون يتفاهمان السفير روسي استراتيجي

ناصر قنديل

الرئيس بشار الأسد عنوان لعنفوان العرب وكرامة الخيار المقاوم، لذلك انتصرت له الأمة باستنهاض سورية لتقف وراءه في يوم مهيب من أيام التاريخ، لم تنفع فيه التهديدات ولا التشكيك ولا الحملات ولا الحديث عن النتائج المحسومة، فقد عرف السوريون أنّ عليهم مسؤولية أن يكونوا بأقوى عزيمتهم وأوسع مشاركة يملكون القدرة عليها، ليقولوا للعالم كله إنّ عشرة ملايين سوري خرجوا في الثالث من حزيران ليردّوا على هزيمة الخامس من حزيران عام 1967، واجتياح الرابع من حزيران في عام 1982، ليكون الثالث بالنيابة عن كلّ العرب الردّ المدوّي ليقول إنّ في الأمة قائداً يستحق تولي الراية وتقدّم المسيرة، وللمسيرة التي تحمي سورية هدف واحد هو فلسطين، والخيار الذي لأجله نهضت الأمة بجيشها ومقاومتها وشعبها وأحزابها القومية، هو خيار المقاومة. فألف مبروك لشعب سورية، إنه كان الذي نهض بالمهمة نيابة عن كلّ شعوب الأمة ومناضليها ومقاوميها، ومبروك للأمة قائد مسيرتها ونهضتها الدكتور بشار حافظ الأسد.

زيارة جون كيري تضمّنت استعراضات شاهدها من كان حظهم سيئاً بملاقاة مواكبه الحقيقية والمزيّفة في تنقلاتهم يوم أمس، وشاهدوا الطوافات في سماء بيروت وأكثر من خمسين سيارة موزعة على عدة مواكب متشابهة في عرض لن تُتاح للبنانيين مشاهدته مرة أخرى، وعلى رغم نهاية الزيارة بساعات قليلة فقد تكفّلت بتخريب نهار اللبنانيين، وبقيَ السير معطلاً لساعات طويلة في الشوارع الرئيسية، وعلى قلب 14 آذار سمن وعسل فهو ليس انتخابات النازحين السوريين للرئيس بشار الأسد كي يجري استحضار حب الحياة في وجههم، وتهديدهم بلقمة عيش تعطى لنازح بلغة عنصرية مقرفة ومخجلة. والمهم أنّ كيري غادر والذين التقاهم لم يعرفوا ماذا جاء يفعل إلا بسماع تصريحاته وكلامه في المؤتمر الصحافي، متحدثاً عن رئاسة قوية في البرلمان بما بدا عدم توازن ذهني في كلامه عن الفراغ ومكانه في رئاسة الجمهورية، ودعوته إلى دعم الحكومة ومسؤولياتها في ملء الفراغ، لكن اللافت كان النداء الذي وجهه كيري إلى كلّ من روسيا وإيران للمساعدة في الحلّ السياسي، لكن المدهش كان استنجاده بحزب الله ليكون شريكاً في الحلّ السياسي. والانطباع العام كان أنّ الزيارة لا وظيفة سياسية لها بقدر ما هي ملء الارتباك بنتائج الانتخابات الرئاسية السورية، بالحركة وتصنيع حدث إعلامي يحجب الإعلام اللبناني عن منح عناوينه الأولى لنصر سورية.

كان اللقاء الذي جمع الرئيس نبيه بري بالعماد ميشال عون مهمّاً ومدار متابعة، خصوصاً لما دار فيه من تداول في الخيارات المتصلة بثلاثة محاور، أولها الرئاسة وكيفية تحريك الجمود حولها، وثانيها الحكومة وكيفية حفظ مستوى معيّن من استقرارها وأدائها من دون المساس بمعادلات الصلاحيات، وثالثها التشريع وضرورة منح المجلس النيابي المكانة التي تبقيه مؤهّلاً بنظر الرأي العام لاستنقاذ الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية ولايته الممدّدة.

السفير الروسي في بيروت في حديث خاص إلى «البناء» يقول كلاماً هاماً مفصلياً تجاه القضايا الدولية والإقليمية، وأهمّه كلامه عن أن لا مقايضة بين الرئيسين السوري والأوكراني، فالرئيس السوري شرعي بقوة وزخم اندفاع شعبه ووقوفه خلفه، والرئيس الأوكراني محاولة لتشريع ما هو غير شرعي، وهذا يعني أن ليس لدى أميركا ما تفعله بعد نصر الرئيس السوري، بينما لدى روسيا الكثير لتفعله بعد تنصيب الرئيس الأوكراني، وما يعني أنّ السفير الروسي استراتيجي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى