تماسك سورية أدى إلى فشل «الربيع العربي»… والانتخابات السورية هي معركة لاستعادة النفوذ الدولي لمحور المقاومة المرحلة المقبلة لاستنهاض الطاقات السياسية الكامنة في سورية… والحكومة الأولى بعهد الأسد هي حكومة مصالحة
تصدّرت أوضاع الانتخابات السورية محاور البرامج السياسية على القنوات الفضائية، في أجواء التغيرات على الصعيد السوري بعد يوم حافل شهدته العاصمة دمشق وباقي المناطق، فذهب أول من أمس المواطن السوري للاقتراع للمرة الأولى على رغم الأجواء التي حاول الإرهابيون من خلالها إخافة السوريين لمنعهم من الإدلاء بأصواتهم لمصلحة الرئيس بشار الأسد.
تعرضت سورية طيلة الفترة الماضية للمواجهة الغربية في ظل تأييدها لجبهة المقاومة ورفضها للعدوان «الصهيوني»، لذلك تلعب سورية دوراً إقليمياً بارزاً دفع الحلف الأميركي الغربي للتعاون ضد سورية من أجل تفتيت بنيتها الأساسية وتفكيك شعبها. فالجانب الغربي الخليجي أصبح على دراية كاملة بأن تماسك الشعب السوري أكبر من أي اعتبار دولي رخيص، وقد أثبت هذا الشعب منذ يومين قدرته على التغيير والإعمار، ففي ظل الإرادة الشعبية الوطنية تسقط الإرادة الخارجية المتحالفة لتدمير سورية.
شرعية الدولة السورية تكرست بفضل الموقف الوطني للشعب السوري الذي وقف بوجه العدوان الغربي من خلال اقباله بكثافة على صناديق الاقتراع، لذا شفافية هذه الانتخابات جعلت الدور الذي تلعبه سورية في المنطقة أقوى من قبل.
تشير هذه المرحلة إلى أن الرئيس بشار الأسد هو من سيستمر بقيادة سورية، فهو كان دوماً يسعى باتجاه التغيير، وهو يمتلك الشروط الموضوعية لتحقيق ذلك، فاستمرار الأسد في الحكم هو استمرار لنهج المقاومة. كما أن الشعب السوري مدرك تماماً بأن الأسد هو من سيقود البلاد إلى بر الأمان، فاليوم التوافق الشعبي السوري هو أهم ما يريده الأسد، كما أن هذا التوافق يمنع أي محاولات لهز البلاد أو شرذمة الشعب.
أما بالنسبة لما جرى في لبنان فقد أدهش مشهد توافد الناخبين السوريين الكثير من الدول التي راهنت على أن هذه الانتخابات لن تجرى أو تحقق أية أهداف إيجابية على الصعيد السوري، لكن هذا التوافد أثبت جدارة القيادة السورية فعلاً في مواجهة الجهات المتحالفة ضد سورية، في حين يأتي قرار وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق انسجاماً مع موقف قوى 14 آذار للتأثير على مشاركة النازحين السوريين في الانتخابات، إلا أنه على ما يبدو لا يدرك ما يحصل في المنطقة.