قنديل لـ«المنار»: المرحلة المقبلة لاستنهاض الطاقات السياسية الكامنة والحكومة الأولى بعهد الأسد هي حكومة مصالحة
أشار النائب السابق ورئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل إلى أن «المعروف في التقارير الأميركية – الغربية أنه حتى لو شارك جميع السوريين في الانتخابات الرئاسية بموالين ومعارضين فالأسد سيفوز، والمسألة لم تكن فوز أو عدم فوز الأسد لأنهم يعرفون أن الأسد سيفوز بأصعب الظروف، فالمشكلة كانت تكمن في مشاركة السوريين بهذه الانتخابات»، مشيراً إلى أن «مشهد سورية أول من أمس يشبه مشهد زحف الجنوبيين في 14 آب عندما تحدوا الجميع وعادوا إلى قراهم».
وأضاف: «أعتقد أن هناك عوامل كثيرة مساعدة للمشهد الحاشد للسوريين في لبنان المقبلين على الانتخاب بحرارة، لكن العامل الحاسم أن النازح السوري في لبنان أو تركيا أو الأردن خرج من سورية وبذهنه أنه يدعم مشروع صيغة سورية الموحّدة، ما لبث أن بدا واضحاً أن المعارضة وقرارها تابعة إلى قوة القابضة التي لا تشبه السوريين بممارستها وخطابها»، متسائلاً: «كيف تكون معارضة مدنية سورية مرجعها الملك عبد الله السعودي؟ وكيف يعلّم السوريين درساً بالديمقراطية من يحتاج من يعلّمه وهو في ممالك وإمارات ليس لها قانون ودستور أصلاً»؟
وأضاف قنديل أن «المواطن السوري رأى مشهداً أعاد بذهنه كلام الرئيس بشار الأسد في بداية الأزمة، حيث لم يكن وعي الشعب مطابقاً لوعي القيادة فكان لا بد من منح الشعب وقتاً إضافياً، وهو وقت لتصدق الناس أن هذه مؤامرة ومشروع سياسي وليس موضوع ديمقراطية». مشيراً إلى أن «الانتخابات حسمت تاريخياً بوجود كتلة وطنية عابرة للمذاهب والطوائف، والكتلة الأساسية من السوريين نراها في الجيش والإدارة والشعب، وقيمة ما جرى أول من أمس أنه مشهد جديد يعيه الأسد وقيادته، التي من الواضح أن لديها رؤى لمعالجة مشاكل المرحلة بالإعمار». وقال: «مثلاً سيكون للشركات الوطنية الحصة الأساس، وهذه المرحلة المقبلة ستكون لإعادة نهضة تنموية للطاقات السياسية الكامنة، أما الحكومة الأولى بعهد الأسد فهي حكومة مصالحة».
وأضاف: «نحن أمام معادلة تقول التالي: «الأسد رئيساً لسبع سنوات كاملة وسبع سنوات مقبلة مع تفويض شعبي دستوري لسبع سنوات تعتبر«تفويضاً بالحرب»، والسوريون قالوا في التصويت أن الذي يفتح حرباً على سورية فإن سورية تستطيع شنّ حرب إقليمية وهم خلف الرئيس». مضيفاً: «كان لا بد من منح الصبر اللازم للشعب السوري ليبني حقيقته، لكن كان لا بد من تفويض دستوري لإعطائه للرئيس لأننا أمام متغير كبير».
وأشار إلى أن «الأردن سيجد نفسه مدفوعاً إلى الواجهة من قبل السعودية وسيكون هناك تحدٍ أمام الأردن، فالأميركي يقول أنه سينسحب من أفغانستان وسيبدأ إطفاء المولدات ونحن على أبواب النهايات الكاملة لمشهد الحرب في سورية».
وحول زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للبنان، قال قنديل: «سيقول كيري في بيروت لرئيس الحكومة تمام سلام أعطي كل ما يلزم لتكون حكومة استقرار لأنه قبل 6 أشهر ليس لدينا رئيس في لبنان أي قبل أن تتبلور العلاقة مع الأسد والدور السوري عائد أكثر بكثير، ولا يوجد من سيمنح السعودية جائزة ترضية، فهي تحاول تعويض خسائرها بزوايا أخرى»، مشيراً إلى أن «العماد ميشال عون هو مرشح حلف المنتصرين في الحرب السورية وقد تعزز موقعه بعد انتخاب الأسد».