بوتين قبلة القادة الأجانب في ذكرى إنزال النورماندي اليوم

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إن على روسيا الاعتراف بالرئيس الأوكراني الجديد بيوتر بوروشينكو، مشيراً إلى أن مجموعة G7 مستعدة لفرض عقوبات جديدة على روسيا في حال «استمرار تدخلها في شؤون أوكرانيا».

وأفاد أوباما أن بوروشينكو اعترف بضرورة إقامة علاقات جيدة مع روسيا، مشيراً إلى أن هذا الموقف يمكن أن يمهد لحل الأزمة، مضيفاً أنه لا يمكن عقد صفقات عسكرية مع روسيا في وقت «تزعزع فيه موسكو أمن أوكرانيا»، في إشارة إلى صفقة بيع سفن «ميسترال» الفرنسية إلى روسيا. ورأى أوباما أن لدى موسكو مصالح في أوكرانيا، ولكن لا يمكنها القيام بأعمال وصفها بـ»غير قانونية».

وأكدت مجموعة G7 تمسكها بقرار حل الملف النووي الإيراني عبر الطرق الدبلوماسية ورحبت بجهود المفوضة السامية للشؤون الخارجية للاتحاد الأوربي كاترين أشتون في هذا المجال.

وقال البيان الختامي للمجموعة أمس: «نؤكد مجدداً تمسكنا بالحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني»، داعياً إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتسوية جميع المسائل العالقة. ودعا البيان إيران إلى «لعب دور أكثر فعالية في تعزيز الأمن الإقليمي وحيال سورية ورفض جميع الأعمال الإرهابية والمجموعات الإرهابية». وأعربت المجموعة عن استنكارها لبرنامج كوريا الشمالية لتطوير السلاح النووي والصاروخي، وطالبت كوريا الشمالية بـ»الامتناع عن تطوير السلاح النووي والبرنامج النووي والصواريخ البالستية والتقيد بشكل كامل بالالتزامات في إطار قرارات مجلس الأمن والالتزامات التي انبثقت عن المفاوضات السداسية عام 2005». داعية المجتمع الدولي إلى ضمان تطبيق العقوبات بشكل كامل على كوريا الشمالية، معربة عن قلقها من انتهاك حقوق الإنسان في البلاد.

ودعت المجموعة الدولية أوكرانيا إلى تبني نهج متوازن في إجراء العملية الأمنية في شرق البلاد وأكدت ضرورة إلقاء سلاح كل التشكيلات المسلحة غير الشرعية. ورحّب بيان قمة السبعة الكبار التي عقدت في بروكسيل بجهود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتخفيف حدة التوتر في أوكرانيا وكذلك استعداد سلطات كييف لمواصلة الحوار الوطني الشامل. ونوه بموافقة البرلمان الأوكراني على مذكرة السلام والوفاق ودعا السلطات الأوكرانية إلى مواصلة الإصلاح الدستوري ووضع أساس لتعزيز الديمقراطية وتلبية تطلعات جميع المواطنين في مناطق البلاد كافة.

وأعرب بيان القمة عن ترحيبه بانتخاب بيوتر بوروشينكو رئيساً لأوكرانياً وطالب موسكو بالاعتراف بنتائج انتخابات الرئاسة الأوكرانية، وإكمال سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا ووقف تدفق الأسلحة والمسلحين عبر الحدود واستخدام نفوذها بين الانفصاليين في شرق البلاد كي يقدموا على إلقاء السلاح والتخلي عن العنف.

وحذّرت G7 روسيا من فرض مزيد من العقوبات عليها إن تطلّب الأمر، مشيرة إلى استعداد دول المجموعة لفرض عقوبات على أشخاص طبيعيين وقانونيين دعموا انتهاك سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

اتفق قادة «السبعة الكبار» على دعوة الرئيس بوتين أثناء اللقاء معه في فرنسا إلى التعاون مع رئيس أوكرانيا المنتخب بيوتر بوروشينكو والمساهمة في إحلال الاستقرار في أوكرانيا.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد أعلنت في وقت سابق أنه تقرر توجيه رسالة مشتركة في المحادثات مع الرئيس الأوكراني الجديد وفي اللقاء مع بوتين في ساحات الاحتفال بذكرى إنزال النورماندي، مشيرة إلى أنه من المهم أن تساهم روسيا في إحلال الاستقرار وتخفيض حدة التوتر، ما يعني قبل كل شيء ضرورة التعاون مع رئيس أوكرانيا الجديد.

يذكر أن الرئيس بوتين سيشارك غداً في الاحتفالات التي ستقام في فرنسا لمناسبة الذكرى الـ70 لإنزال قوات الحلفاء ضد ألمانيا النازية في إقليم نورماندي الفرنسي، وهو يعتبر أكبر إنزال في التاريخ أجري عام 1944.

من ناحية أخرى، أعلنت اليابان معارضتها تشديد العقوبات المفروضة على روسيا وعلقت آمالاً على الحوار بين موسكو وكييف. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني يوسيهيده سوغا في مؤتمر صحافي في طوكيو يوم أمس: «إن روسيا تبدي نية إجراء حوار مع السلطات الأوكرانية الجديدة، ونحن سنتابع ذلك باهتمام كبير. لا ينبغي تشديد العقوبات على الفور. نحن نعلّق آمالاً على تسوية القضية من خلال المفاوضات».

وقيّم سوغا عالياً نتائج قمة G7 التي عقدت في بروكسيل وشارك فيها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، مشيراً إلى أن بيان القمة أكد بوضوح أن الدول السبع تعارض أية محاولات رامية إلى تغيير الوضع في العالم بالقوة.

وفي السياق، أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف عن ازدياد عدد القادة الأجانب الراغبين في إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش احتفالات النورماندي. وأشار أمس إلى أن قيادة الاتحاد الأوروبي أبدت اهتمامها بعقد جلسات محادثات مع بوتين في فرنسا، حيث من المتوقع أن يلتقي بوتين نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وقد لفت بوتين في حديث لوسائل إعلام فرنسية عشية الزيارة إلى أنه مستعد لإجراء محادثات مع أي من الرؤساء الآتين للمشاركة في الاحتفالات في النورماندي، بمن فيهم الرئيس الأوكراني المنتخب بيوتر بوروشينكو. فيما أعلن نائب وزير الخارجية الروسية غريغوري كاراسين أنه تقرر إعادة السفير الروسي لدى أوكرانيا ميخائيل زورابوف وذلك بعد الانتخابات الرئاسية هناك، وقال: «الآن وبعد انتخاب رئيس لأوكرانيا تقرر أن يعود السفير إلى كييف ليتابع مهماته وسيشارك في مراسم تنصيب الرئيس بيوتر بوروشينكو».

أعاد المسؤول الروسي إلى الأذهان أن زورابوف استُدعي للاستشارة عندما بدأت الأزمة الأوكرانية نهاية شباط. وستجرى مراسم تنصيب يوروشينكو 7 حزيران في البرلمان الأوكراني الرادا .

في السياق، وصف رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف تصريحات السلطات الأوكرانية حول عدم وجود لاجئين أوكرانيين في روسيا بالكاذبة، مشيراً خلال جلسة للحكومة الروسية أمس إلى ازدياد تدفق اللاجئين بمعدل 3 آلاف لاجئ أوكراني في اليوم معظمهم من النساء والأطفال إلى مقاطعة روستوف الروسية. وأوضح مدفيديف أن 4 آلاف أوكراني طلبوا اللجوء إلى روسيا «وهذا وضع غير مسبوق»، ووصف تصريحات مجموعة G7 التي اعتبرت تصرفات كييف في منطقة جنوب شرقي أوكرانيا معتدلة بالوقاحة، وقال ساخراً: «إن ما يعرف بـ»السباعية» تتحدث هي الأخرى أن تصرفات الجيش الأوكراني ضد شعبه معتدلة… وهذه وقاحة لا تعرف الحدود».

أما مفوض الرئيس الروسي لشؤون حقوق الأطفال بافل أستاخوف فأكد أن أكثر من 8 آلاف لاجئ وصلوا في 4 حزيران من أوكرانيا إلى مقاطعة روستوف، وأن هذا العدد في تزايد. وغرّد أستاخوف على «تويتر»: «إن 8386 لاجئاً بينهم 151 طفلاً وصلوا من الأراضي الأوكرانية إلى مقاطعة روستوف». وأوضح أن في ليلة 2 حزيران وصل 30 طفلاً و26 شخصاً إلى الأراضي الروسية مشياً على الأقدام.

جاء ذلك في وقت، واصلت القوات الأوكرانية قصف بلدة سيميونوفكا الواقعة قرب سلافياسك في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وذكر مصدر في قوات الدفاع الشعبي أمس، أن الليلة الماضية كانت هادئة نسبياً باستثناء إطلاق نار وانفجارات في بعض المناطق.

وقال العمدة الشعبي للمدينة فياتشيسلاف بونوماريوف إن 9 من الدفاع الشعبي قتلوا وأصيب 12 آخرون في هذه الاشتباكات، بينما خسر الجيش الأوكراني طائرتين ومروحيتين و4 مصفحات. وألحقت الغارات الجوية أضراراً بخطوط الكهرباء والماء، ما أدى إلى قطع المياه في 10 مدن بمقاطعة دونيتسك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى