التخلي الدولي عن «النصرة» وملف عرسال

يوسف المصري

أحدث تطور على مستوى المعلومات المسرّبة عن مهمة دي ميستورا لحلّ الأزمة السورية تؤكد تقدّم خطة دولية – إقليمية لإعطاء مواجهة «داعش» وشقيقاته في سورية الأولوية على أي بند آخر في «الحل السياسي»، الذي صار محلّ إجماع دولي وإقليمي على أنه السبيل الوحيد لإخراج سورية من محنتها.

تقول هذه المعلومات إن دي ميستورا سيقدّم خطة للحلّ في تقريره الذي سيقدمه الشهر المقبل في الأمم المتحدة. وسيتضمّن اقتراح «إنشاء جبهة واسعة لمقاتلة داعش والنصرة ومجموعات أخرى متطرفة، والعمل على دمج مجموعات المعارضة المعتدلة داخل الجيش السوري للقيام بهذه المهمة».

تقول هذه المعلومات إن آلية خطة دي ميستورا لا تزال بحاجة إلى إنضاج التوافقات الإقليمية عليها، ولكن ما أصبح محلّ توافق عليه إلى حدّ كبير هو التالي:

أولاً: انتهاء مرحلة سادت مؤخراً إقليمياً ودولياً، وكانت تحاول إنشاء خط مفتعل يميّز بين «جبهة النصرة» و«داعش»، وذلك تحت تبرير أن «النصرة» حالة سورية صرفة وأنها أقلّ تطرفاً من «داعش»، ويمكن من خلال حوار معها أو مع أجزاء في داخلها أن تصبح تنظيماً إسلاميـاً معتـدلاً صالحـاً للمشـاركة فـي عمليـة الحلّ السياسي السوري.

وتؤكد المعلومات أن الموقف الدولي المتحرك لإرساء مبادرات لحلّ أزمات المنطقة وضرب الإرهاب، أصبح الآن حازماً تجاه اعتبار «داعش» و«النصرة» وجملة فصائل إسلامية أخرى أحرار الشام وغيرها بمثابة جزء من الفضاء الإرهابي المنتمي إلى الجيل الجديد من «القاعدة»، وأنّ المطلوب استئصالهم بالتعاون مع الحكومة السورية.

ثانياً: يأتي هذا التطور كنتيجة لتقدّم مسار الاعتراف الدولي والإقليمي بأنه لا حلّ في سورية من دون دعم الدولة السورية وجيشها برئاسة الرئيس بشار الأسد في حربها ضدّ الإرهاب… وأنّ هذا الخيار يترك نتائج مفيدة على تحصين الأمن الإقليمي والدولي.

التوجه الجديد ولبنان

السؤال الذي يطرح نفسه إزاء تطوّر غسل المجتمع الدولي يديه من فكرة تلميع «النصرة»، هو ماذا ستكون انعكاساته على مستوى الجزئية اللبنانية، لجهة تأثيراته على وضع المراهنين على «النصرة» وفي طليعتهم النائب وليد جنبلاط؟!

تفيد بعض الإجابات عن هذا السؤال أن وليد «بك» يبحث في إزاء هذا التطور تزخيم وتسريع عملية نقل الزعامة منه إلى نجله تيمور، وذلك تحت تبرير أن الابن لا يتحمّل وزر أخطاء رهانات الأب.

والأهمّ من ذلك تؤكد هذه المعلومات أنه خلال الأيام الماضية تلقت أكثر من شخصية سياسية لبنانية نصائح من جهات خارجية كانت تشجعها على التحرك لدعم جهد المعارضات الإسلامية في سورية، بضرورة أن تقوم بالتدريج بوقف علاقاتها بـ«النصرة» وبتنظيمات متطرفة أخرى لأنّ الموقف الدولي في طريقه إلى إعلان حرب إقليمية ودولية عليها.

وتؤكد هذه المصادر أن التغيّر الذي أخذ طريقه إلى التنفيذ من «النصرة» ستكون له ترجمته أيضاً على جبهة عرسال البلدة والجرد، وذلك لمصلحة إنضاج قرار إخراج «النصرة» منهما.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى