حرب وجود في سهل الغاب في سورية…
نضال حمادة
اندلعت معركة سهل الغاب الكبرى قبل أسبوع وسط تبادل في السيطرة على المواقع بين الجيش السوري وحلفائه من جهة ومجموعات تكفيرية مسلحة وصل عددها لعشر، اثنتان منها من القوقاز «جنود الشام الشيشان» و«الحزب الإسلامي التركستاني» الذي سقط منه اثنا عشر قتيلاً في معارك أمس الأربعاء. وكانت المجموعات التكفيرية المكونة لـ«جيش الفتح» شنت هجوماً الأسبوع الماضي على الريف الشرقي لجسر الشغور وسيطرت على قراه حتى المحطة الحرارية في زيزون قبل أن يشن الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً استعادوا كل تلك المناطق بما فيها تلال الأعور والحمكة. ومن ثم شنت المجموعات التكفيرية هجوماً مضاداً صباح يوم الأربعاء وتمكنت من السيطرة على تلي الأعور وحمكة ودخلت بلدة البحصة على بعد 3 كلم من جورين حيث يقع معسكر كبير للجيش السوري على مداخل الساحل.
وفي ساعات المساء الأولى شن الجيش العربي السوري وحلفاؤه هجوماً مضاداً على كل المحاور في المنطقة وهي ثلاثة:
1 محور المنصورة والصوامع وتل الأعور حيث تمكن من السيطرة عليها عند لحظات أذان مغرب يوم الأربعاء، وهذه المعركة كانت وجهاً لوجه مع فصيل «أحرار الشام».
2 – المحور الجنوبي عند محطة زيزون الحرارية وقرية الفريكة، وكانت المحطة والفريكة موضع تبادل في السيطرة طيلة النهار وفي ساعات الظهر انسحب منها الجيش السوري وبدأ هجوماً قوياً في المساء لاستعادتها.
3 – محور فورو البحصة على تخوم جورين والذي شهد سيطرة الفصائل التكفيرية على فورو والبحصة في ساعات النهار، وفي المساء كان الجيش السوري يتقدم في البحصة عند كتابة هذا المقال.
وتعتبر معركة سهل وجودية للطرفين، فهذه المنطقة مفصلية بين حماة- إدلب الساحل، لذلك فإن الجيش السوري معني بعدم وصول الجماعات التكفيرية إليها لخطرها على الساحل وعلى المنطقة الوسطى. وتمتد جبهة سهل الغاب بطول 60 كلم من جسر الشغور حتى قلعة المضيق، وهذا السهل عند قريتي التريسمة وسلحب يفتح على خط حماة حلفايا من جهة شمال غربي مدينة حماة التي يعتبر «جيش الفتح» أن الوصول إليها يفتح أمامه المنطقة الوسطى باتجاه دمشق. ولا شك أن معركة سهل الغاب ستكون الأشرس في الحرب السورية، وتعتبرها الجماعات المسلحة التكفيرية مسألة حياة لها، خصوصاً أن الخلافات والصراعات بين «النصرة» و«أحرار الشام» و«جند الأقصى» المكونات الأساس في «الفتح» تنذر بحرب دامية بينها، لذلك فإن فتح جبهة سهل الغاب سيؤجل هذا التفتت فضلاً عن أن الأفق السياسي أمام هذه المجموعات أصبح معدوماً في الشمال بعد القرار الأميركي بقصف «جبهة النصرة» المكوّن الأساس لـ«جيش الفتح»، لذلك فإن هناك من قيادة «النصرة» و«أحرار الشام» من يرى في معركة سهل الغاب مفتاح نجاة سياسياً على الأقل في هذه الفترة.