سفير أميركي سابق: لا هدف للعدوان السعودي على اليمن
أعتبر السفير الأميركي الأسبق في السعودية روبيرت جوردان، إن استراتيجية الرياض في الأحداث التي تمر بها المنطقة هو الوقوف ضد إيران وتحميلها مسؤولية كل عمل سلبي.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة CNN الأميركية، قال جوردان: «ان السعودية لم توضح استراتيجيتها من هدف العمليات في اليمن، على ما يبدو فإن استراتيجيتهم هي الوقوف ضد إيران في مختلف الأمور وتقديم طهران على أنها خلف كل عمل سلبي وخصوصاً في منطقتهم الشرقية والبحرين والآن في اليمن».
وأضاف جوردان وهو مؤلف كتاب «ديبلوماسية الصحراء»، «لم نرَ ما هو الهدف السياسي من المغامرة السعودية في اليمن حتى الآن»، معبراً عن اعتقاده بأن «ذلك من الممكن أن ينقلب ضد السعودية».
ميدانياً، وبعد أيام من المواجهات العنيفة تمكنت القوات الموالية للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي مدعومة بمسلحين أجانب إماراتيين من فرض سيطرتها على قاعدة العند الجوية في لحج جنوب اليمن.
وأدى دخول قوات هادي تحت غطاء جوي مكثف من قبل الطائرات الحربية للعدوان السعودي الى انسحاب الجيش اليمني واللجان الشعبية من القاعدة وانتشارها في مناطق أخرى كالمسيمير والقبيطة ومعسكر لبوزة.
واستهدفت أكثر من ثلاثمئة غارة جوية قاعدة العند الى جانب القصف الصاروخي الذي طاول جميع أجزائها ما ادى الى تدميرها بالكامل. وبحسب مصادر عسكرية فإن السيطرة جاءت إثر توغل القوات الموالية لهادي والمجموعات المسلحة الأخرى من الناحية الغربية للقاعدة وسيطرتها على المطار الواقع داخل القاعدة قبل أن يتمكنوا بفعل القصف الجوي والبحري والبري المكثف من الوصول وفرض السيطرة على أجزائها المتبقية. وانتقلت المواجهات إلى محيط معسكر لبوزة ومحور العند ومثلث العند، وتمكنت قوات هادي والفصائل المسلحة الموالية لها ايضاً من فرض سيطرتها على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج بعد اقتحامها إثر سيطرتها على مديرية تبن. وقد دخلت المدينة مئات الدبابات والآليات العسكرية الحديثة التي ارسلتها السعودية والامارات العربية والتي وصلت إلى ميناء عدن لدعم وتعزيز جبهات المقاتلين الموالين لهادي والسعودية.
إلى ذلك تواصلت الغارات السعودية على العديد من المحافظات اليمنية مخلفة شهداء وجرحى في تعز وصعدة ومناطق أخرى، وفي حجة شنت طائرات التحالف سلسلة غارات جديدة على مدينة حرض الحدودية كما استهدفت القوات السعودية بالقصف المدفعي والصاروخي المناطق الحدودية في حجة وصعدة. وعلى الحدود اليمنية أفادت مصادر عسكرية يمنية باستمرار سيطرة الجيش واللجان الشعبية على موقعي المخروق والشرفة في نجران.
وأكدت مصادر يمنية من جهتها، استشهاد 14 مدنياً وجرح العشرات بغارات للطيران السعودي على منازل المواطنين في مدن حجة وتعز وصعدة.
وقالت المصادر إن 8 يمنيين استشهدوا بينهم نساء واطفال وجُرح 7 آخرون بغارات وقصف عنيف في منطقة الميسار بمديرية بكيل المير الحدودية في محافظة حجة.
وفي مدينة تعز استشهد ستة مدنيين بينهم طفلان وامرأة وجُرح آخرون باستهداف مبنى سكني في حي الأشباط بحوض الأشرف كما قصفت طائرات العدوان السعودي احياء سكنية من المدينة.
وفي صعدة، أُصيبت طفلتان ورجل مسن جراء غارة على منزل في منطقة ضحيان ما ادى الى تدمير المنزل بالكامل ووحدة صحية، فيما قصف الطيران السعودي مناطق سكنية في منطقة الضباب جنوب غربي تعز.
وفي محافظة لحج قتل على الأقل 20 عنصراً من «القاعدة» ومرتـزقة الرياض في مناطق بله والحسيني وحول قاعدة العند الجوية حيث تتواصل الاشتباكات بين الجيش اليمني واللجان الثورية من جهة، ومرتزقة السعوديـة التكفيريين من جهة اخرى.
كما أكدت مصادر يمنية متطابقة اسقاط طائرة سعودية من نوع آباتشي في منطقة الجمارك بمدينة حرض بمحافظة حجة بنيران الجيش واللجان الثورية.
من جهة أخرى، هبطت أول طائرة مدنية في مطار عدن الدولي، قادمة من جيبوتي، بعد إغلاق المطار منذ 4 أشهر من بدء الحرب في اليمن.
وذكرت تقارير إعلامية أن الرحلة الأولى للخطوط اليمنية تم تسييرها، أمس، قادمة من الأردن، مروراً بجيبوتي ثم مطار عدن.
وفي سياق آخر، خرجت جلسة المحادثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره اليمني المستقيل هادي في القاهرة، أول من أمس، باتفاق يقضي بدعم مصري لليمن يتمثل في إرسال قوات لحماية موانئ الجنوب وتدريب ضباط يمنيين.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قوله إن هادي طلب من نظيره المصري إرسال قوات بحرية مصرية إلى عدن للمشاركة في حماية موانئها، مؤكداً اتفاق الجانبين على تعاون يمني – مصري، لتدريب وحدات الجيش اليمني الذي يحمي باب المندب.