أمانو يشارك بجلسة في الكونغرس الأميركي لا ترضي الجمهوريين

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بيان صدر أمس، أن السياسة الخاطئة تجاه الشعب الإيراني والتي مارستها واشنطن لعشرات السنين، لم تحقق أي مكسب لها.

ودعا ظريف واشنطن إلى اغتنام الفرصة الاستثنائية لإصلاح الماضي وبدء السير في طريق جديد، معتبراً أن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في فيينا الشهر الماضي بعد مفاوضات استمرت سنتين، يعد إنجازاً كبيراً لجميع أنصار السلام.

وقال الوزير الايراني إن «الحكومات الأميركية السابقة أهدرت فرصاً كبرى من الأفضل اغتنام هذه الفرصة التاريخية لكسب ثقة الشعب الإيراني الثمينة التي نالت منها عقود من السياسات المعادية والخاطئة التي اعتمدتها الولايات المتحدة».

وجاءت تعليقات ظريف ردّاً خطاب للرئيس الأميركي باراك أوباما ألقاه في الجامعة الأميركية بواشنطن، حيث أكد أن الصفقة مع إيران تغلق أمامها امتلاك السلاح النووي إلى الأبد.

وشدد وزير الخارجية الإيراني في معرض تعليقه على خطاب أوباما، على أن بلاده لن ولم تسع أبداً لامتلاك السلاح النووي. واعتبر أن تكرار المزاعم الأميركية بشأن وجود بعد عسكري سابقاً في البرنامج النووي الإيراني، وإصرار أوباما على أن الاتفاق الأخير في فيينا قد سد الطريق امام امتلاك إيران السلاح النووي، كان أمراً متوقعاً. وذكر أن هذه التصريحات تستهدف «إرضاء» المنتقدين داخل الولايات المتحدة و«إسرائيل».

من جهة أخرى، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران ومجموعة 5+1 الدولية حول برنامج طهران النووي، أرعب الكيان الصهيوني.

وأشار إلى أنه خلال العقود الماضية ارتعبت «إسرائيل» ثلاث مرات، الأولى عند انتصار الثورة الإسلامية والثانية عندما هبّ الإيرانيون للدفاع عن أرضهم إزاء حرب السنوات الثماني ضد إيران، والمرة الثالثة عندما توصلت إيران ومجموعة 5+1 الدولية إلى اتفاق فيينا النووي.

واعتبر الرئيس الإيراني، أن جميع شعوب المنطقة والشعب الإيراني، أبدوا فرحة للاتفاق العظيم، باستثناء دعاة الحروب في أميركا والكيان الصهيوني المحتل.

وتقدم الرئيس روحاني للشعب الإيراني بالتهنئة على خلفية صموده وصلابته وشجاعته التي أظهرها على مدى سنوات، من أجل إثبات حقوقه بجانب استعدادكم لتطوير إيران، وقال إن الشعب الإيراني أثبت عظمته أمام القوى العالمية اجتماعياً وسياسياً، وأهدى الاستقلال والحرية والعزة للبلاد.

وتابع أن الشعب الإيراني لم يخش أي قوة واستطاع أن يرفع علم الجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام الخميني على أرض إيران الإيمان والصمود. كما أنه في مرحلة صمد أمام أعتى القوى العالمية وإمكاناتها، بقوة الإيمان والوحدة والتضحية وبمساعدة قوات التعبئة والجيش والحرس الثوري.

وأردف أن الشعب الإيراني في حقبة ما أظهر قدرته العسكرية وقوته أمام العالم وانتصر، واليوم أثبت قدرته السياسية والدبلوماسية أيضاً.

جاء ذلك في وقت أعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن خطة العمل المشترك الخاص بالبرنامج النووي الإيراني سيطلب من طهران إجراءات إضافية لضمان شفافية أنشطتها في هذا المجال.

وجاء في بيان أصدره أمانو في ختام لقائه المغلق مع أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أن الخطة «ستسمح للوكالة بتطبيق البروتوكول الإضافي في إيران، بما يعطينا وصولاً أكبر إلى المعلومات والأماكن»، وأضاف أن شفافية البرنامج ستمكن الوكالة من «معرفة أكثر بكثير عن طبيعة أنشطة إيران النووية».

وتابع رئيس الوكالة أن خريطة الطريق التي وضعت لتطبيق البرنامج الإيراني تسمح بتوضيح المسائل المتعلقة بقضية «الأبعاد العسكرية المحتملة» لهذا البرنامج، وذكر أن هاتين الوثيقتين خطة العمل المشترك وخريطة الطريق تعطيان الوكالة «فرصة فريدة لحل المشكلات السابقة واتخاذ طيف واسع من الخطوات في مجال التحقق».

وأعرب أمانو عن ارتياحه لنتائج اللقاء الذي قال إنه أمكنه من الحديث مع أعضاء لجنة العلاقات الدولية في مجلس السيوخ عن «دور الوكالة المهم في مجال المراقبة» بموجب خطة العمل المشترك.

من جهة أخرى، صرح رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري بوب كوركر، بأن اللقاء مع يوكيا أمانو «لم يجلب الطمأنينة»، موضحاً أنه أثار أسئلة أكثيرة لم تكن عند أعضاء الكونغرس قبل لقاء أمانو.

وقال كروكر للصحافيين إن «غالبية الأعضاء الذين كانوا هنا غادروا ولديهم أسئلة أكثر بكثير مما كان لديهم قبل بدء الاجتماع» الذي دام أكثر من ساعة، بحسب تعبيره، معرباً عن أسفه لأنه وخلال الاجتماع مع أمانو «لم نتمكن حتى من الحصول على تأكيد بأنه سيتاح لنا دخول موقع بارشين» النووي الإيراني.

وفي هذا السياق، قال السيناتور الجمهوري إن «القضية الأولى كانت أن نعرف ما إذا كان سيتاح لنا الاطلاع على هذين الاتفاقين خطة العمل المشترك وخريطة الطريق والجواب كان لا».

لكن ويندي شيرمان، المديرة السياسية لوزارة الخارجية والتي تتبوأ المركز الثالث في سلم المسؤوليات في الوزارة أكدت أنها قرأت هذين الاتفاقين وأنها ستطلع أعضاء اللجنة على تفاصيلهما ولكن خلال جلسة استماع مغلق تعقد لاحقاً.

وكانت المعارضة الجمهورية طالبت سابقاً بالوصول إلى وثائق تخص قيام مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المنشآت النووي الإيرانية، بالإضافة إلى وثائق أخرى تتعلق بالصفقة مع طهران.

وذكر أمانو أنه أوضح لأعضاء الكونغرس أنه ملزم قانونياً بالحفاظ على السرية التي تمثل عنصراً مهماً من الضمانات الدولية.

إلى ذلك، رجح مسؤول كبير في الاستخبارات الأميركية أن تكون إيران قد حاولت تنظيف موقع نووي في بارشين قبل وصول المفتشين الدوليين إليه، مستنداً في ذلك إلى صور التقطتها أقمار صناعية جديدة.

ونقلت الـ «cnn» عن المسؤول من دون أن تكشف اسمه، أن الصور تبين كيف يتم نقل معدات بناء ثقيلة من المنشأة، مستبعداً في نفس الوقت أن تكون مواد مشعة، نظراً إلى صعوبة إخفائها.

من جهة أخرى، صرح السيناتور كريس كونز للصحافيين بأن لديه «مخاوف حول جهود حثيثة من قبل إيران لتطهير بارشين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى