رقمنة وثائق المكتبة الوطنية في بغداد والسبب… «داعش»!
في محاولة للحفاظ على قرون من الوثائق المكتوبة من النهب أو الحرق المحتمل من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي، انطلقت المكتبة الوطنية في بغداد في مسح الأعمال القديمة لإنشاء أرشيف رقميّ.
يشرف «قسم الميكروفيلم» على هذه المهمة الصعبة، خصوصاً أنّ نسبة كبيرة من الوثائق في حالة سيئة، فجزءُ منها أحرِق، وثمة وثائق أتلفتها الرطوبة.
وتعمل المكتبة في الوقت الراهن على ترميم الوثائق التي يعود تاريخها إلى الاحتلال العثماني. وتعتبر عمليات الحفظ والترميم طويلة وشاقة.
وظهرت الحاجة إلى الحفاظ على الكتب القديمة للمرّة الأولى في نيسان 2003، بعد الغزو الأميركي للعراق، عندما أحرِقت المكتبة الوطنية ونُهب الأرشيف.
وفقدت المكتبة أكثر من 25 في المئة من الكتب، ونحو 60 في المئة من الأرشيف، إذ تعرض للتدمير نحو 417 ألف كتاب و2618 مخطوطة يعود تاريخها من أواخر العهد العثماني إلى العصر الحديث، إضافة إلى 4412 كتاباً ومخطوطة نادرة.
ويقول رئيس «قسم الميكروفيلم» مازن ابراهيم اسماعيل: «حالما يتمّ إعداد بعض الوثائق القديمة التي تعود إلى العصر العثماني، قبل 200 إلى 250 سنة، وإصلاحها، سنبدأ بتصويرها على الميكروفيلم». وأضاف أن تلك الوثائق لن تكون متاحة للجمهور بشكل فوري لضمان الحفاظ على محتواها سليماً وبحالة جيدة.
كما يهدف المشروع إلى حماية التاريخ من تهديدات مسلّحي «داعش» بالقضاء على الثقافة العراقية، إذ نشر التنظيم عدداً من لقطات الفيديو في الأشهر الأخيرة تُظهر تدمير أنصارِه قطعاً أثرية وحرق آلاف الكتب والمخطوطات النادرة في مدينة الموصل العراقية التي يحتلها التنظيم منذ السنة الماضية.