اتصالات لايجاد حل سياسي للأزمة اليمنية

ناديا شحادة

الحرب السعودية على اليمن التي كان سببها جملة من العوامل الخارجية أهمها عداؤها للحوثيين المدعومين من ايران وخوفها من ان أي تغيير في الشرق الاوسط قد يعزز مكانة ايران في المنطقة، إضافة الى مخاوفها من التوصل الى اتفاق على النووي الايراني والتقارب الايراني – الاميركي المحتمل في مجال مكافحة الإرهاب كلها امور دفعت امراء السعودية نحو اتخاذ قرار بضرب اليمن، محاولة منها للسعي الى تغيير بعض المعادلات الإقليمية بنفسها، فكانت بداية الأزمة اليمنية بسبب التدخل السعودي في صلبها، فبعد خمسة شهور من انطلاق عاصفة الحزم لم تحقق المملكة الأهداف والنتائج المتوقعة في اعادة الشرعية بالقوة للرئيس عبد ربه منصور هادي، فتلك الحرب لم تخلف غير الفوضى التي استفادت منها التنظيمات المتطرفة مثل «القاعدة» و«داعش» وانعكست نتائجها السلبية على داخل المملكة، فالعمليات الإرهابية التي شهدتها المملكة في الآونة الأخيرة وكان آخرها التفجير الانتحاري الذي وقع في منطقة عسير السعودية في 6 آب من العام الحالي وأدى الى مقتل 10 من رجال قوات الطوارئ اضافة الى ثلاثة من العاملين في الموقع واصابة تسعة آخرين، ثلاثة منهم اصاباتهم بالغة اثناء قيامهم بصلاة الظهر حسب ما صرح المتحدث الامني بوزارة الداخلية، ومع تبني «داعش» لهذا التفجير حيث نشر التنظيم بياناً على مواقع تابعة له قال فيه ان المدعو ابو سنان النجدي فجر نفسه وسط قوات الطوارئ السعودية بمنطقة عسير اثناء اداء صلاة الظهر في مسجد مقر القوات، ويؤكد المتابعون على انه باستهداف منطقة عسير الحدودية واعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه هناك رسالة امنية جديدة للمملكة وهي ضرب الاستراتيجية الامنية السعودية وانتزاع الورقة الاهم من يد السلطة السعودية وهي الامن والاستقرار، فالتعاطي السعودي مع الازمة اليمنية اعطى نتائج عكسية طبعت تأثيراتها السلبية على المملكة بسبب تدخلها عسكرياً في اليمن الذي لم يفض الى الهدف الذي تطمح إليه السعودية المستمرة بغاراتها الجوية على الشعب اليمني، تلك الغارات التي لم تحصد سوى ارواح الابرياء وزادت من معاناة الشعب اليمني وأصبح الوضع مأسوياً، فتحرك المجتمع الدولي واستخدمت الامم المتحدة مسألة تدهور الوضع الانساني للضغط على الاطراف اليمنية والاقليمية للمشاركة في حوار جنيف الذي عقد في 16 حزيران من العام الحالي لايجاد حل سياسي للازمة اليمنية من خلال جمع الاطراف السياسية اليمنية للتوصل لاتفاق يرضي جميع الاطراف برعاية اممية، وفشلت مشاورات جنيف التي اختتمت في 19 حزيران بين وفد صنعاء ووفد الحكومة التي تتخذ من الرياض مقراً موقتاً لها في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار او هدنة انسانية.

ومع إعلان الموفد الأممي لليمن ولد الشيخ احمد في 19 حزيران ان مشاورات جنيف ليست نهائية، بل بداية لمسار طويل وشاق لإعادة اليمن الى المسار السياسي الانتقالي الذي اسس له اليمنيون في مشاوراتهم السابقة، وان ابواب الحوار لم تقفل، ومع توضيحات المتحدث باسم الامم المتحدة احمد فوزي في 5 آب 2015 ان هناك زخماً لايجاد حل سياسي وان الجامعة العربية والامم المتحدة يعملان على دفع جميع الاطراف في هذا الاتجاه، يبقى السؤال هل سنشهد انفراجاً قريباً للازمة اليمنية وبالذات بعد ان كشفت مصادر صحافية عن قرب انطلاق حراك سياسي كبير هدفه البحث من جديد عن حل لوقف العدوان السعودي على اليمن، لافتة الى ان مسقط والقاهرة ستشهدان سلسلة لقاءات يديرها مبعوث الامم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ وسيحضرها وفود يمنية وعربية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى