«لقاء الفكر العاملي» يجول في صيدا: الوحدة والتنوّع والمقاومة لمواجهة التكفير
ضمن جولاته على المرجعيات الدينية في لبنان وتحضيراً لمؤتمره الوطني الجامع لتعزيز العيش المشترك في وجه الفتنة والتكفير مطلع أيلول المقبل، جال رئيس «لقاء الفكر العاملي» وإمام بلدة عيناثا السيد علي عبد اللطيف فضل الله على رأس وفد من اللقاء فاعليات صيدا الدينية.
وفي هذا الإطار، زار الوفد راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد الذي أكد أن «لا خوف على التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في لبنان لأن الديانتين الكريمتين تحترمان الواحدة قيم الأخرى وتدعوان إلى المحبة والتسامح».
واعتبر أن «التكفير هو ظاهرة جديدة على المجتمع العربي والشرق أوسطي وليس له جذور او بيئة حاضنة وهو فكر مصطنع وطارئ وسيموت وسيزول سريعاً، فكل ما هو أصولي ومتطرف وضد الإنسان لا يمكن أن يستمر».
بدوره، أكد فضل الله أن «منهجنا التنوير في وجه التكفير وكل نشاطنا متركز على الوحدة والتعايش وتعزيز المساحات المشتركة بين كل الأديان والمكوّنات اللبنانية، فلا غنى عن الوحدة والتضامن لمواجهة التكفير والهمجية التي تريد النيل من قيمنا ومفاهمينا السامية وهي تستهدف كل الطوائف والأديان والمذاهب والقوميات».
كما زار الوفد دار إفتاء صيدا حيث التقى مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، الذي أشار الى أن «صيدا عاصمة للتنوع وفيها تلتقي أجراس الكنائس وآذان المساجد وكل ما هو غير ذلك هو دخيل». وأكد أن «أبناء صيدا ونحن جزء منهم، لم يضيعوا البوصلة فهم يحملون قضايا الأمة والمسلمين وفي مقدمها قضية فلسطين وكل القضايا الوطنية اللبنانية الأخرى».
وشدد على أن «مزاج مدينة صيدا هو مزاج مقاوم وعدوها إسرائيل، ولصيدا تاريخ طويل في ساحات المقاومة والصمود في وجه العدو».
أما فضل الله فرأى أن «رغم معرفتنا بالتعقيدات اللبنانية الكبيرة، نحن متأكدون أن التكاتف الوطني والعودة الى الاسلام الرسالي والقيمي هو خشبة الخلاص وترس المواجهة مع الفتنة والتكفير وخط الدفاع الأول عن جذورنا وهويتنا الإسلامية والوطنية».
والتقى الوفد رئيس «اتحاد علماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود في صيدا. وهنأ فضل الله حمود على نجاح مؤتمر الاتحاد الذي انعقد في بيروت الأسبوع الماضي، مشدداً على «أهميته في إبقاء البوصلة نحو فلسطين والتمسك بالبندقية لتحرير كل التراب الفلسطيني من الاحتلال ولا سيما أن هناك محاولات من بعض دول الردّة العربية لحرف البوصلة وتحويل الصراع إلى أمكنة أخرى».
بدوره قال حمود: «بانتظار توفر جميع الوثائق، نحن متأكدون أن المؤامرة الأميركية والصهيونية على المقاومة وسورية ومنطقتنا وقضية فلسطين كبيرة وأن من أنشأ «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» هم الأميركيون والصهاينة ولهم قرارها وتمويلها وتسليحها وإدارتها».