مسقط تكشف النوايا السعودية للحلّ في سورية

منذ ان استقبلت مسقط أحد اجتماعات التفاوض بين إيران ومجموعة 5+1 قبل التوصل إلى الاتفاق النووي، والذي تلته الخلوة التاريخية بين كيري وظريف، فتحت سلطنة عُمان الأسئلة من بابها العريض على دورها وعلاقاتها مع دول الخليج من جهة، كونها عضواً أساسياً في مجلس التعاون الخليجي، ومن جهة أخرى على علاقتها مع الولايات المتحدة الاميركية ومن جهة ثالثة علاقتها بإيران.

اللافت اليوم انّ مسقط، وبعد اجتماع الدوحة الذي خصص لشرح بنود الاتفاق مع إيران من الجانب الاميركي، ولاحقاً اللقاء الثنائي بين لافروف وكيري ثم الثلاثي بين لافروف وكيري والجبير، تعود مسقط من جديد إلى واجهة الحدث باستقبالها وزير خارجية سورية وليد المعلم.

اللقاء حصل إذاً… وأعلن الوزير المعلم ونظيره العُماني يوسف بن علوي «أنّ الوقت قد حان لتضافر الجهود البناءة لوضع حدّ للأزمة في سورية على أساس تلبية تطلعات السوريين لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية»، واتفقا على مواصلة التعاون والتنسيق بينهما لتحقيق الأهداف المشتركة التي تجمع الشعبين والقيادتين السورية والعُمانية.

استقبال المعلم في هذه الظروف ليس امراً عادياً على الإطلاق في مسقط تحديداً صاحبة العلاقات الجيدة جداً في آن معاً مع واشنطن وطهران، إضافة الى علاقات جيدة مع الرياض عاصمة دول مجلس التعاون الخليجي إذا صحّ التعبير، وبمعنى أوضح فإنّ هذا اللقاء يعني أمرين أساسيين ومباشرين أولهما رضى سعودي كامل على هذا اللقاء وثانيهما قناعة سعودية بضرورة التوصل إلى حلّ سياسي في سورية.

اما بيت القصيد والذي يعتبر متغيّراً على صعيد الساحة الإقليمية والموقف السعودي المتشدّد منذ نحو 5 سنوات هو انّ اللقاء كشف عن رضوخ السعودية أخيراً لفكرة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتالي فهي على ما يبدو تحاول تجهيز أرضية حلّ سياسي في سورية تؤمّن للسعودية مخارج أقلّ كلفة يمكن لسلطنة عُمان ان تجسّ نبض أصدقاءها الإيرانيين والسوريين تجاه التعاطي مع السعودية.

اللافت ايضاً انّ الرياض وافقت على ان تلعب مسقط دور الإطفائي هذه المرة عنوة عن الدوحة التي لم تستطع على ما يبدو حجز هذه المكانة طويلاً، وفي هذا الاطار سهّلت السعودية بموافقتها او عدم معارضتها لقاء بن علوي المعلم، ما يدلّ على رغبة سعودية بتذليل العقبات امام سورية للوصول الى نصف الطريق.

مسقط التي يبدو أنها تعرف الكثير عن لقاء مسؤولين سوريين رفيعي المستوى بمسؤولين سعوديين تؤكد صحة هذا التطوّر، في حين تعرف السعودية جيداً انها بطريقة وبأخرى رضخت لبقاء الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية وأن لا حلّ من دونه.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى