الأمينة هيام نصرالله محسن… في حديث شائق عن سعاده والأمينة الأولى
إعداد: لبيب ناصيف
الحديث الممتع الذي اجرته «الديار» 1 مع الأمينة هيام محسن ونشر في عدد الجريدة بتاريخ 9 آذار 2000، يتضمن الكثير من الحقائق التي عاشتها الامينة هيام مع حضرة الزعيم، الذي كان يأتي من وقت الى آخر، الى منزل العائلة 2 في بلدة الحدث بيروت، ثم مع الأمينة الأولى.
منه نعرف كيف كان يتصرف حضرة زعيم الحزب مع رفقائه، ونتعرف اكثر إلى «جولييت المير» رفيقة وزوجة وأماً، وأمينة أولى، وامرأة مناضلة سطرت كثيراً من الرياحين في تاريخ الصراع القومي الاجتماعي.
انتمائي للحزب:
في 18 حزيران 1948 انتميت رسمياً الى الحزب وأقسمت اليمين على يد سعاده في مكتبه الكائن في منزله في رأس بيروت.
وأقسمتْ بدورها يمين الانتماء الرفيقة أمل قطريب وكانت المنفذة العامة الرفيقة فايزة معلوف انتيبا شاهدة على القسم.
كان سعاده مهتماً ومشجعاً المرأة على تحمل مسؤولياتها تجاه أمتها والقضية القومية. وكان يحرص على نموها في المفاهيم والتعاليم القومية الاجتماعية.
وأكد ذلك في بداية القسم حيث فرض على القوميين الاجتماعيين ذكوراً وإناثاً «وان اتخذ مبادئه ايماناً لي ولعائلتي وشعاراً لبيتي».
في ضهور الشوير
في صيف 1948 وبعد أن تكررت زيارة سعاده لمنزلنا حيث كانت تلحق به عائلته أيام الآحاد، دعاني سعاده الى تمضية بعض الوقت في منزلهم الصيفي في ضهور الشوير، وكانت فرصة العمر بالنسبة إلي أن أتعرف إلى سعاده الأب والزوج رغم ما انتابني من تهيّب.
كانت قد نشأت بيني وبين الأمينة الأولى زوجة سعاده علاقة تقدير ومحبة، تحولت الى صداقة.
وسأعود لتسجيل انطباعي عن هذه المرأة الرائدة في مزاياها وخلقها أما الآن سأعود الى ضهور الشوير، والى سعاده الأب والزوج.
لم أشعر في ذلك الأسبوع الذي أمضيته في بيت الزعيم، بأن لسعاده شخصية ثانية، انه هو هو مع صفية واليسار وراغدة التي كانت في أشهرها الأولى، يعطي من اهتمامه وشغفه بالصغيرات، يقدم الرعاية والتوجيه والحنان، يحاول أن يخفف ما استطاع عن كاهل الأمينة الأولى، زوجته. استطاع سعاده أن يعلّم الأمينة الأولى اللغة العربية الفصحى كتابة وقولاً خلال فترة الخطوبة والمراسلات، اذ كان يصرّ عليها أن تكتب اليه بالفصحى فيصوّب لها أخطاءها، وهكذا في وقت قصير استطاعت جولييت المير ان تتقن الفصحى التي أصبحت لغة العائلة في ما بعد.
وبرأيي أن سعاده أصرّ على الفصحى ليسهل على زوجته تعلم العاميّة.
سهرة في العرزال
وبالعودة الى رحلتي مع سعاده وعائلته الى ضهور الشوير، وقد أراد احياء سهرة في العرزال تكريماً لي، فاذا به ينزل من السيارة عند محل ومقهى حاوي في ضهور الشوير، يشتري أجباناً وبعض اللحوم الباردة، ويعود الى البيت، لتحضر الأمينة الأولى السندويشات والمرطبات، ونذهب معاً برفقة عدد من الرفقاء المختارين. أذكر منهم رفيقنا المهندس وليم سابا.
أدهشني سعاده بتصرفه العفوي لأنني حتى تلك الساعة لم أكن أستوعب أن سعاده يهتم بشؤون خارج اهتماماته الحزبية!
في تلك السهرة في العرزال التي شاركت فيها الأمينة الأولى، وهذه من الاوقات النادرة التي كانت تتمكن فيها من الابتعاد عن بيتها وبناتها. في تلك الليلة صدحت بعض الأصوات بأغنية «حوّل يا غنام حوّل» وكان يحبها الزعيم، الى بعض الأناشيد.
في نهاية تلك السهرة أهداني الزعيم كتاب قصتيه «عيد سيدة صيدنايا» و«فاجعة حب» ثم سألني ان كنت قد قرأتهما.
على ذكر هذه المناسبة اروي انه في احدى حفلات نهار الاحد الاجتماعية في منزلنا وبعد انفضاض الحفلة يبقى بعض الرفقاء والمسؤولين مع سعاده وكان الرفيق زكي ناصيف احدهم، كثيراً ما كان الزعيم يطلب من الرفيق زكي ناصيف أن يسمعه أغنيات يحبها بالروسية والاسبانية والتي كان يتقنهما الرفيق زكي.
لمن عرف سعاده عن قرب وفي جلساته الخاصة، كان يبدي تصرفاً عفوياً وودوداً وليس ما يوحي بتصرفه بأنه لديه تلك المفخرة، حيث أن آلاف الأيدي ترتفع كل يوم تحية له ولسورية في مشارق الأرض ومغاربها.
يجالس الرفقاء، يهتم بما يطرحون أمامه من أمور متعددة، منها الحزبية أو الخاصة، ومهما كانت مستوياتهم، يحترم كل فرد، يشعر كل واحد انه مهتم بالموضوع الذي يطرحه، الإصغاء عند سعاده مع محاوريه أو محدثيه كانت سمة من سماته الشخصية العديدة.
هنا تقع المفارقة التي لا يمكن أن تجدها في شخصية أخرى.
الزعيم كان يملك أسلوباً راقياً بالتعاطي مع من حوله، لا ينحدر الى مستوى «الخوش بوشيّة» على طريقة بعض المتزعمين.
كان متواضعاً لكنني أعتقد أن أحداً لم يقدر ان يخترق حدود تواضعه! ولا يمكن مقارنته مع أية شخصية حزبية ولا حتى مع قياديي الحزب، أقولها بارتياح، علماً أن زوجي من قياديي الحزب ومن الذين أقدّرهم واحترمهم.
الأمينة الأولى كما عرفتها
غابت عن الوطن ما يقارب الثلاثين عاماً قبل أن تعود بعد عودة سعاده بأشهر، عام 1947.
هاجرت جولييت المير مع عائلتها وتركت طرابلس الى الأرجنتين وكان لها من العمر سبع سنوات، كانت والدتها سيدة محافظة كما تصفها الأمينة الأولى، حملت معها الى الأرجنتين عادات وتقاليد أهل طرابلس المحافظة.
وأنشأت عائلتها في جوّ من التمسك بمفاهيم التربية التقليدية، لما تملك من شخصية قوية خصوصاً بعد أن توفي زوجها وأخذت دور الأم والأب.
شقيقها الأكبر جورج تعرّف الى الزعيم، وانتمى الى الحزب في الأرجنتين.
أما هي اختارت مهنة التمريض انسجاماً مع ميولها الانسانية وكانت متأثرة في ذلك الحين بالسيدة ايفا بيرون التي كانت مهتمة بالمرضى والمنكوبين والعجزة من أبناء الأرجنتين.
جوليات المير وسعاده
كان الرفيق جورج قد حدّث العائلة عن الزعيم ورسالته القومية الاجتماعية وعن نشاط سعاده في المغترب لتأسيس فروع للحزب.
كان ذلك في اوائل عام 1939 وجوليات المير تستعد للالتحاق بعملها عصر ذلك اليوم الذي دعا فيه الرفيق جورج الزعيم الى بيته لتناول الشاي. مرّت جوليات بقاعة الاستقبال فدعاها شقيقها وعرّفها على الزعيم وطلب اليها الجلوس، أصغت جيداً الى حديث سعاده، وهو يشرح أهداف الحزب والقضية القومية الاجتماعية.
وسرّ سعاده بأنها أظهرت اهتماماً بموضوع لم تسمع عنه سابقاً، وحين ودعت منصرفة الى عملها، أيقنت أن هناك اعجاباً متبادلاً، لا بل هناك ما هو أعمق من الاعجاب!
حينها لم تكن تتكلم العربية في شكل صحيح لكنها كانت تفهم ما يقال أمامها بالعربية، فبدا لها سعاده مختلفاً عن الكثيرين ممن أتوا الى المهجر حاملين قضاياهم، لقد أحست للمرة الأولى بأنها امام رجل صادق وصاحب قضية.
تركت جوليات البيت وفي رأسها تدور كلمات الزعيم وحين وصلت الى المستشفى قابلتها رئيسة الممرضات في قسمها وقالت لها: «جوليات إن وجهك يشع نوراً وعينيك ينمّان عن شيء جديد في حياتك!»… وصدقت نبوءة زميلتي، تقول جوليات.
ونمت بينها وبين الزعيم علاقة حب، ما لبثت ان تحوّلت الى رغبة في الزواج التي رفضتها العائلة، رغم كل الحب والاحترام والتقدير لسعاده. وذلك لأن سعاده لم يكن يملك منزلاً أو عملاً يدرّ عليه أرباحاً! لكن جوليات لم ترضخ لرأي أهلها واستمرت في علاقتها بسعاده وكانت تتبادل معه الرسائل شارحاً لها القضية القومية الاجتماعية ودوره والمهمات الملقاة على عاتقه، وكانت تتشرب روح العقيدة ومفاهيمها، وأقسمت يمين الانتماء وأصبحت الرفيقة جوليات قبل أن تكون زوجة.
أخيراً اقتنعت العائلة عند اصرار ابنتهم جوليات على الزواج من سعاده، وتزوجا زواجاً مدنياً في 27 كانون الثاني 1941.
تقول الأمينة الأولى أن سعاده كان يطلق عليها في رسائله اسم «ضياء» بدل جوليات. وسألته لماذا أسميتني ضياء؟ فأجابها لأنك أضأتِ حياتي بروحيتك الجميلة.
وابتدأت رحلة جوليات المير سعاده في خضم الحياة القومية الاجتماعية في الأرجنتين، في حلوها ومرها… متعاونين هي والزعيم في التغلب على الصعوبات التي واجهت سعاده طيلة فترة اغترابه.
بعد سنة من الزواج أطّلت عليها صفية كبرى بنات الزعيم، وأطلّت اليسار في أصعب مرحلة في «توكومان» حيث واجه سعاده كل شرور جاليتنا في الأرجنتين.
ولا أحب أن أغوص أكثر في الصعوبات التي واجهها سعاده حيث كان يجوب المغترب الارجنتيني مبشراً وداعياً ومؤسساً لفروع حزبية لا تزال قائمة حتى اليوم اذ اني سأعود لاحقاً الى تفصيل تلك المرحلة.
رغم ذلك كان يتحيّن الفرص ليصطحب ابنته الكبرى صفية الى دار الأوبرا أو الى سماع كونسرت وتجلس صفية الى جانبه وكان لها من العمر سنتان، كانت تجلس لمدة ساعتين وأكثر دون أن تتحرك، تصغي الى الموسيقى كراشدة.
أعود الى الأمينة الأولى، المرأة التي أثارت اعجابي بقدرتها على اقامة التوازن بين مهماتها كرفيقة وزوجة وأم.
لقد عرفت كيف توازن بين مسؤولياتها، فكانت الرفيقة المتفهمة لحضورها فهي الزوجة التي تعرف حدود مسؤوليتها، الى جانب الزعيم حين يتطلب الأمر حضورها، وكانت تعرف كيف تبقي للزعامة احترامها، فلا تتطفل ولا تدعي ولا تطلب الوجاهة أو البروز الى جانب الزعيم في مختلف الأدوار. تدرك متى تتقدم ومتى تلتزم كرفيقة، الى جانب اهتمامها بعائلتها معنوياً وصحياً كي تؤمن الراحة اللازمة للزعيم، وفي ظروف مادية صعبة. كانت قادرة أن تفتح بيتها لعشرات من القوميين الاجتماعيين الذين يؤمون البيت كل يوم من مسؤولين وشخصيات سياسية وحزبية، تستقبلهم بابتسامتها الدائمة وهدوئها الوقور.
فلم تحاول أن تضع نفسها في موقع قريب من الزعيم، بحيث توحي بأنها تشاركه السلطة، لم تضع نفسها بهذه الهالة، هالة سعاده.
لم نشعر ابداً نحن عارفيها انها أوحت في لحظة من اللحظات بأنها على علم بأسرار الحزب أو أن لها تلك السلطة التي تملكها بعض زوجات السياسيين.
كانت ابنة العقيدة، وسعاده كان يثق بعقلها وحضورها. وكان يطلب منها دائماً أن تحافظ على جمال نفسيتها. فهي امرأة نادرة بما تملكه من صفات ومؤهلات وكبر.
كانت تعرف حاجات سعاده النفسية والمعنوية تماماً كما أراد سعاده لرفيقة حياته أن تكون.
الأمينة الأولى بعد استشهاد الزعيم
لم يكن أحد من القوميين الاجتماعيين يستطيع أن يتصور ان تلك السيدة التي لم نعرف لها اهتماماً سوى احاطة الزعيم بعنايتها ورعايتها، تلك السيدة الحاضرة أبداً لاستقبال القوميين الاجتماعيين بتلك الابتسامة المشرقة وذلك الهدوء المطمئن، ما من احد كان يتصور أن تلك المرأة الرقيقة، الشفافة، ذات الملامح الجميلة التي تفيض رقة، تستطيع أن تكون على هذا القدر من الصلابة والجاهزية لإكمال الطريق، بعد أن نزلت بها الفاجعة وأخذت منها الزعيم والزوج والأب.
في دير صيدنايا حيث فُرض عليها الاقامة الجبرية، بعد تسليم حسني الزعيم لسعاده، التقيتها عند مطلع الفجر كنت مع الرفيق رجا 3 . كانت في بحر من الحزن، غمرتني قائلة: لقد قتلوا الزعيم. لم تولول، لم تندب حالها وأولادها كما تفعل النساء عادة عند فقدان الزوج والأب لأولاد صغار.
مكثنا عندها بعض الوقت وأخبرتنا عن المعاملة السيئة التي لاقتها من الدير، ودّعناها وقد تعملقت في وجداني وقلبي تلك السيدة، أعطتنا دروساً في الصمود والصلابة والايمان بسعاده في أشد ساعات حزنها.
والجدير ذكره هنا أن الأمينة الأولى لم تعلم باستشهاده الا بعد مرور أيام قليلة.
بعد الانقلاب على حسني الزعيم صعد قائد الانقلاب أديب الشيشكلي الى الدير مع عدد من القوميين الاجتماعيين واصطحب الأمينة الأولى وبناتها الى دمشق حيث أقامت في منزل الرفيق نجيب الشويري الى أن اتخذ الحزب منزلاً خاصاً بها.
ولا بد هنا أن أسجل للرفيق نجيب الشويري وزوجته الحفاوة التي قدمتها للأمينة الأولى ولسائر القوميين الاجتماعيين، كما كان بيته مفتوحاً للزعيم وأعوانه طيلة اقامة الزعيم في دمشق قبل استشهاده. لقد قدم الرفيق نجيب وكان مديراً لفندق الاوريان- بالاس بيته وكل وسائل الراحة للزعيم، ولاحقاً للامينة الأولى، وللرفقاء والرفيقات والضيوف، وكانت زوجته تقوم بكل واجبات الضيافة بطيبة ومحبة وكرم.
أول إطلالة للأمينة الأولى على الصحافة
في دمشق وبعد ان علمت الصحافة بوجود الأمينة الأولى في بيت نجيب الشويري، بدأ الصحافيون يتوافدون لرؤيتها وأخذ الأحاديث منها، كذلك فعلت صحافة بيروت، وكانت أول مقابلة مع جريدة «بيروت المساء» لصاحبها محي الدين النصولي، على ما اذكر، وكنت حاضرة في تلك المقابلة، واعتقد انها كانت أول إطلالة لها في الصحافة بعد الاستشهاد.
الاستاذ محي الدين النصولي كان متهيّباً، والأمينة الأولى بتلك الهالة من الحزن التي تغلّف وجهها. اعترف انني كنت خائفة أن لا تكون في حالة تمكّنها من اعطاء الحديث.
وكانت المفاجأة الكبرى، اذ تبيّن لنا كم كانت على دراية كبيرة ومعرفة بعقيدة الحزب ومفاهيمه الجديدة وكانت ملمّة بكافة التفاصيل الحزبية، ودافعت عن عقيدة الحزب وعن سعاده برباطة جأش وبتهذيبها المعروف عنها. لقد برهنت بأجوبتها عن صلابتها وصلابة ايمانها بالقضية، وحين سألها الاستاذ محي الدين اذا كانت تفكر بالسفر الى الأرجنتين حيث أهلها؟ اجابت بتصميم انها باقية لتكمل الطريق مع رفقائها ورفيقاتها وبأنها لن تتخلى عن الصراع مهما كانت العقبات.
وهكذا كانت في كل المقابلات التي أجريت معها على اثر حادث الاستشهاد، قمة في الصلابة وقلعة صمود.
بيتها … مركز للحزب
في بيتها الخاص في دمشق حيث تحول في فترة وجيزة الى مركز للحزب غير معلن، تقبلت الأمر على حساب حريتها واستقلاليتها لقناعتها بأنها تقوم بالتضحيات من أجل خير الحزب ومسيرته التي كانت همها الأوحد بعد غياب سعاده.
في الواقع دفعت لاحقاً ثمناً غالياً بسبب وجود قيادة الحزب في بيتها، بعد مقتل عدنان المالكي واتهامها باطلاً بضلوعها بالحادثة والحكم عليها بالسجن عشر سنوات، قضتها في سجن المزة. والجدير ذكره أن كبار المحققين العسكريين وقفوا إجلالاً وإعجاباً بالأمينة الأولى أثناء التحقيق معها في حادثة الاغتيال.
ان جوليات المير سعاده الأمينة الأولى، كانت امرأة رائدة ومن النساء القلائل اللواتي سطرن بحياتهن أروع امثولات التضحية والاخلاص والتفاني في سبيل قضية تساوي وجودها، ورجل ملك عليها كل دقائق حياتها في حضوره، وبعد استشهاده.
هوامش:
1 – أجرت الحوار الرفيقة اعتدال صادق لاحقاً اعتدال شومان بعد ان اقترنت من الرفيق الصحافي والاديب احمد شومان .
2 – لمراجعة ما اوردناه عن الحفلات الاجتماعية، عبر الدخول الى الموقع التالي www.ssnp.info
3 – الرفيق رجا نصر الله، شقيق الأمينة هيام، كان رفيقاً نشيطاً ومناضلاً. غادر الى البرازيل واستقرّ فيها الى ان وافته المنية.