برّي: نجحنا في حفظ استقرار النظام بفضل تعاون المجلس النيابي والحكومة
أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري «أننا نجحنا على رغم الزلزال الذي يضرب الشرق الأوسط في حفظ استقرار النظام العام في بلدنا بفضل تعاون المجلس النيابي والحكومة والذي سيستمر والدعم المعنوي للمؤسسات الصديقة البرلمانية الدولية والجهوية والقارية، وبفضل الإصرار على اعتبار استقرار لبنان ليس حاجة لبنانية فحسب بل حاجة دولية وعربية».
كلام بري جاء خلال مأدبة غداء أقامها في عين التينة على شرف رئيس مجلس النواب الباراغواني هوغو أدا ليبرتو فيلاكس والوفد المرافق الذي يضم ستة نواب وعدداً من أبناء الجالية اللبنانية في الباراغواي.
وكان فيلاكس بدأ جولته على المسؤولين من المجلس النيابي حيث التقى رئيس لجنة الصداقة اللبنانية الباراغوانية النائب أيوب حميد، وقد أقيم للرئيس الضيف استقبال رسمي أمام مجلس النواب وفي البهو من قبل أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر وكبار موظفي المجلس، ثم جال الجميع في أرجاء المجلس وفي القاعة العامة وشرح حميد للرئيس الضيف كيفية التصويت والانتخابات وتركيبة المجلس.
ثم عقد فيلاكس لقاء مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في حضور النائب حميد في صالون السفراء.
وانتقل الرئيس الضيف إلى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث أقيم له استقبال رسمي.
وعقد الرئيس بري جلسة محادثات مع نظيره الباراغواني ووقعا بروتوكول تعاون بين البرلمانين، قبل أن يولم له والوفد البرلماني والإداري المرافق بحضور أعضاء هيئة مكتب المجلس ولجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية – الباراغوانية. وألقى بري كلمة ترحيبية بفيلاكس والوفد المرافق واصفاً الزيارة بـ«التاريخية». وقال: «إن لبنان عانى مثل الباراغواي الاستعمار، ونحن إلى اليوم نعاني نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء عزيزة من أرضنا ومن بلدنا ومن عرقلة إسرائيل استكمال تنفيذ القرار الدولي رقم 1701 وعدم الشروع في تخطيط الحدود البحرية».
ودعا بري الحكومتين اللبنانية والباراغوانية والإدارات المختصة إلى «تقوية أواصر العلاقة بين لبنان والباراغواي على مختلف الصعد الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خصوصاً أن هناك جسراً بشرياً بين البلدين تمثله جالية لبنانية كبيرة».
وأشار بري إلى أنه «على رغم أن أعقد مشكلات الشرق الأوسط يسلك مسارات دبلوماسية في ظل الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الـ 5+1، إلا أن لبنان يعيش تحت ضغط مشكلات ناتجة من محاولات الإرهاب تهديد أمن لبنان عبر حدوده الشرقية والشمالية، فيما تواصل إسرائيل خروقاتها في الجنوب. وأيضاً أسباب داخلية تعيق تقدمها مع الأسف بحجة الديمقراطية وغير الديمقراطية».
وتابع: «إن لبنان الواقع تحت عجز مديونية هائلة تصل إلى مئات المليارات من الدولارات يدعو دول العالم وأصدقائه إلى التنبه إلى عدم إضافة مشكلات جديدة إلى معاناته».
وعلى رغم ذلك، طمأن بري إلى «أننا نجحنا على رغم الزلزال الذي يضرب الشرق الأوسط في حفظ استقرار النظام العام في بلدنا بفضل تعاون المجلس النيابي والحكومة والذي سيستمر والدعم المعنوي للمؤسسات الصديقة البرلمانية الدولية والجهوية والقارية، وبفضل الإصرار على اعتبار استقرار لبنان ليس حاجة لبنانية فحسب بل حاجة دولية وعربية، ونحن متأكدون في الأجواء الراهنة أننا سنتمكن من التغلب على مشكلاتنا بما يضمن حفظ الدولة وأدوارها وانطلاقاً من لبنان الحواري».
وإذ أكد «أن القضية الفلسطينية ستبقى تمثل القضية المركزية والأساس في الشرق الأوسط ، وأن السلام سيبقى مفقوداً في ظل السياسة العدوانية والاستيطانية الإسرائيلية»، لفت إلى أن «الشرق الأوسط والدول العربية بصفة عامة تعيش حالة اضطراب وقلق وعنف ناتجة من وقائع داخلية عامة وبصفة خاصة عن تدخلات خارجية عابرة لحدودها السيادية بالسلاح والمرتزقة»، مشدداً على «أن الحل الأممي المطلوب هو: صدور قرار ملزم بتجفيف مصادر تمويل الإرهاب ووقف التزويد بالسلاح وضبط مختلف الحدود».
وطالب «بدعم صياغة حلول سياسية لليمن وسورية وليبيا ارتكازاً إلى الحوار، ودعم الحكومة المركزية في العراق وبخاصة بعد الموقف العظيم الذي حصل البارحة والذي لعلنا نقتدي بشيء منه في لبنان ونخلص من براثن الطائفية على الأقل للأسلوب الشفاف والديمقراطي».
كذلك ألقى فيلاكس كلمة قال فيها: «نريد من خلال الدبلوماسية البرلمانية أن نساعد دولتنا على التطور والنمو من خلال النافذة اللبنانية، ونؤكد أننا نشعر الآن أننا في بلدنا».
ولاحقا زار الوفد الباراغواني السراي الحكومي واستقبله رئيس الحكومة تمام سلام مع عدد من أبناء الجالية اللبنانية في حضور سفير الباراغواي لدى لبنان حسن ضيا.
وبعد اللقاء تمنى فيلاكس «أن يتمكن لبنان من حل مشكلة الفراغ في رئاسة الجمهورية من خلال حكمة اللبنانيين وخبرتهم. واعتقد أن لديهم فرصة لملء هذا الشغور»، مقدراً «الجهود المبذولة من قبل الحكومة اللبنانية في مجال مكافحة الإرهاب».