منصور لـ«الميادين»: الرئيس القوي يجب أن يكون توافقياً
أكد وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور أن «زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لبنان لها ارتباط بتوجه الشعب السوري إلى صناديق الاقتراع، والنتائج التي ظهرت نتيجة ذلك هي مؤشر لا يصبّ في مصلحة الذين يريدون أن يعبثوا في استقرار سورية ونظامها»، مشيراً إلى أن «الذي نشاهده الآن في الساحات السورية هو عودة الروح إلى الشعب السوري وإدراك الذات بالنسبة للسوريين وإدراك ما يجري على الأرض من مؤامرة كبيرة تحاك ضد سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات لذلك، فهذا المشهد الكبير هو مؤشر على أن المستقبل سيحمل في طياته نهاية الأزمة».
وأضاف منصور: «عندما يطالب كيري إيران وروسيا وحزب الله بإنهاء الحرب في سورية فهو يعتبر أن الإيراني والروسي وحزب الله يتحملون مسؤولية ما يحدث، فكان المطلوب من كيري أن يسأل عمن يقوم بدعم العمليات الإرهابية في سورية ومن يقوم بإرسال السلاح والتمويل»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الكبرى تعرف من الذي يدعم ويموّل الإرهابيين».
وأشار إلى أن «ثمة قضايا سياسية متعددة في المنطقة مثل الأواني المستطرقة فلا يمكن القول إن ما يجري في سورية لا يترك أثراً على دول الجوار»، موضحاً أن «التواصل الأميركي – الإيراني أو الكويتي – الإيراني وتهيئة الأمور من أجل قيام زيارة رسمية لمسؤول إيراني إلى السعودية ونجاح السيسي، كل هذه الأمور تمهد لاستقرار المنطقة ونزع الفتيل الذي يعصف بها».
ورأى منصور أن «إذا كان هناك جنيف 3 أو 4 فإن النظام السوري سيذهب بقوه أكبر لأنه يمثل الشريحة الأكبر من الشعب السوري حيث استطاع الشعب أن يفرض إرادته ويوصل رسالته إلى العالم، أن القرار يصنع في الداخل السوري وليس في دول الغرب».
أما في ما يتعلق بملف رئيس الجمهورية اللبنانية، أوضح منصور أن «للولايات المتحدة اتصالات عدة مع العديد من الأفرقاء على الساحة السياسية اللبنانية، لكن الانقسام العمودي الحاد في لبنان اليوم لا يتيح للدولة أن تسير في مرشح لأنه سيُرفض من قبل الفريق الآخر، فالرئيس القوي يجب أن يكون رئيساً توافقياً ويحوز على رضا اللبنانيين، وما يهم الولايات المتحدة في هذا الموضوع هو ضمان الحدود مع الكيان «الإسرائيلي» والعمل على نزع سلاح المقاومة».
وختم منصور: «لم يحن الوقت لكي تقوم الولايات المتحدة بسياسة متباينة مع «إسرائيل»، فاليوم اللوبيات اليهودية في الولايات المتحدة ضاغطة وفاعلة، ولا يستطيع أي مسؤول داخل الولايات المتحدة مهما علا شأنه أن ينتقد أو يعارض «إسرائيل» بقرار حازم أو أن يؤنبها، بل على العكس إن الذي يحاسب الآخرين هي «إسرائيل».