قالت له
إذا قالت المرأة للرجل أحبك فهي تحترم، وإذا قالت أحترم فهي تعتذر عن عدم الحب، وإذا قالت يعجبني بعض ما فيك فهي تحبّ، وإذا قالت أحاول لكنك شخص مجنون فهي عاشقة، وإذا قالت عندما يصل متأخراً عنها كنت سأغادر لو لم تأت الآن، أو كنت سأنام لو لم تتصل الآن فهي مغرمة. أما الرجل، فإذا قال للمرأة احترمك فهو يحبها، وإذا قال لها أحبك فهو يغويها، وإذا قال لها يعجبني بعض ما فيك فهو يعتذر عن عدم مبادلتها الحب، وإذا قال عندما تصل متأخرة عنه كنت سأغادر لو لم تأتي الآن أو كنت سأنام لو لم تتصلي الآن فهو متزوج، وفي السياسة، السياسيون يخاطبون القضية كرجل لامراة، والوطنيون يخاطبون القضية كامرأة لرجل.
فقال لها، إذا قال الرجل للمرأة أحبك فهو يحبها لكن لزمن لا يعرفه، وإذا قالت له أحبك فهي تعرف الزمن لكنها قد لا تعرف الحب، وإذا قال لها أحترمك فهو يعتذر عن اللحظة للحبّ، لكنه بعد حب فاشل قد يعود إليها. أما إذا قالت له المرأة أحترمك فهي تصرّح له أنها تحبّ صديقه أو شخصاً كلّمته عنه ترغب أن يستنتجه وحده من دون سؤالها، أما التذرّع بالانتظار وعدم المغادرة والامتناع عن النوم فتلك عادات المرأة تقولها في الوقت ذاته لأكثر من رجل، من باب الشعور بكبرياء الأنوثة، ولا يقولها الرجل إلا إذا كان مريضاً بالحب صادقاً بالقول متألّماً لكبريائه.
فقالت له، المشكلة أن الرجل يملك حق التصريح لكنه لا يستعمله، والمرأة لا تملك الحق نفسه حتى ممّن تحب، فإن استعملته رخصت بعينيه، فكلّما ابتعدت عنه اقترب، وكلما دنت منه ابتعد، أما المرأة فكلّما اقترب منها لاصقته وكلّما ابتعد عنها توسّلت إليه، لأنها لا تقيس حبّها بمعايير أن الخضوع عيب.
فقال: نمضي العمر في حرب لا تشبه الحب لكنها تخاض بِاسمه، وبعد أن يمرّ العمر نجلس بحزننا وشيخوختنا نستمع ونؤدّي الدور في أغنية أم كلثوم، وحطيت إيدي على خدي وعدّيت بالثانية غيابك ولا جيت»…