حدث معي
فاجأني كالعادة الرئيس إميل لحود بهاتفه الصباحيّ، بمودّةٍ وتقديرٍ ودماثة خلق ورفيع الخطاب، وهذه المرّة ليس للتحية على موقفٍ واجبٍ قلته فيه، أو أداءٍ إعلاميّ أعجبه، بل لإبلاغي فرحته بجريدة «البناء» وما تقدّم وما تسعى كي تقدّم، و ما بات فيها من أبواب وتغطيات إعلامية في المعلومات والتحليلات، تجعلها قريبة إلى قلبه ومميزة في قراءاته الصباحية.
شعرت بفخر الكلام الطيّب من رجل ما اعتاد المجاملة على حساب قناعاته، فلا الكلام في سياق مصادفة ولا ردّاً على سؤال منّي، بل بمبادرة لطيفة كريمة منه تثلج الصدر، لأنها تعبّر عن انفعال المشاعر في لحظة تصفّح ما في الجريدة، وتحول المشاعر خطوة عملية بطلب الهاتف وقول ما قيل وهو وسام أعتزّ به.
للرئيس لحود ومن يشدّون على أيدينا في مسيرتنا المهنية والوطنية،عهدنا أن نبقى نحاول تقديم الأفضل، لا نخفي رأياً ولا موقفاً ولا نعامل بالمثل من تعبّر عنهم صحف الغير ومنابرهم، بل نعاملهم بما يستحقه قارؤنا من احترام لحقه في الاطّلاع والمعرفة.
للذين يسألون لماذا لا يكتب أصحاب الأقلام المخالفة برأيهم في صحيفتكم، نطلق دعوتنا ليكتبوا، ووعدنا أن تُنشر مقالاتهم بأمكنة وزوايا أفضل بكثير ممّا يمكن أن تنشر ـ إذا نشرت ـ مقالاتنا في صحف من يشاركونهم الرأي.