بوتين يلتقي أوباما وقادة العالم في النورماندي ويرحب بموقف بوروشينكو
أكد كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما على ضرورة تخفيض التوتر وتقليص حجم العمليات العسكرية شرق أوكرانيا، وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الرئيسين تبادلا أثناء لقاء قصير على هامش الاحتفال في النورماندي شمال غربي فرنسا، الآراء حول الوضع في أوكرانيا.
وأعلن بيسكوف أيضاً أن الرئيس بوتين والرئيس الأوكراني المنتخب بيوتر بوروشينكو «أكدا خلال تبادلهما أطراف الحديث في فرنسا، ضرورة وقف إراقة الدماء في أوكرانيا بأسرع ما يمكن».
وأضاف بيسكوف: «أن الرئيسين أكدا عدم وجود بديل لتسوية الوضع بالطرق السياسية السلمية في هذا البلد، ويعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه منذ انتخاب بوروشينكو رئيساً لأوكرانيا». والتقى بوتين أيضاً المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي: «إن بوتين وميركل ناقشا البحث عن حلول وإيجاد حلول وسط، لا نقاط الخلاف في الأزمة الأوكرانية».
ورحب الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي قصير على هامش المراسم الاحتفالية، بتصريح الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو الذي أكد فيه ضرورة الوقف الفوري لسفك الدماء في شرق أوكرانيا.
وأكد بوتين أن «لقاءه مع بوروشينكو جاء بمشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل واستمر حوالى 15 دقيقة، وتطرقا لملف الأزمة الأوكرانية وتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية». وأضاف بوتين: «إن الرئيس الأوكراني أفاد بوجود خطة لوقف العنف في شرق أوكرانيا من دون الكشف عن تفاصيلها».
وشدد الرئيس الروسي على «ضرورة فتح حوار مباشر بين السلطة في كييف والممثلين عن جنوب شرقي أوكرانيا من دون مشاركة موسكو». وقال: «روسيا ليست طرفاً في النزاع الأوكراني». وأكد «ضرورة وقف العملية التنكيلية التي تخوضها القوات الأوكرانية جنوب شرقي البلاد بشكل فوري، وقال: «هذا هو الطريق الوحيد لبدء الحوار الفعلي مع أنصار الفدرلة». وأضاف: «السباق الانتخابي في أوكرانيا انتهى، يجب الانتقال إلى العمل الجدي مع المواطنين».
ودعا بوتين السلطة في كييف إلى فتح تحقيق جدي في أعمال العنف بأوكرانيا، بما فيها أحداث أوديسا، التي راح ضحيتها عشرات من معارضيها، مشدداً على «ضرورة أن تبدي الإدارة الأوكرانية إرادة طيبة وحكمة، كما جدد موقف موسكو حيال خطط بعض الساسة في أوكرانيا لتوقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، واعتبر أن البضائع الأوكرانية لن تكون قادرة على المنافسة في هذه الحالة».
وأكد بوتين أنه لم يناقش سعر الغاز مع بوروشينكو، مشيراً إلى أن «موسكو مستعدة لتقديم بعض التنازلات في حال موافقة كييف على عدد من الشروط، بما فيها تسديد الطرف الأوكراني مستحقات الغاز الروسي».
إلى ذلك، من المتوقع أن يمثل الولايات المتحدة في مراسم تنصيب الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو وفد يضم جو بايدن نائب الرئيس الأميركي وفيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية والسيناتور جون ماكين. كما يحضر مراسيم تنصيب بوروشينكو، المزمع إجراؤها في السابع من حزيران في العاصمة كييف، أكثر من 50 وفداً رئاسياً وبرلمانياً يمثلون بلداناً أوروبية وأميركية وآسيوية. وسيمثل روسيا في مراسيم التنصيب ميخائيل زورابوف سفير موسكو لدى كييف.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن لا تؤيد الدعوات إلى إجراء تحقيق في أعمال العسكريين الأوكرانيين شرق البلاد، لأنها تعتبر خطوات كييف قانونية.
وقالت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية أمس: «إن بلادها لا تملك أدلة مقنعة تثبت الأنباء المتداولة عن انتهاك حقوق الإنسان من قبل الحكومة الأوكرانية، وإنه من غير المقبول المقارنة بين البلد الذي يدافع عن نفسه وشعبه وأرضه والانفصاليين المسلحين الذين يحاولون إشعال الفوضى بدعم من حكومة أخرى».
إلى ذلك، نصحت الخارجية الأميركية مواطنيها بعدم السفر إلى مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا، وكذلك إلى أوديسا وشبه جزيرة القرم التي انضمت إلى روسيا. وأشارت إلى أن «مجموعات مسلحة تواصل سيطرتها على المقاطعتين بشرق أوكرانيا وأقامت حواجز غير شرعية هناك وقامت بخطف مواطنين، بمن فيهم أميركيون، لمدة ساعات أو أيام».
وأضافت الخارجية: «إن الوضع في أوكرانيا يمكن أن يتغير بسرعة، داعية المواطنين الأميركيين إلى تجنب المشاركة في تجمّعات كبيرة والاستعداد للاختباء مدة طويلة في حال وقوع اشتباكات بالقرب من مكان إقامتهم».
وأفاد مصدر في قوات الدفاع الشعبي شرق أوكرانيا أن عناصره «أسقطوا طائرة استطلاع أوكرانية قرب مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونيتسك»، مضيفاً أن «الطائرة كانت تحلق فوق سلافيانسك منذ صباح أمس، وأن عناصر الدفاع الشعبي تمكنوا من إصابة أحد محركيها».
وتوجهت الطائرة بعد إصابتها إلى خارج المدينة، حيث لا يوجد مكان ملائم لهبوط الطائرات، بحسب المصدر، الذي قال: «إن عموداً من الدخان الأسود صعد من المكان الذي من المرجح أن تكون الطائرة قد سقطت فيه».
وفي هذا السياق، أعلنت سلطات لوغانسك عن إصابة اثنين من قوات الدفاع الشعبي بجروح نتيجة قصف ضواحي المدينة من قبل الطيران الأوكراني. وأوضح مصدر في إدارة المقاطعة أمس، أن مقاتلة من طراز «سو – 25» قصفت مخيّماً وبلدة لوغانسكايا مساء أمس.
وقال مصدر في القوات الأوكرانية في وقت سابق: «إن الطيران قصف مجموعة من المسلحين ومعداتهم، أدى إلى تدمير معدات المسلحين وذخيرتهم ووقوع خسائر في صفوفهم».
من جهة أخرى، ذكر ياروسلاف غونتشار نائب قائد كتيبة زوف أن «15 مسلحاً قتلوا وأصيب 5 من أفراد حرس الحدود الأوكراني في عملية أمنية للقوات الأوكرانية في مقاطعة لوغانسك، في حين جددت القوات الأوكرانية قصفها على بلدة سيميونوفكا في مقاطعة دونيتسك الواقعة شرقي سلافيانسك. وأشار مصدر في قوات الدفاع الشعبي إلى أن «القصف استهدف المنطقة التي يوجد فيها مصنع للكبريت شب فيه حريق لكن تم إخماده بسرعة».
وفي السياق، أكد مفوض حقوق الأطفال التابع للرئاسة الروسية بافل أستاخوف يوم أمس وصول أكثر من 12 ألف لاجئ أوكراني إلى مقاطعة روستوف الروسية خلال يوم واحد. مضيفاً أن 12 ألفاً و181 مواطناً أوكرانيا، بينهم مئات الأطفال، وصلوا إلى المقاطعة الروسية المذكورة خلال 24 ساعة خلال يومين، وأن أكثر من 7 آلاف شخص وصلوا إلى هناك في 3 حزيران.
تجدر الإشارة إلى أن الأوكرانيين الذين يغادرون ديارهم في المناطق الشرقية من بلادهم يعبرون الحدود مع مقاطعة بيلغورود الروسية أيضا. وكان أستاخوف ذكر يوم الأربعاء الماضي أن 338 عائلة أوكرانية طلبت من السلطات الروسية حق اللجوء الموقت، فيما توجهت 37 عائلة أخرى بطلب منحها صفة اللجوء.
من جانب آخر، أكد سيرغي دونيتش نائب رئيس وزراء جمهورية القرم الروسية وجود نحو 5 آلاف لاجئ جنوب شرقي أوكرانيا في الجمهورية، بينهم أكثر من 600 طفل، مضيفاً أن السلطات المحلية تعمل على توفير كل ما يحتاج إليه الأطفال. وأشار إلى أن «وزارة الطوارئ الروسية ستقيم مراكز موقتة لاستقبال اللاجئين في معبر تشونغار ومدينة كراسنوبيريكوبسك القريبين من حدود القرم مع أوكرانيا.