رسالة ظريف اللبنانية… هل وصلت إلى السعودية؟
يوسف الصايغ
بديبلوماسيته المعهودة مرّر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف خلال زيارته الأولى إلى لبنان بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب رسائل بلاده الى جيران طهران، وكانت الرسالة الأبرز التي بعث بها ظريف من بيروت الى صندوق البريد السعودي، والتي تضمّنت دعوة صريحة وعلنية للحوار بين طهران والرياض.
وجاءت رسالة وزير خارجية إيران في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره اللبناني جبران باسيل، حيث تطرّق الى «مدّ يد التعاون إلى جميع الجيران للتعاون وتبادل الثمار الطيبة من هذا التعاون»، وردّ ظريف على سؤال حول امكانية رؤية حوار سعودي – إيراني لحلّ قضايا المنطقة بالتأكيد على أنّ هناك اهتماماً إيرانياً للتقدّم في الحوار مع دول مجلس التعاون، وانّ هذا الاقتراح سيسير إلى الأمام ونحن مستعدّون دائماً للحوار والتفاوض مع جيراننا، ولا نشعر بأنّ هناك أيّ مانع في هذا المجال».
موقف ظريف من قصر بسترس أتى استكمالاً لما أعلنه من مطار بيروت بُعيد وصوله، حيث دعا الدول الإسلامية في الشرق الأوسط الى تلبية النداء لمزيد من التعاون، هذا الكلام تربطه مصادر مواكبة بالتسوية التي بدأت تلوح بوادرها في الأفق على صعيد ملفات المنطقة، وفي هذا السياق يمكن إدراج إشادة ظريف بالرئيس سلام حيث ثمّن خلال زيارته الى السراي الحكومية «الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب ولخلق وإيجاد التعاون بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين».
وبينما تشير مصادر الى انّ زيارة وزير الخارجية الإيراني الى بيروت تأتي في الوقت الذي بدأت فيه السعودية بإعادة رسم سياستها الخارجية، هناك من يسأل عن ماهية الموقف الإيراني من بيروت والذي يعتبر دعوة واضحة من طهران الى الرياض للحفاظ على الحدّ الأدنى من الأمن والاستقرار على الساحة اللبنانية، خصوصاً بعد المواقف الأخيرة التي أعلنها وزير الخارجية السعودي من موسكو، والتي أظهرت شرخاً واضحاً في الرؤية إلى الحلّ على مستوى الأزمة السورية.
على هذا الصعيد ثمة من يرى انه لا يمكن الحديث عن الوضع اللبناني بمعزل عما يدور في سورية، ويشير بالتالي الى إمكانية الزجّ بلبنان ضمن المواضيع الخلافية إقليمياً، وهو ما يعني أنّ الهدنة السارية حالياً، والتي تتمّ ترجمتها عملياً بالحوار القائم بين تيار المستقبل وحزب الله رغم كلّ الظروف مرشحة للعرقلة.
وعليه يبقى السؤال بعد موقف وزير خارجية إيران الذي عكس الموقف الإيراني بالرغبة في استمرار التهدئة وعدم انفلات الأمور، فهل وصلت رسالة ظريف اللبنانية الى صندوق البريد السعودي، وهل تردّ الرياض على رسالة ظريف بأحسن منها، أم أنّ حساباتها سوف تدفعها إلى خطوة لا تحمد عقباها؟
وكذلك لا بدّ من السؤال عن الدور الذي يمكن أن يلعبه حلفاء السعودية في لبنان، وهل في استطاعتهم الدفع باتجاهات إيجابية والتأثير في طبيعة الردّ السعودي على الانفتاح الإيراني؟ أم أنهم يكتفون بالتهليل للكلام الآتي من موسكو على لسان وزير خارجية المملكة عادل الجبير، الذي عَكَسَ رغبة بلاده في مواصلة سياسة الرهان على الأوهام…؟