الاحتلال يستوطن محيط حائط البراق
باشرت سلطات العدو بناء كنيس يهودي يحمل اسم «الجوهرة» على مرمى حجر من المسجد الأقصى المبارك، في خطوة استيطانية جديدة بقلب البلدة القديمة في القدس المحتلة، فيما طالبت فلسطين الدول كافة والأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة بالعمل على تجفيف مصادر تمويل الاستيطان.
ويقام الكنيس على أنقاض وقف إسلامي، وبذلك يصبح المسجد الأقصى مطوقاً بسلسلة من الكنس والحدائق التوراتية، والتي كان منها كنيس الخراب، وذلك سعياً الى تهويد المسجد، ومحيطه والقدس برمتها، في مقابل طمس كل أثر إسلامي وعربي في المدينة والمناطق الفلسطينية المحيطة بها.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن كنيس الجوهرة سيؤدي إلى طمس البيوت في البلدة القديمة.
ونوهت الصحيفة بأن جمعية صندوق تراث الهيكل الغربي القائمة على بنائه تعد هيئة قوية قوية تمكنت على مدار الأعوام الأخيرة من السيطرة على مبانٍ عديدة في البلدة القديمة، وأن المبنى هو جزء من مشاريع عدة قيد الإنشاء في البلدة القديمة.
ويحظى المخطط بدعم بلدية الاحتلال في القدس ورئيس البلدية نير بركات، الذي شارك في إحدى جلسات لجنة التخطيط اللوائية بهدف دعم المخطط الذي يستولي على نصف دونم من ساحة البراق ويشكل خطراً هندسياً بحسب الخبراء، خصوصاً أن الساحة ضيقة ويزورها يومياً الآلاف من السياح.
ولفتت «يديعوت» إلى أنه خلال العقد الأخيرة طرحت قضية تشييد الكنيس لكن مشروع البناء تعطل بسبب عدم استصدار التراخيص وخلال الشهور الستة الأخيرة تقرر تقليص حجم المبنى المخطط كي تصادق عليه لجنة التخطيط والبناء في القدس التي طالبت بعرض مقترحين لتقليص حجم المبنى قبل المصادقة عليه.
وعلى الصعيد ذاته، كشفت التقارير الفلسطينية عن أن سلطات الاحتلال نشرت مناقصة بناء الكنيس بارتفاع نحو 23 متراً على ستة طوابق، اثنان تحت الأرض وأربعة فوقها بمساحة بناء إجمالية قدرت بنحو ألف و400 متر مربع بتكلفة نحو 50 مليون شيكل أي ما يعادل 13 مليون دولار، وذلك بهدف زرع مواقع يهودية في قلب القدس القديمة بجانب زرع مبانٍ مقببة توحي لأقدمية الوجود اليهودي في القدس وتشويه الفضاء العام في القدس.
وفي مقابل هذه الخطوة الاستيطانية الجديدة، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الدول كافة والأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة بالعمل على تجفيف مصادر تمويل الجمعيات الاستيطانية المتطرفة.
كما دعت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية «وفا» المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف مخطط التهجير الجماعي الذي تتعرض له العائلات الفلسطينية المقدسية.
ودانت الوزارة بشدة «عمليات القضم الاستيطانية المتواصلة التي تقوم بها الجمعيات الاستيطانية المتطرفة في القدس ومحيطها بدعم مباشر وعلني من الحكومة «الإسرائيلية».