نصرالله في ذكرى الانتصار: النصر على الإرهاب تتمة آخر جولات تموز
كتب المحرر السياسي:
فشلت السعودية في استفزاز إيران وروسيا بموقفها التصعيدي الذي أخرجه وزير خارجيتها من موسكو تجاه سورية، وفشلت أنقرة في استفزاز الثنائي الإيراني الروسي أيضاً بتصعيدها العسكري شمال سورية، فجاء الردّ الروسي بارداً لكن حازماً يقول نحن مختلفون، وفي سورية تقف موسكو بقوة مع رفض أيّ تدخل في الشؤون السيادية التي تخص السوريين وحدهم، وفي مقدمها قضية رئاسة الجمهورية وسائر المناصب السيادية للدولة، وجاء ردّ إيران خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت في غاية الحنكة ملمّحاً إلى السعودية بعدم التدخل لتخريب ما يتفق عليه اللبنانيون، بينما تحدّث السفير الإيراني محمد فتحعلي لـ«البناء» معتبراً أنّ التدخلات الخارجية تسبّبت بالحؤول دون نجاح اللبنانيين في تجاوز العقبات أمام انتخاب رئيس للجمهورية.
غصبت السعودية فأوعزت بالتصعيد واختارت الوزير بطرس حرب للقول إذا كنتم قد استغنيتم عن الحكومة فنحن نتكفل بإسقاطها، وأعلن وزير الاتصالات اعتكافه لأنّ الحكومة التي تشكل في زمن الأزمات أعلى هيئة للحوار الوطني قد تحوّلت إلى هيئة للحوار الوطني.
في المقابل كان العماد ميشال عون يعلن مواصلة تياره خطط التصعيد في الشارع لإبقاء قضية المواجهة السلمية للتجاهل والتهميش حية، ويتلقى رسالة تحية من الرئيس السوري بشار الأسد حملها السفير السوري علي عبد الكريم علي إلى الرابية.
بالتزامن كانت مشاريع الحلول والتسويات تتنقل بين مقترح الترقية للعميد شامل روكز سبق لـ«البناء» أن أشارت إليه قبل عشرة أيام على صفحتها الأولى، يسابقه مقترح مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم برفع سن التقاعد للضباط.
الحدث الأبرز اليوم هو إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من وادي الحجير، الموقع التاريخي لمجزرة الدبابات بحق جيش الاحتلال في حرب تموز، بالتزامن مع معلومات عن إمكانية الإعلان عن الزبداني منطقة محررة من المجموعات المسلحة أثناء كلمة السيد نصرالله، التي قالت مصادر متابعة إنها ستتضمّن اعتبار النصر على الإرهاب آخر جولات حرب تموز المستمرة منذ تسع سنوات بأشكال متعددة، وأنّ النصر الذي تحقق في الحرب الأصلية في تموز لن يهتز أو يتغيّر في حروب الوكالة التي تخاض لحساب «إسرائيل».
السعودية تدقّ المسمار الأول في نعش الحكومة
دخل مجلس الوزراء أمس في عجز موقت ربما يكون نهائياً إذا كرت سبحة الاعتكاف التي بدأها وزير الاتصالات بطرس حرب المحسوب على 14 آذار.
ويبدو أن الرد السعودي على زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جاء سريعاً، السعودية التي ساءها ما رافق زيارة ظريف، لم تستطع أن تعطل اجتماعه برئيس الحكومة تمام سلام، فالوزير الإيراني أدار ملفه في شكل بالغ الدقة، ألغى زيارته إلى تركيا للقاء رئيس الحكومة، وهذا ما أحرج فريق 14 آذار، ولم تنفع السلوكيات الجافة من قبل جهاز البروتوكول في السراي الحكومية في إحراج الوفد الإيراني.
وعلى هذا الأساس، يرى المطلعون أن نجاح إيران عبر زيارة ظريف أخرج السعودية من طورها ويبدو أنها أوعزت لمسيحيي 14 آذار دق المسمار الأول في نعش هذه الحكومة حتى لا تتحمل مباشرة المسؤولية الدولية فيما لو بادر تيار المستقبل إلى هذا التصرف، كعملية اختبار لردود الفعل، فكان اعتكاف حرب.
«دفن آمال عون»
وإذ لفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أن وزراء التغيير والإصلاح وحزب الله لن يستقيلوا أو يعتكفوا من الحكومة، أشارت إلى «أن السعودية بدأت تبعث برسائل عن إمكانية الذهاب لإسقاط الحكومة لقطع طريق على أي تعيينات أو ترقيات لضباط قد تشمل قائد فوج المغاوير في إطار دفن آمال العماد ميشال عون كلياً».
وكانت جلسة مجلس الوزراء التي استمرت إلى قرابة الواحدة والنصف لم تخرج بأي قرارات في ما يخص أزمة النفايات أو الهبات والرواتب.
وأكدت مصادر رئيس الحكومة لـ«البناء» أن الرئيس سلام سينتظر حصيلة الاتصالات التي ستجرى في الأيام القليلة المقبلة قبل أن يوجه الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء». ولفتت المصادر إلى «أنه لن يسمح أن تبقى جلسات الحكومة تدور في دوامة التعطيل، فهناك أمور ضاغطة تتعلق بالرواتب وسندات الخزينة والهبات والقروض التي يتعين إقرارها.
وشهدت الجلسة مداخلات مطولة للوزراء تمحورت حول التعيينات والتعطيل الحاصل. وأكد وزير الزراعة حسين الحاج حسن «أن حزب الله يؤيد ما يقوم به التيار الوطني الحر داخل مجلس الوزراء وخارجه».
وتوجه وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى التيار الوطني الحر: «هل تعيشون في كوكب آخر؟ نحن نبحث في تحصين لبنان وبقائه في ظل الأخطار التي تتهدده وانتم تطرحون التحاصص والعناوين المطلبية التي ليس المكان مكانها ولا الزمان زمانها. إن التعيينات الأمنية موضوع خلافي لا يمكن تسويته في مجلس الوزراء فلماذا تضعونه عقبة، والقضايا الميثاقية لا تناقش في مجلس الوزراء».
واستعاد حرب الحقبة السورية قبل عام 2005، وكيف كانت تجري الأمور في المؤسسات، إلا أن الجواب جاءه سريعاً من وزير التربية «اللي في مسلة تحت باطو بتنعرو»، نحن يا معالي الوزير لم نكن لا وزراء ولا نواباً أما أنت فكنت نائباً ووزيراً واستفدت من تلك الحقبة».
وأشار الوزير جبران باسيل إلى «أن خطوة تأجيل التسريح لقائد الجيش العماد جان قهوجي غير قانونية، وتحدث عن ضرورة تأمين المشاركة الحقيقية».
وقال وزير العمل سجعان قزي: «لا يجوز أن تجتمع الحكومة للبحث في جنس الملائكة وإلا نكون أمام خيارين إما تحويل مجلس الوزراء إلى ديوانية وتضييف قهوة وشاي، وإلا تحويل مجلس الوزراء إلى هيئة حوار».
وقال: «البعض ربط العودة إلى جدول الأعمال ببعض القضايا المتعلقة تارة بموضوع عرسال، وتارة أخرى بالتعيينات الأمنية والعسكرية وتارة بالآلية الحكومية، انتهت قضيتي عرسال والتعيينات، أو هكذا هو مفترض، وبقي موضوع الآلية فلنبحث عن حل لها في شكل نهائي لنسير بجدول الأعمال».
وأثار وزير الاقتصاد آلان حكيم مسألة دفع لبنان جزاء قيمته 150 ألف دولار في موضوع التحكيم في منع إحدى الشركات من استخدام مطار بيروت بعد الحصول على إذن.
إلى ذلك، لم يتم البحث في ملف النفايات في الجلسة، وتم الاكتفاء بمداخلة رئيس الحكومة تمام سلام الذي قال: «للاسف صار لها لون طائفي ومذهبي ومناطقي»، ومداخلة وزير البيئة محمد المشنوق الذي عدد المراحل التي قطعتها، مشيراً إلى «أن 3 أيام ستفصلنا عن نتائج المناقصات في جميع المناطق اللبنانية».
قهوجي وروكز ورتبة اللواء ثالثهما
في موازاة ذلك، التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز في غداء في مطعم «كرم» في وسط بيروت. وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن اللقاء يأتي في إطار تبريد الأجواء بين الرابية والعماد قهوجي». ولفتت إلى «أن اللقاء هو محاولة جس نبض حول إمكانية السير بمشروع ترقية الضباط إلى رتبة لواء وفقاً للاقتراح الذي قدمه العميد المتقاعد أمين حطيط والذي يقضي بترقية نواب رئيس الأركان وقادة المناطق وقادة المعاهد العسكرية إلى رتبة لواء بالإضافة إلى أعضاء المجلس العسكري. وتداول الأوساط حالياً تعيين العميد روكز في إحدى هذه الوظائف وترقيته إلى رتبة لواء قبل 15 تشرين الأول المقبل ما يعني تأجيل تسريحه لمدة سنة بحكم القانون. وجرت تسريبات «أن العماد قهوجي تلقف هذا الطرح الذي يأتي في موازاة طرح رفع سن التقاعد للضباط 3 سنوات المرفوض من قبل قيادة الجيش.
السيد نصرالله يطلّ في عيد الانتصار
من ناحية أخرى، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال الذي يقيمه حزب الله بمناسبة ذكرى التاسعة لحرب تموز عام 2006، عند الخامسة والنصف من عصر اليوم في وادي الحجير السلوقي تحت عنوان نصركم دائم. ومن المتوقع أن يوجه السيد نصر الله في الخطاب رسائل دعم كبيرة لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، ويؤكد على أنه شريك في الانتصار وعلى العلاقة الاستراتيجية والوجودية بين التيار الوطني الحر وحزب الله. وسيتناول السيد في خطابه الانتصار الذي تحقق على «إسرائيل» وعلى المجموعات الإرهابية في القلمون والزبداني بفعل المقاومة ودماء شهدائها، والأوضاع في سورية والعراق واليمن.
سفير سورية ينقل تحيات الأسد إلى عون
وفي سياق متصل نقل السفير السوري علي عبد الكريم علي إلى العماد عون تحيات الرئيس بشار الأسد ولإطلاعه على الرؤية العامة تجاه المنطقة والمتغيرات الناتجة من حرب طويلة على لبنان وسورية والمنطقة بكاملها. وأكد عون أن المنطقة مقبلة على انتصارات فرضتها الانتصارات التي حققتها القوى التي تناصر السيادة وترفض الإرهاب التكفيري مع كل مظاهر الهيمنة والفساد مع كل الأطماع الصهيونية في المنطقة.
تحرك الأربعاء محطة أولى في سلسلة محطات
وفي إطار التحرك العوني، تتأرجح الحركات الاحتجاجية للتيار الوطني الحر بين عدم تخريب الاستقرار العام وعدم إسقاط الحكومة، وفي الوقت نفسه إجبار من يمسك القرار في الحكومة وتحديداً تيار المستقبل على أن يأخذ القرارات الصحيحة ويحترم الشراكة الوطنية.
وأكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» «أن التحرك الشعبي بدأ ولن يتوقف إلا بعد انتهاء عملية السطو والوصول إلى إصلاحات»، مشيرة إلى «أن الأمر قد يتدحرج وصولاً إلى الإطاحة بجميع الوجوه المشؤومة التي تمارس عملية سطو على حقوق المسيحيين واستعادة آلية عمل حقيقية داخل الحكومة وتثبيت مبدأ الشراكة». وأشارت إلى «أن ما جرى يوم الأربعاء ليس إلا محطة أولى في سلسلة محطات ستمتد حتى نهاية شهر أيلول، سيكون لها تبعات سياسية إيجابية».
ولفتت المصادر إلى «أن التحرك انطلق مع التيار الوطني الحر والمطلوب أن يتحول إلى تحرك وطني في سبيل تغيير البنية الأساسية لهذا النظام القائم على المحاصصة الطائفية والمذهبية، فالخلاف بنيوي في شكل هذا النظام الفاسد الذي لا ينتج إلا فساداً فمنذ الاستقلال ونحن ننتقل من فساد إلى أفسد».
قنبلة و3 جرحى في جبل محسن
أمنياً، أفادت معلومات ليل أمس عن إلقاء قنبلة في مقهى في حي الأميركان في جبل محسن في طرابلس، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى في حصيلة أولية.
وعلى الفور حضرت القوى الأمنية إلى المكان وباشرت التحقيقات.